بايت دانس تستعيد مكانتها بقيمة تتجاوز 400 مليار دولار

استعادت شركة بايت دانس، المالكة لمنصة تيك توك، مكانتها كإحدى كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، بعد أن رفع ثلاثة من كبار مستثمريها تقييمها إلى أكثر من 400 مليار دولار، في إشارة إلى تعافيها من التحديات التنظيمية التي هددت وجودها في الأسواق الغربية، خاصة في الولايات المتحدة.
ووفقًا لمصادر مطلعة، قامت مجموعة سوفت بنك، من خلال صندوق رؤية التابع لها، بإعادة تقييم بايت دانس بأكثر من 400 مليار دولار في ديسمبر الماضي، مستندة إلى التوسع المحتمل لوحدة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة والمعروفة باسم Doubao. وبالتوازي مع ذلك، رفعت كل من فيديليتي إنفستمنتس وT. Rowe Price تقييم الشركة إلى 410 مليارات دولار و450 مليار دولار على التوالي، وفقًا لحسابات أجرتها بلومبرغ استنادًا إلى إفصاحات قُدمت إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في نوفمبر الماضي.
ارتفاع مدعوم بالذكاء الاصطناعي رغم التحديات التنظيمية
يأتي هذا التقييم الجديد وسط موجة صعود قوية لقطاع التكنولوجيا في الصين، مدفوعة بتطورات الذكاء الاصطناعي. ويُتوقع أن يستفيد تقييم بايت دانس من الطفرة التي يشهدها هذا القطاع، خصوصًا بعد الإقبال الكبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الأشهر الأخيرة.
ورغم أن تيك توك يواجه ضغوطًا في الولايات المتحدة، حيث تتزايد المخاوف الأمنية بشأن استخدام بيانات المستخدمين، فإن القيمة الإجمالية لبايت دانس استمرت في النمو، مستندة إلى توسع أعمالها في الذكاء الاصطناعي، والإعلانات الرقمية، والتجارة الإلكترونية.
تحديات تيك توك في الولايات المتحدة
ورغم هذه القفزة في التقييم، لا تزال أعمال تيك توك في الولايات المتحدة تواجه مستقبلًا غير واضح. وقد سعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى فرض رقابة أكثر صرامة على التطبيق، وسط مطالبات من بعض المشرعين بحظره أو إجبار الشركة على بيعه لكيان أمريكي.
وفي خطوة تعكس هذه التحديات، قامت بعض المستثمرين في الولايات المتحدة بتقييم وحدة تيك توك الأمريكية عند صفر دولار، وهو ما يشير إلى المخاطر القانونية والتنظيمية التي تحيط بنشاطه في السوق الأمريكي. ومع ذلك، فإن النمو القوي لأنشطة بايت دانس الأخرى، لا سيما في السوق الصينية، يجعلها لاعبًا رئيسيًا في عالم التكنولوجيا، مما يفسر استمرار ارتفاع قيمتها السوقية.
مستقبل مشرق رغم الضغوط
في ظل هذا التقييم المتصاعد، يبدو أن بايت دانس لا تزال قادرة على تجاوز التحديات التنظيمية بفضل تنوع مصادر دخلها، بدءًا من الذكاء الاصطناعي مرورًا بالإعلانات الرقمية ووصولًا إلى التجارة الإلكترونية. كما أن الصعود القوي لشركات التكنولوجيا الصينية، مدعومًا بابتكارات مثل DeepSeek في الذكاء الاصطناعي، يعزز من قيمة الشركة في المدى الطويل.
ومع استمرار الجدل حول مستقبل تيك توك في الولايات المتحدة، تظل بايت دانس في وضع قوي يمكنها من مواصلة التوسع والنمو عالميًا، حتى في ظل الضغوط الغربية المتزايدة.