هوندا تستبعد الاستحواذ العدائي على نيسان بعد انهيار محادثات الاندماج

هوندا تستبعد الاستحواذ العدائي على نيسان بعد انهيار محادثات الاندماج
استبعد رئيس هوندا، توشیهیرو میبي، تقديم عرض استحواذ عدائي على نيسان، وذلك بعد انهيار محادثات الاندماج بين الشركتين، والتي كانت تهدف إلى إنشاء رابع أكبر شركة سيارات في العالم بقيمة 58 مليار دولار. وكانت نيسان قد رفضت العرض، معتبرة أنه لا يحترم استقلالها.
الشركتان، وهما ثاني وثالث أكبر شركات السيارات في اليابان، أعلنتا رسميًا إنهاء المفاوضات يوم الخميس، بعد خلافات حول هيكلية الإدارة. كان الاندماج يهدف إلى تعزيز قدرتهما التنافسية في مواجهة الشركات الصينية الرائدة في السيارات الكهربائية، لكن الخلافات حول آلية اتخاذ القرارات أجهضت المحادثات.
وأوضح ميبي أن هوندا لم تفكر أبدًا في الاستحواذ العدائي وليس لديها نية لذلك مستقبلًا. وكانت نيسان قد رفضت اقتراحًا معدلًا يجعلها شركة تابعة لهوندا، في حين أن المخطط الأصلي كان إنشاء كيان مشترك. وأشار ميبي إلى أن الهيكلة المقترحة كانت لضمان اتخاذ قرارات سريعة في ظل سوق متقلب، مؤكدًا أن الاندماج كان سيتطلب قرارات حاسمة ومؤلمة.
من جانبه، صرح رئيس نيسان، ماكوتو أوتشيدا، بأن العرض كان سيجعل شركته مملوكة بالكامل لهوندا، مما أثار مخاوف بشأن فقدان استقلالها وإمكانية استغلال إمكانياتها الكاملة. كما رفضت رينو، الشريك الاستراتيجي لنيسان، العرض واعتبرته “غير مقبول”، مؤكدة استمرار دعمها لنيسان التي تمتلك فيها حصة 36%.
ومع انهيار المحادثات، تتجه الأنظار إلى كيفية تعامل نيسان مع أزمتها المالية، حيث تحتاج بشكل عاجل إلى شريك خارجي لاستقرار أوضاعها. وتشير تقارير إلى أن شركات استثمار كبرى مثل KKR تراقب الوضع، لكن من غير الواضح ما إذا كانت نيسان تمثل فرصة استثمارية جذابة.
وفي محاولة لإعادة الهيكلة، أعلنت نيسان خططًا لخفض التكاليف بمقدار 400 مليار ين (2.5 مليار دولار) بحلول عام 2026، بما في ذلك تسريح 6,500 موظف في مصانعها بالولايات المتحدة وتايلاند، إضافة إلى تقليص 20% من المناصب الإدارية العليا. رغم هذه الجهود، تتوقع الشركة الآن خسائر سنوية قدرها 80 مليار ين، بعد أن كانت تتوقع أرباحًا تصل إلى 380 مليار ين.
ورغم إنهاء محادثات الاندماج، أكدت هوندا ونيسان استمرارهما في التعاون في مجالات السيارات الكهربائية والبرمجيات. ويأتي هذا في وقت تسعى فيه شركة “فوكسكون” التايوانية، عملاق تجميع هواتف آيفون، لدخول قطاع السيارات الكهربائية، حيث أبدت اهتمامًا بشراء حصة في نيسان لتعزيز شراكتها مع شركات السيارات.
في المقابل، تواجه هوندا تحديات توسيع نطاقها الاستثماري في السيارات الكهربائية والقيادة الذاتية، حيث تحتاج إلى شريك استراتيجي لتعزيز قدراتها. كما أنها تواجه ضغوطًا في السوق الأمريكية، في ظل تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة من المكسيك وكندا، حيث تمتلك هوندا ونيسان مراكز تصنيع رئيسية.