كيف فقدت نيسان مكانتها كمنافسة لهوندا؟
أبدت شركة نيسان موتور (7201.T) انفتاحها على التعاون مع شركاء جدد، بما في ذلك شركات التكنولوجيا، وذلك بعد انهيار محادثات الاندماج مع هوندا موتور (7267.T)، وفقًا لمصادر مطلعة.
كان من شأن هذا الاندماج أن يجعل الشركتين رابع أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم، بإنتاج سنوي يقارب 7 ملايين سيارة، مما كان سيضعها خلف تويوتا موتور (7203.T) وفولكس فاغن (VOWG_p.DE) وثنائي كوريا الجنوبية هيونداي موتور (005380.KS) وكيا (000270.KS)، وفقًا لبيانات مبيعات 2024.
السبب وراء انسحاب نيسان من الاندماج
وفقًا لمصادر داخلية، انسحبت نيسان من الصفقة بعد أن اقترحت هوندا جعلها شركة تابعة لها، وهو ما رفضته نيسان. يأتي ذلك وسط تراجع كبير في مبيعات نيسان في الولايات المتحدة والصين - أكبر أسواقها - ما دفعها العام الماضي إلى إطلاق خطة إعادة هيكلة تتضمن تخفيض الوظائف وتقليص الطاقة الإنتاجية.
تحديات نيسان في سوق السيارات الكهربائية
تواجه نيسان صعوبة في مواكبة التحول إلى السيارات الكهربائية، مع تراجع الأرباح وزيادة الضغوط المالية. كما أنها تعاني من سيولة ضعيفة، مما يحد من قدرتها على الاستثمار في تطوير السيارات الكهربائية لمنافسة شركات مثل BYD الصينية (002594.SZ) التي أحدثت انقلابًا في السوق بطرح سيارات كهربائية منخفضة التكلفة.
أزمة مالية وانخفاض في القيمة السوقية
• تعاني نيسان من تراجع في التدفقات النقدية الحرة، حيث سجلت إنفاقًا أكثر من الإيرادات منذ السنة المالية المنتهية في مارس 2024.
• لديها سندات بقيمة تريليون ين (6.58 مليار دولار) تستحق السداد خلال العامين المقبلين، وهو ما يمثل 43% من إجمالي ديونها، وفقًا لبيانات LSEG.
• لم تتعافَ بالكامل منذ أزمة إقالة واعتقال رئيسها السابق كارلوس غصن في 2018، والتي تركت أثرًا عميقًا على الشركة.
• فقدت نيسان 80% من قيمتها السوقية خلال العقد الماضي، حيث تبلغ قيمتها الآن خمس قيمة هوندا، التي تصل إلى 7.6 تريليون ين.
أداء أسهم نيسان
تراجعت أسهم نيسان بنسبة 30% خلال الـ 12 شهرًا الماضية، ووصلت في 2024 إلى أقل من 400 ين - وهو السعر الذي استحوذت عنده شريكتها الفرنسية رينو (RENA.PA) على حصتها في نيسان عام 2002. لكن سعر السهم ارتفع مجددًا في ديسمبر الماضي بعد الإعلان عن محادثات التعاون مع هوندا، ليصل إلى 443 ين يوم الاثنين.
بينما تسعى نيسان للخروج من أزمتها عبر البحث عن شركاء جدد، تظل تواجه تحديات مالية وهيكلية كبيرة، مما يجعل مستقبلها غير مؤكد في ظل المنافسة المتزايدة في سوق السيارات الكهربائية.