"ديب سيك" يكبد الشركات الأمريكية خسائر تريليون دولار في يوم واحد

تطبيق دردشة صيني جديد يعمل بآليات الذكاء الاصطناعي يتصدر قائمة أكثر التطبيقات تنزيلاً في الولايات المتحدة، متفوقاً على تطبيق "شات جي بي تي" الشهير المملوك لشركة "أوبن إي آي". التطبيق الذي يدعى "ديب سيك" والذي طورته شركة تكنولوجية صينية ناشئة، أثار دهشة في أوساط المحللين والمتابعين للأخبار التكنولوجية، كونه تمكن من مضاهاة أداء تطبيقات أخرى شبيهة منافسة في الولايات المتحدة تحديداً.

 نشأة ونجاح "ديب سيك"
 

الشركات التكنولوجية العملاقة، مثل "إنفيديا" و"ميتا"، التي استثمرت مبالغ طائلة في هذا القطاع للهيمنة عليه، كانت من أكثر المهتمين بنشأة ونجاح "ديب سيك". لكن الأثر المباشر للتطبيق الصيني على تلك الشركات جاء رجعياً، حيث تراجعت العقود الآجلة لمؤشر "ناسداك" الأمريكي بنحو 5% بسبب المخاوف من نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني، كما تهاوى سهم "إنفيديا" بنحو 13% في تداولات ما قبل افتتاح وول ستريت، ما أدى إلى خسارة الشركة نحو 200 مليار دولار من قيمتها السوقية في ساعات.

استثمار بمبلغ زهيد

صممت "ديب سيك" شركة ناشئة مقرها هانغتشو (شرق الصين)، المدينة المعروفة بأنها تضم عدداً كبيراً من شركات التكنولوجيا. وقالت إنها أنفقت 5.6 ملايين دولار فقط لتطوير النموذج، وهو مبلغ زهيد مقارنة بالمليارات التي استثمرتها الشركات المنافسة العملاقة في الولايات المتحدة.

استخدامات التطبيق:

التطبيق متاح للاستخدام على الهواتف أو أجهزة الكمبيوتر، ويمكنه التواصل بعدد كبير من اللغات. ويتشارك التطبيق مع الكثير من منافسيه بوظائفه العامة والخدمات التي يقدمها، ككتابة التقارير والدردشة الحية اليومية واقتراح وصفات مطبخية وغيرها.

القيود والتحديات
 

ومع ذلك، فإنه يتشارك القيود نفسها مع الكثير من برامج الدردشة الآلية الصينية. وعندما سُئل عن مواضيع حساسة، مثل الرئيس شي جينبينغ، فضّل تجنّب الموضوع واقترح "الحديث عن شيء آخر".

 "سبوتنيك" عالم الذكاء الاصطناعي

ويستخدم النموذج بنية هجينة تجمع بين التعلم التعزيزي والاستدلال المتسلسل، مما يتيح له أداء مهام معقدة بكفاءة عالية.

 وقال الرئيس التنفيذي لشركة "سكيل إيه آي" الأمريكية ألكسندر وانغ لشبكة "سي إن بي سي" التلفزيونية "ما لاحظناه هو أن ديبسيك... كان أفضل أو قدّم أداء متساوياً مع أفضل النماذج الأمريكية".

تأثير التطبيق على الولايات المتحدة:

التطبيق الصيني "ديب سيك" يشكل تهديداً كبيراً للهيمنة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي. الأثر المباشر للتطبيق على الشركات الأمريكية كان واضحاً، حيث تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة وسط التحدي الذي فرضته شركة "ديب سيك".

 خسائر الشركات الأمريكية من تطبيق "ديب سيك" الصيني تجاوزت التريليون دولار في يوم واحد فقط، بعد إطلاق التطبيق وانتشاره السريع.

 خسرت أسهم شركة إنفيديا بنسبة 16.97%, مما يعادل أكبر خسارة يومية في القيمة السوقية لشركة أمريكية منذ مارس 2020.

استراتيجيات مواجهة الخطر:

لمواجهة هذا الخطر، تعمل الشركات الأمريكية على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا واستثمارات ضخمة في البحث والتطوير. كما يتم التركيز على تعزيز التعاون بين الشركات والجامعات ومراكز البحث العلمي لتقديم حلول مبتكرة وفعالة.

- تحسين التقنيات الحالية. تعمل الشركات الأمريكية على تحسين أداء نماذجها الحالية للتفوق على منافسيها الصينيين.
 

- استثمارات إضافية في الابتكار: زيادة الاستثمارات في مشاريع الابتكار والتطوير لتطوير تقنيات جديدة وغير مسبوقة.
 

- تعزيز الشراكات الاستراتيجية: التعاون مع المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية لتسريع الابتكارات وتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أقوى.
 

- التوسع في الأسواق الدولية: محاولة توسيع نطاق الأسواق المستهدفة للتقليل من تأثير المنافسة المحلية.

تطبيق "ديب سيك" يمثل نقطة تحول في عالم الذكاء الاصطناعي، مشبهاً بـ"سبوتنيك"، القمر الاصطناعي السوفياتي الذي أشعل سباق الفضاء خلال الحرب الباردة. هذا النجاح يعكس قدرة الشركات الصينية على تقديم منتجات تكنولوجية متقدمة بتكلفة منخفضة، مما يفتح الباب أمام منافسة شرسة في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي.