الجارديان: صلاح يبقى ليسهّل على ليفربول مرحلة إعادة البناء

صلاح يبقى ليسهّل على ليفربول مرحلة إعادة البناء
في مباراة أكدت اقتراب ليفربول من التتويج بلقب الدوري، أظهر محمد صلاح لمحة من عبقريته المعتادة. بحركة جسد خاطفة جذبت الشاب أولي سكارلز، ثم دوران وانطلاقة انفرد بها، أرسل كرة بوجه قدمه الخارجي، ربما كانت موجهة إلى جوتا لكنها وجدت طريقها إلى لويس دياز الذي سجل الهدف. لكن التمريرة لم تكن لبّ القصة، بل الحركة التي سبقتها.
قد يتساءل البعض بعد عامين، حين يبلغ صلاح الخامسة والثلاثين، لماذا منحته إدارة ليفربول تمديدًا لعامين، لكن في آنفيلد يوم الأحد، لم يكن هناك مكان لهذا السؤال. الهدف الـ55 له هذا الموسم كمساهمة مباشرة، يبرر وحده الصفقة، لكن ما يهم أكثر هو القدرة على الإبداع، تلك اللمسة النادرة التي لا يزال يمتلكها.
استمرار صلاح لا يضيف فقط لمتعة الجماهير، بل يسهل أيضًا مهمة إعادة بناء الفريق. وإذا قرر فيرجيل فان دايك هو الآخر البقاء، فإن المدرب الهولندي الجديد آرني سلوت سيكون أمامه تحدٍ أقل تعقيدًا؛ فبدلاً من سد فراغين ضخمين، يمكنه التركيز على تطوير الفريق تدريجيًا.
ورغم أن سلوت يرث فريقًا قويًا من يورغن كلوب، إلا أن بعض التعديلات ضرورية. هناك أسماء مثل داروين نونيز وهارفي إليوت لا يبدو أن المدرب يضعها في حساباته كثيرًا، في حين أن التقدم في السن بدأ يظهر على أندي روبرتسون، وتكرار إصابات جوتا حدّ من تأثيره، كما أن الرحيل المحتمل لترينت ألكسندر-أرنولد، والغياب المتكرر لكييزا، والنقص في لاعب ارتكاز صريح، كلها عوامل تدفع باتجاه تعزيزات جديدة قد تشمل ستة لاعبين على الأقل.
ورغم أن كييزا كان الصفقة الوحيدة الصيف الماضي، إلا أن هذه التغييرات تُعد كبيرة لفريق يتصدر البريميرليغ بثبات. ولعل هذا الاستقرار هو ما أضفى على الفوز أمام وست هام طابعًا غير مثير رغم نهايته الدرامية.
فحتى عندما تعادل وست هام، لم يكن هناك قلق حقيقي، بل شعور بأن التتويج مسألة وقت لا أكثر. هدف فان دايك الحاسم جاء ليثبت قدرة ليفربول على تسريع الإيقاع في اللحظة المناسبة، وهي سمة الأبطال.
قد يكون الفريق قد أظهر بوادر إرهاق في فبراير، لكن أرسنال فشل في استغلال ذلك، وحقق فوزين فقط في آخر سبع مباريات بالدوري. ومنذ التعادل المثير أمام إيفرتون قبل شهرين، وسّع ليفربول الفارق بأربع نقاط، وبات على بُعد انتصارين فقط من حسم اللقب.
في حال تعثر أرسنال أمام إيبسويتش السبت المقبل، قد يحسم ليفربول التتويج أمام ليستر الأحد، وقبل خمس جولات من النهاية. لكن الأرجح أن تتويجهم باللقب العشرين تاريخيًا سيكون في آنفيلد أمام توتنهام، أو ربما قبل ذلك، في حال استمرار تراجع أرسنال أمام كريستال بالاس