< في ذكرى تحرير سيناء.. السادات يُعلّمنا دروس الحكمة والقيادة
الميزان نيوز
رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى تحرير سيناء.. السادات يُعلّمنا دروس الحكمة والقيادة

في ذكرى تحرير سيناء.. درس من السادات عن الحكمة في مواجهة العدوان

 

في إطار الاحتفال بذكرى عيد تحرير سيناء، تعود الذاكرة إلى واحدة من أبرز المواقف التي جسدت حكمة القيادة المصرية في إدارة الصراع مع العدو، واستعدادها المحسوب لخوض معركة التحرير، وذلك من خلال موقف الرئيس الراحل محمد أنور السادات عقب كارثة إسقاط الطائرة المدنية الليبية عام 1973.

 

حادثة الطائرة الليبية.. بداية الأزمة

في 21 فبراير 1973، أقلعت طائرة مدنية ليبية من مطار طرابلس متجهة إلى القاهرة، لكنها ضلت طريقها بسبب عاصفة رملية أدت إلى انحراف في مسارها الملاحي، ودخلت أجواء سيناء المحتلة آنذاك.
وسرعان ما اعترضتها مقاتلات إسرائيلية وأسقطتها بوحشية، ما أسفر عن استشهاد 108 ركاب من أصل 113، من بينهم الإعلامية المصرية سلوى حجازي.

 

دعوات للرد.. والسادات يختار الحسابات الدقيقة

أثار الحادث موجة غضب عارمة، وطالب البعض برد عسكري فوري على إسرائيل، وكان من بين المطالبين الرئيس الليبي آنذاك معمر القذافي، الذي اقترح قيام ثلاث طائرات عربية بالإغارة على إسرائيل كرد انتقامي.

 

لكن السادات كان له موقف مغاير، عبّر عنه بقوله:
“العملية ليست بهذه البساطة، لا يفلح الانفعال.. المسألة مصير شعوب”.

 

وأكد الرئيس الراحل أن الرد يجب أن يكون محسوبًا عسكريًا وسياسيًا، مضيفًا:
 

“يجب أن أكون جاهزًا للمضاعفة والتصعيد، وجاهزًا للرد على الضربة بأقسى منها”، ورفض الانجرار وراء ردود فعل عاطفية قد تمنح إسرائيل الذريعة لشن حرب شاملة وهي في ذروة غرورها العسكري والدعم الأمريكي اللامحدود.


حكمة ما قبل العبور

كان السادات في ذلك الوقت يُعد لعملية كسر وقف إطلاق النار، تمهيدًا لمعركة التحرير الكبرى في أكتوبر 1973.
وقال بوضوح:
“طلقة بندقية اليوم مثل عبور القناة.. العدو سيرد بكل قوته، ولا بد أن أستعد”.


درس لا يُنسى


هكذا، قدّم السادات درسًا خالدًا في الحكمة السياسية والعسكرية، رافضًا الانفعال، ومؤمنًا بأن المعارك لا تُكسب بالصوت العالي، بل بالتخطيط المحكم والاستعداد التام.

 

واليوم، ومع كل ذكرى لتحرير سيناء، نستعيد هذا الدرس لمن لم يتعلم من التاريخ، فخسر الأوطان والمستقبل