رئيس منتجي «الطفلي»: صادرات مصر من الطوب «صفر».. والتعويم وراء توقف المصانع
مصانع الطوب الطفلي لديها عدد كبير من المشكلات التي تعوق مسيرتها الإنتاجية، وتجعلها مهددة بالتوقف نهائيًا عن مواصلة عملها..
وفي حواره لـ«الميزان الاقتصادي» كشف رجل الأعمال على سنجر، رئيس جمعية منتجي الطفلي، عن أهم المشكلات التي تواجه القطاع وأسباب نفور الاستثمارات الأجنبية من هذا القطاع، وحجم صادرات مصر من الطوب الطفلي، حيث تحاول جمعية منتجي الطوب الطفلي تقديم استشارات لأصحاب مصانع الطوب الطفلي لمواجهة موجة ارتفاع أسعار مدخلات إنتاج الطوب خلال الفترة الأخيرة خاصة بعد تعويم الجنيه من أجل تحديث خطوط إنتاجها لتوفير الطاقة المستهلكة والدفع بعجلة الإنتاج.
كيف تأثرت مصانع الطوب الطفلي بتعويم الجنيه؟
ارتفاع سعر الدولار بعد تعويم الجنيه وتحرير سعر الصرف، تسبب في توقف عمل 35% من مصانع الطوب الطفلي، والمصانع التي توقفت عن الإنتاج هي مصانع متعثرة، نتيجة وجود مديونيات عليها للبنوك، ومصانع أخرى توقفت عن الإنتاج نتيجة لوجود زيادة في المعروض من إنتاج الطوب الطفلي وانخفاض المبيعات خلال الفترة الأخيرة.
وارتفاع سعر الدولار، تسبب في زيادة أسعار كافة مدخلات إنتاج الطوب الطفلي، لافتًا إلى أن أسعار الطفلة ارتفعت، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النقل وزيادة أسعار الرمل، مشيرا إلى أن كل ما سبق تسبب فى زيادة أسعار المنتج النهائي من الطوب الطفلي، بالإضافة إلى أن أسعار الطوب الطفلي ارتفعت بنسبة 25% بعد تعويم الجنيه، وتكبدت المصانع خسائر أدت إلى توقف 35% من هذه المصانع.
أكد عدد من مصنعي الطوب على أن المصانع لم تزد أسعارها بنفس نسبة الارتفاع للمواد الخام وتقاسمت الزيادة مع شركات المقاولات.. ما مدى صحة هذه المعلومة؟
شركات المقاولات تعمل حاليًا على تقاسم الزيادة التي حدثت في أسعار الطوب الطفلي، واجتمعت شركات المقاولات بعدد من مصانع الطوب الطفلي، وتشاورت حول الآليات التي يمكن من خلالها تخفيف حالة الركود، التي أصابت مبيعات الطوب الطفلي خلال الفترة الأخيرة.
وعقدت جمعية الطوب الطفلي عدة لقاءات جمعت مصنعي الطوب الطفلي، وشركات المقاولات، من أجل إيجاد حلول للمشكلات التي تمر بها مصانع الطوب الطفلي في مصر.
حجم صادرات مصر للطوب الطفلي؟
إن القطاع في مصر غير قادر على المنافسة، مضيفا أن الطوب الطفلي ليس لديه جودة عالية مما أدى إلى تدني مستويات التصدير للخارج، وتوقف حركة التصدير نهائيًا بعد الثورة الليبية، قائلا إن نسبة تصدير الطوب الطفلي «صفر».
وكان التصدير مقتصراً على دولة ليبيا، والمنتج المصري من الطوب لا يتمتع بجودة تجعله قادراً على المنافسة، كما لم يتم تحديث مصانع الطوب في مصر من الثمانينيات، حيث تسير معظم المصانع على الطرق التقليدية لصناعة الطوب ولا تنتج الطوب المطلوب بمواصفات الجودة العالمية التي تجعله يغزو الأسواق الخارجية.
ينادي اتحاد الصناعات المصرية مصانع الطوب الطفلي بتحديث خطوط إنتاجها.. كيف سيؤثر تحديث المصانع على أسعار الطاقة؟
تحديث المصانع سيعطي إنتاجية أعلى بتكلفة أقل وبجودة ومنتج مطلوب في الأسواق، والمصانع الحديثة أكثر توفيرًا للطاقة من المصانع التقليدية والبدائية وموفرة للطفلة والخامات وتقلل من نسبة الهادر.
كم تبلغ نسبة الاستثمارات الأجنبية في قطاع صناعة الطوب في مصر؟
حجم الاستثمارات الأجنبية في صناعة الطوب في مصر يكاد يكون منعدماً، حيث يوجد مصنع طوب طفلي واحد فقط في المنيا من أصل 1500 مصنع طوب طفلي، والسبب وراء عدم وجود استثمارات أجنبية في قطاع صناعة الطوب في مصر، ودراسة الجدوى لإنشاء مصنع طوب طفلي غير مربحة للمستثمر الأجنبي بالصورة التي يطمح إليها.
ومعظم مصانع الطوب الطفلي تنتمي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ودورة أرباح مشروعات إنشاء مصانع للطوب تحتاج لفترة تصل إلى 10 سنوات حتى يستطيع المستثمر جني أرباح من مشروع إنشاء مصنع للطوب الطفلي في مصر، والمستثمر الأجنبي يقيس أرباحه بالدولار، وهذا لا يتوافق مع هذه الصناعة في الوقت الحالي.
العمالة في مصانع الطوب الطفلي اللاعب الرئيسي في هذه الصناعة.. حدثنا عن حجم العمالة التي يضمها القطاع؟
مصانع الطوب الطفلي توفر 300 ألف فرصة عمل ويجب على الدولة حل مشكلات القطاع، وأحدث حصر لمصانع الطوب الطفلي في مصر وصل لـ1500 مصنع يعمل منها 900 مصنع فقط، ويوفر المصنع الواحد 200 فرصة عمل، حيث يعمل بالمصنع في المتوسط 150 فردا بشكل مباشر.
ويرتبط بعمل مصانع الطوب فرص عمل وصناعات غير مباشرة بصناعة الطوب حيث يرتبط المصنع بـ10 عربات لنقل المنتج إلى الأسواق ويعمل على كل عربة 3 أفراد، بالإضافة إلى جرار يحمل الطفلة إلى المصنع، وعربات أخرى تحمل الرمل، بالإضافة إلى صناعة قطع الغيار للعدد والعربات المستخدمة في هذه المصانع وكل هذه فرص عمل توفرها مصانع الطوب سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، بالإضافة إلى مطاعم للعمال الموجودة بمصانع الطوب.
تتمركز مصانع الطوب في أماكن معينة مثل عرب أبو ساعد وعدد من المناطق افي الصعيد.. ما الذي يجذب مصانع الطوب لهذه المناطق؟
تأتي منطقة عرب أبوساعد في مقدمة المناطق الأكثر كثافة في مصانع الطوب الطفلي، لتوافر الطفلة والرمل والعمالة التي تأتي من جنوب الجيزة، ومنطقة عرب أبوساعد تضم ما يقرب من 400 مصنع طوب طفلي، وتأتي منطقة كفر حميد في المرتبة الثانية بعد منطقة عرب أبو ساعد.
هل ستساعد العاصمة الإدارية في زيادة مبيعات المصانع؟
المشروعات الجديدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة كشفت عن تدني جودة منتج الطوب الطفلي فى مصر، حيث تعتمد المشروعات الجديدة على الاستشاري الذي يحدد نوعية الطوب المستخدم في المشروعات، وتشترط مواصفات معينة للطوب المستخدم في هذه المشروعات، مما أدى إلى رفض عدد كبير من منتجات المصانع التقليدية، والتعاقد مع المصانع الآلية والتي تضم ثلاثة مصانع فقط.
ما السبب وراء انخفاض مبيعات الطوب على الرغم من المشروعات القومية التي تقيمها الدولة حاليًا؟
مصانع الطوب الطفلي اليدوية لديها فائض يصل إلى 40% من إنتاجها، وعلى الجانب الآخر لا يوجد فائض في إنتاج المصانع الأوتوماتيكية ويوجد حجز للمنتج قبل تصنيعه.
وإنتاج الطوب الطفلي في المصانع الأوتوماتيكية مطلوب حتى لو ارتفعت تكلفته لأنه مطابق لمواصفات الجودة، والمعايير المطلوبة في المشروعات الجديدة.
هل تحديث مصانع الطوب الطفلي سيحتاج إلى مساحات إضافية من الأفدنة للمصانع؟
بالطبع لا يحتاج تحديث المصانع إلى مساحات جديدة، وتحديث مصانع الطوب الطفلي في مصر وتحويلها إلى مصانع آلية سيوفر5 آلاف فدان، لافتًا إلى وجود 1000 مصنع طوب طفلي تعمل حاليًا على مساحة 7 آلاف فدان.
والمصانع الحديثة توفر الطاقة والطفلة، كما توفر مساحة الأراضي التي تستغلها هذه المصانع، ومتوسط إنتاج المصنع التقليدي 4 ملايين و500 طن شهريا، في حين أن إنتاج المصنع الحديث 30 مليون طن شهريًا، أي أن 150 مصنعا آليا تكفي لإنتاج الطوب الطفلي لـ1000 مصنع تقليدى.
حدثنا عن مدى تأثر المصانع بأسعار الطاقة؟
المصانع في مصر بحاجة إلى الدعم، والمصانع لم تعد لديها القدرة على تحمل أعباء جديدة، لاسيما عبء رفع الدعم عن الطاقة، وارتفعت أسعار الطاقة بنسبة 300% منذ عام 2011، كما ارتفعت أسعار الكهرباء بنسبة 140%، موضحًا أن هذه الزيادة أثرت في مجملها على تكلفة المنتج النهائي لتصل إلى المستهلك بأسعار مرتفعة.
وتسببت في زيادة أسعار المنتج النهائي 100%، لافتًا إلى أن أي زيادة جديدة فى اسعار الطاقة سيؤثر على زيادة البطالة في مصانع الطوب الطفلي المهددة بالتوقف عن العمل بعد ارتفاع الأسعار، وتسريح 5 آلاف عامل.
كيف تستفيد الدولة من تحديث المصانع لإنتاجها؟
الطوب الطفلي المعزول والذي يتم إنتاجه من خلال المصانع الحديثة، يوفر من 7 إلى 10% من الطاقة المستهلكة في المنازل، والدراسات أثبتت أن الطوب الطفلي المعزول موفر للطاقة المستهلكة في المنازل، والطوب الحديث يعزل الحرارة عن المنازل بشكل أقل من المنازل المبنية بالطوب التقليدي اليدوي، والطوب الحديث موفر في استهلاك التكييف والمروحة وموفر أيضا في استهلاك الأجهزة الكهربية المستخدمة أثناء حرارة الجو.