وليد البطوطى: فقر السياحة «قضى» على مهنة الإرشاد
أكد وليد البطوطى، مستشار وزير السياحة لتطوير الإرشاد السياحى، أن وضع المرشد السياحى فى مصر مؤسف للغاية، ولا يحصل على حقوقه المنصوص عليها طبقًا للقانون، لافتًا إلى أنه يعمل مرشدًا ومندوبًا وعلاقات عامة، وغير مؤمن عليه.
وأشار البطوطى فى حواره مع «الميزان الاقتصادى» إلى أن الدعم المادى والمعنوى على رأس أولويات وزارة السياحة لرفع شأن المرشد خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى أن 700 جنيه يومية مبلغ قليل وغير كاف فى ظل الظروف الحالية.
وإلى نص الحوار..
* كيف ترى حال الإرشاد السياحى؟
الإرشاد السياحى "يمرض ولا يموت"، وكان دائمًا يسير بخير لكنه أصيب بمرض فقر السياحة، وتركه أصحاب الخبرات واتجهوا للعمل فى مجال آخر، وابتعدوا كثيرًا عن السياحة بسبب التزامهم بأعباء الحياة، والمرشد، يحتاج إلى دعم معنوى ومادى ودورات تدريبية وتأهيلية لكل العاملين فيه ووضع إطار عام لمستقبل الإرشاد السياحى.
* كيف تدار منظومة الإرشاد فى وزارة السياحة؟
وزارة السياحة تصدر تراخيص مزاولة مهنة الإرشاد السياحى طبقا لقانون 121 لعام 1983، والدستور المصرى ينص على أنه لا يزاول المهنة إلا من كان عضوًا بنقابتها، ثم بعد ذلك يتم التفتيش على كارنيهات عضوية النقابة لضمان أن من يمارس المهنة عضو بالنقابة منعًا للخلاف بين المرشدين والتحقيق معهم حال المخالفة، ومن يمتلك الضبطية القضائية هم موظفو وزارة السياحة.
* ما أهم التحديات التى تواجه المرشدين؟
توقف مصادر السياحة، خلال الفترة الماضية، تسبب فى توجه كثير من المرشدين إلى امتهان مهنة أخرى، كما أن طلب المساعدة من الدولة تأتى بزيادة الموارد والظروف كانت صعبة ومطالب البعض بالحقوق لم تنفذ بسبب الظروف السيئة التى مرت بها البلاد، لكن الدولة ساعدت بالقدر المعقول.
* ماذا عن حقوق المرشد السياحى؟
وضع المرشد السياحى فى مصر مؤسف للغاية، حيث يعمل مرشدًا ومندوبًا وعلاقات عامة وليس مؤمنًا عليه، ولا يحصل على كافة حقوقه المنصوص عليها طبقًا للقانون، بل يترك الأمر للظروف الاقتصادية، وللعرض والطلب، وكان أجر المرشد فى الماضى طبقًا للقانون يبلغ 130 جنيهًا يوميًّا ثم ارتفع إلى 300 جنيه ثم إلى 700 جنيه، وقليل من الشركات من تعطى هذا المبلغ للمرشد السياحى وهو أجر غير كاف ويعادل 37 دولارًا للسعر الحالى ولا يتناسب مع الأسعار، عكس أوروبا، ويتقاضى المرشد فى إيطاليا 330 يورو على 3 ساعات، وفى إسبانيا 250 يورو على 3 ساعات، وفى فرنسا 200 يورو على 3 ساعات.
* كيف يكون المرشد ناجحًا؟
المرشد السياحى سفير مصر، ويجب أن يحب المهنة ويعي بالأحوال الجارية واتباع كافة الأمور اللازمة لمهنة الإرشاد من المنظر العام والسلوكيات الصغيرة والكبيرة والنظافة الشخصية والعامة والتعامل بحرص مع السائح، ولا يصح الظهور بشكل غير لائق.
* كم يبلغ عدد المرشدين السياحيين؟
يبلغ عدد المرشدين السياحيين، أكثر من 18 ألفًا، لكن الممارس الحقيقى للمهنة 6 آلاف تقريبا.
* ما تقييمك للمشهد السياحى الجارى؟
المشهد السياحى متذبذب، لكنه بدأ فى التعافى وجارٍ العمل حاليا على جنى ثمار نتاج العمل خلال عامين عندما بدأت مصر استعادة نفسها من خلال العمل الجيد الذى تم خلال الفترة الماضية، واختتم المشهد بمباركة بابا الفاتيكان لرحلة العائلة المقدسة إلى مصر، وذلك بعد تفقد ومراقبة المناطق التى ستسير عليها الرحلة، مع الإشارة إلى الملاحظات والمطالبة بإصلاحها.
كم تبلغ الأعداد المستهدفة من تسويق مسار العائلة المقدسة؟
الأعداد المنتظرة من الرحلة المقدسة غير متوقعة، ولكنها تعرف من خلال الإقبال عليها قريبًا خاصة آخر شهر مارس المقبل استعدادًا لانطلاقها فى شهر مايو 2018، ووقتها نستطيع معرفة الأعداد، من خلال حجوزات الفنادق والسيارات والبرامج.
* ما رأيك فى منظومة الطيران؟
مصر للطيران شركة تمتلك عمالًا لا حصر لهم مما أدى إلى الخسارة رغم رفع قيمة التذاكر، كما أنها لا تستطيع المنافسة والأسطول لا يزال صغيرًا مقارنة بغيره، وبالنظر إلى دبى تجد أنها احتفلت بدخول الطائرة رقم 100 من طراز 380، فى الخدمة أما مصر للطيران فتجد عدد العاملين فيها كبيرًا جدًّا ومهولًا ومنهكًا، وستجد أن الشركة تعيش فى خسارة دائمًا بسبب كثرة العاملين، ويجب وضع خطة فى الدولة بتقليل العمال الذين ليس لهم فائدة.
* كيف ترى سوق السياحة العربية؟
أتمنى أن يكون هناك اهتمام بالسياحة العربية الثقافية لأنهم يحبون كل شىء فى مصر ولهم طقوس خاصة متمثل فى العائلة ويحتاج إلى قصص شيقة، كما أنهم يحبون الاستماع ويقدر عددهم ما بين مليون ومليون ونصف سائح، والنوبة هى منتج جديد أصبح السائح العربى ينظر لها.
* ماذا عن سياحة القرى؟
سياحة القرى جيدة لكنها غير معروفة للسائح المصرى أو الأجنبى، ويوجد فى الفيوم قرية "تونس" مجهزة بشكل كبير، وعلى المصريين والأجانب الذهاب إليها والتمتع بسحر جمالها لكن للأسف معظم شركات السياحة العاملة فى مجال السياحة الثقافية تركز على عمل يومين فى القاهرة و4 ليال فى الصعيد ورحلة نيلية يومًا فى القاهرة، ويجب الاهتمام بالمناطق الأثرية والتاريخية فى الفيوم والنوبة وبحيرة ناصر.
* ماذا عن سياحة المؤتمرات؟
سياحة المؤتمرات تسير بشكل جيد وخطى ثابتة وهناك عدة مؤتمرات أقيمت وحققت نجاحات، فضلًا عن افتتاح فندق الماسة بالعاصمة الإدارية الجديدة وبه قاعة احتفالات ممتازة وقد تكون أحد عوامل الجذب السياحى بشكل رائع خلال الفترة المقبلة.
* ما توقعاتك للسياحة؟
النصف الأخير من العام المقبل سيشهد شيئًا من بوادر التفاؤل والنتائج الجيدة، شريطة التواكب مع السياحة الإلكترونية العالمية وتقبل التناغم مع الواقع الموجود وللأسف لا نزال نسير على السياحة التقليدية التى أخرتنا كثيرًا، بالإضافة إلى غياب المرونة والتناغم بين الجميع، وعلى المجلس الأعلى للسياحة العمل أكثر من ذلك حتى تنهض المنظومة السياحية خاصة الإلكترونية.