عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
مواهب عبدالرحمن

وكيل وزارة السياحة الأسبق: قرارات «يحيى راشد» مهينة للقطاع

الميزان

قال مجدى سليم، وكيل وزارة السياحة الأسبق، إن وضع السياحة المصرية سيئ للغاية، خاصة مع غياب دور وزير السياحة فى التنشيط وإيجاد أسواق بديلة، عوضاً عن السوق الروسية، التى فقدناها منذ عامين.

أضاف «سليم» فى حواره لـ«الميزان الاقتصادى»، أن مصر للطيران تواجه خسائرها فى التشغيل برفع الأسعار، وهو ما سيؤدى بالشركة إلى الانهيار، موضحاً أن صناعة السياحة تحتاج إلى تخطيط ممنهج والإنفاق عليها بشكل مدروس، خاصة أن السياحة قاطرة التنمية فى مصر، وهى قادرة على الخروج من النفق الحالى.


* ما رأيك فى وضع السياحة بالمرحلة الحالية؟
المنظومة السياحية تعانى حالياً من انهيار شديد خاصة بعد التصريحات الأخيرة بوجود نقلة سياحية كبرى فى السوق الألمانى والتى تم تقديرها بزيادة 85% مقارنة بعام 2016، دون التصريح بعدد السائحين الألمان وعدد الليالى فى الفنادق والتى تترجم فى النهاية إلى «إيرادات السياحة»، إضافة إلى أنه لا يجب أن نقارن العام الحالى بفترة شهدت أضعف عام فى السياحة لأن المقارنة غير عادلة، خاصة أن السياحة فى 2016 بها 5.6 مليون سائح فقط بإيراد 3.5 مليار دولار بينما عام 2010 وصل عدد السياح الى 15 مليون سائح بإيراد 12.5 مليار دولار.

* ما دور وزير السياحة فى استقطاب السياحة الروسية إلى مصر؟
لا نعلم أين هو فى خارطة تشجيع السياحة إلى مصر، فقد توقف دوره فقط على إرسال بعثات إلى الدول والمؤتمرات، وتوقعى المهنى أن السياحة الروسية لن تعود بسرعة على الرغم من معالجة المشكلة منذ سنوات والمطارات آمنة والفنادق مستعدة لتحمل أعدادهم وخدماتهم منذ فترة طويلة، ولا يجب على الوزارة أن تنتظرعودة السياحة الروسية فقط وإنما لابد أن تستقطب من الأسواق الواعدة التى تعوض عن السوق الروسى مثل شرق آسيا والدول العربية ودول شمال أفريقيا لو منحت لهم الفرصة والتسهيلات لقدوم مصر سيحقق نجاحاً باهراً لقطاع السياحة.

* أين موقع الطيران «الشارتر» فى منظومة السياحة؟
80% من السياحة تعتمد على الطيران الشارتر، ونظراً لتوقف السياحة الغربية تعاقدت الشركات على وجهات أخرى لفترات تصل إلى سنوات خاصة أن الشارتر يغطى 3 أضعاف رحلات مصر للطيران الشركة الوطنية فى جلب السياحة إلى مصر، لذلك إذا استثمرت الوزارة الطيران الشارتر بشكل جيد أكثر من غيره فحتماً سيعود على السياحة بالنفع.

وأنا ضد سياسة غلق السماوات المفتوحة من قبل مصر للطيران، حيث يجب اقتسام الحصص بين الطائرات لزيادة الحركة السياحية خاصة أن الشارتر يمكن أن يقوم بـ100 رحلة فى الأسبوع وهو الذى يمثل الجزء الاكبر الناقل للسياحة.

* ما رأيك فى إستراتيجيات عمل «مصر للطيران»؟
مصر للطيران غير قادرة على تحقيق التوازن بين المكسب والخسارة الفادحة، فرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه ليس حلاً وإنما أزمة كبيرة ستؤدى بالشركة إلى الانهيار، إضافة إلى أن التسويق لديها فاشل، وذلك وفقاً لخدمتى عن قرب مع مكاتب مصر للطيران بالخارج، والتعيينات الكثيرة وإنشاء شركات تابعة بمبالغ طائلة تثقل من كاهلها، لذلك من وجهة نظرى إذا لم تستطع مصر للطيران أن تقوم بواجبها كشركة وطنية فعلينا التفكير فى خصخصتها.

* من وجهة نظرك من الأفضل فى سوق الطيران مصر أم تركيا؟
أكبر دولتين فى سوق الطيران فى الشرق الأوسط هما تركيا ومصر، ووفقاً لآخر إحصاء فإن تركيا تتفوق على مصر فى سوق الطيران، على الرغم من أن مصر للطيران تمتلك أكثر من 80 طائرة وتركيا 52 طائرة فقط، وعلى الرغم من ذلك فإنها تغطى أكثر من 200 نقطة حول العالم بينما مصر للطيران تغطى 70 نقطة فقط، إضافة إلى أن طائرات تركيا دائماً فى السماء لأن كل ساعة تبقى فيها الطائرة على الأرض خسارة للشركة، بينما ثلاثة أرباع طائرات مصر للطيران لا تتحرك من أرض مطار القاهرة.

* ما إنجازات وزير السياحة يحيى راشد منذ توليه الوزارة؟
عندما طُلب من يحيى راشد وزير السياحة الترويج لمصر تحدث عن فوائد الكاركديه فى خفض الضغط وتهدئة الأعصاب، إضافة إلى إغلاقه لأهم المكاتب السياحية التابعة لهيئة تنشيط السياحة، على رأسها بولندا والولايات المتحدة وأبو ظبى، الذى يغطى 3 قارات كاملة، ابتكر فكر الإستراتيجيات السرية، وضاعف من مشاكل هيئة تنشيط السياحة والعاملين فى الوزارة، والدليل على ذلك إجماع القطاع الخاص على مطلب إقالة الوزير.
إضافة إلى تضرر العاملين داخل وزارة السياحة الذين يفضلون الجلوس بمنازلهم بدلا من الإهانة الناتجة عن السياسات والقرارات المهينة التى يتخدها وزير السياحة، دون الاستفادة من أفكار العاملين الجيدة.

* أين تقف السياحة الأثرية والدينية الآن؟
السياحة الأثرية والدينية تراجعت بشكل شديد مع تشجيع الاستثمار فى البحر الأحمر وجنوب سيناء وأصبح الاتجاه العالمى السائد فى السياحة هى السياحة الترفيهية بنسبة 80%، لذلك تلجأ الوزارة والمستثمرون إليها لتحقيق أكبر عائد، لذلك تحولت الأقصر وأسوان من سياحة أثرية إلى ترفيهية بتركيز وزارة السياحة على الناقلات المائية الترفيهية بها، وعلى الرغم من ذلك تم إغلاق ما لا يقل عن 70 قرية سياحية بمصر ولجوء شركات النقل السياحى إلى بيع أتوبيساته ومراكبه لشركات الرحلات بسبب افلاسهم مثل جرانة تورز.

* ما روشتة علاج الأزمات التى تواجه قطاعى السياحة والطيران؟
مصر دائماً مطلب سياحى نظراً لتنوع المنتج الذى يعطيها قيمة أعلى فى الطلب، إلا أن صناعة السياحة المصرية تحتاج إلى تخطيط ممنهج والإنفاق عليها بشكل مدروس خاصة أن صناعة السياحة فى العالم ينفق عليها أكثر من صناعة السيارات، فالسياحة قاطرة التنمية فى مصر، ويجب أن نعيد التفكير فى اتخاذ خطوات لإنشاء مطار 6 أكتوبر ومطار سانت كاترين ووضعهما على خريطة المطارات العالمية.