اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية
في مثل هذا اليوم من كل عام نتذكر ونحتفل معًا كشعوب عربية، باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية لنعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي الذي سيظل محفورًا في ذاكرة التاريخ وفي فكر ووجدان المواطن السعودي والعربي، لأنه اليوم الذي وحد فيه الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن رحمه الله شتات هذا الكيان العظيم واستبدل الفرقة والتناحر إلى الوحدة والانصهار والتكامل .
وترجع أسباب احتفال المملكة العربية السعودية باليوم الوطني لتوحيد المملكة في 23 سبتمبر من كل عام، وهذا التاريخ يعود إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك عبد العزيز برقم 2716، وتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351 هـ، ويقضي بتحويل اسم الدولة من "مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها" إلى المملكة العربية السعودية، ابتداءً من يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351 هـ الموافق للأول من الميزان ويقابل يوم 23 سبتمبر 1932م.
وفي يوم 5 شوال 1319 هـ الموافق 15 يناير 1902م تمكن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود من استعادة الرياض عاصمة أسلافه مؤسسي الدولة السعودية الثانية، والعودة بأسرته إليها، وبعد استرداد الرياض واصل الملك عبد العزيز كفاح مسلح لمدة زادة عن ثلاثين عاماً من أجل توحيد مملكته، وتمكن من توحيد العديد من المناطق من أهمها: جنوب نجد وسدير والوشم سنة 1320 هـ - 1902م، من ثم القصيم سنة 1322 هـ - 1904م، ثم الأحساء سنة 1331 هـ - 1913م، وصولاً إلى عسير سنة 1338 هـ - 1919م، وحائل سنة 1340 هـ 1921. إلى أن تمكّن عبد العزيز من ضم منطقة الحجاز بين عامي 1343 هـ و1344 هـ الموافقة لسنة 1925م، وفي عام 1349 هـ - 1930م تم استكمال توحيد منطقة جازان.
وفي كل عام، وبهذه المناسبة يقيم السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، سفير السعودية فى مصر والمندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية، حفل استقبال من مساء هذا اليوم بقصر الملك فيصل بن عبد العزيز بجاردن سيتى بمناسبة العيد الوطنى للمملكة العربية السعودية.
ويشارك في حضور الحفل لفيف من رجال الدولة والسياسة والإعلام والفن والثقافة ، وتعرض الفرق السعودية فقرات استعراضية للفلكلور السعودى تخللتها فقرات للرقص بالسيوف يشارك فيها السفير أحمد قطان بنفسه.
وبحسب السفير أحمد قطان فإن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هو أحد الأيام المضيئة ليس من تاريخ المملكة فقط ولكن من تاريخ العرب الحديث، فقد تحقق فيه توحيد المملكة في وحدة اندماجية، من الصعب أن تتكرر، جعلت من التشتت والضعف قوة وحققت بذلك نموذجًا رائعًا لمعنى الوحدة والتضامن ، وأن ما قام به الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، من توطيد لأركان الحكم وبناء للمؤسسات تحت راية التوحيد جعل المؤرخين والسياسيين يصفون ذلك بمعجزة القرن العشرين بكل المقاييس، مستعرضًا مسيرة أبنائه الملوك من بعده ( سعود وفيصل وخالد وفهد) حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العهد الزاهر، ليواصل مسيرة النماء والتطوير والتقدم في المجالات كل.
ونؤكد هنا أن ما تشهده العلاقات السعودية المصرية من تطور على كل المستويات بفضل القيادة الحكيمة للبلدين تجاه بعضهما البعض، وأن التناغم والتوافق بين القيادتين سوف يصب في مصلحة الأمتين الإسلامية والعربية، وأن المملكة ومصر بمثابة جناحي الأمة العربية والاسلامية، وندعوا الله أن تنعم مصر وشعبها بالأمن والاستقرار والرخاء وأن يحميها من كل سوء ومكروه .