«لوجو» المصرية للاتصالات وعلامة «آبل»..
سيل من الانتقادات وجهها المتخصصون وكذلك الجمهور للعلامة التجارية الجديدة «اللوجو» للشركة المصرية للاتصالات التى أعلنت عنها خلال الأسبوع الماضى تزامناً مع بدء حملتها الترويجية لشبكة المحمول الخاصة بها، وبعيداً عن صحة الزعم بضعف شكل اللوجو وسوء تصميمه، أو قوته التى تكمن فى ألوانه الجديدة, فقد لفت انتباهى بمنتهى الصراحة تلك التصريحاتالصادرة عن مسئولين بالشركة والتى راحت تشرح فكرة «اللوجو» ودلالات ألوانه المتنوعة وكيف يعبر عن تكوين يمزج بين لون الشجر واللهب والمياه، الذين يعبرون عن أصل الحياة، وليس حرف L، كما اعتقد البعض!
شخصياً أرى أن الجدل الذى دار –ولايزال- حول هذا «اللوجو» هو فى حد ذاته نجاح فى خطة الترويج للشركة وشبكتها، فلنينكر أحد أن هذا الجدل استطاعأن يُلفت انتباه الجميع، وأصبح القاصى والدانى والمتخصص وغير المتخصص يتحدثون عن الشركة وشبكة المحمول الرابعة، وأظن أن هذا جُل ما تتمناه أى مؤسسة فى خطة التسويق والترويج لمنتجاتها.
أما إن أردنا أن نتحدث عن دور العلامات التجارية فى ريادة وقوة الشركات أو ضعفها فأرى أن هذا الزعم لا يعتبر قاعدة رئيسية ولا يمكن القياس عليها على الإطلاق، فكم من علامات تجارية بسيطة ولا تحتاج لشرح دلالاتها وألوانها أصبحت عالمية بقدر عالمية منتجات أصحابها، ولنا فى مايكروسوفت وآبل وcibوغيرها خير دليل، فهذه العلامات التجارية رغم بساطتها إلا أنها أصبحت ولازالت وستظل تاريخية.
قوة خدمات الشبكة الرابعة للمصرية للاتصالات التى ستبدأ بعد أيام قليلة هى التى ستعزز علامتها التجارية الجديدة, معركة المنافسة بينها وبين شركات المحمول الأخرى ليست فى قوة الشعارات والعلامات التجارية، لكنها فى مستوى الخدمة المقدم وحُسن إدارة منظومة العمل، وتحسين الصورة الذهنية المأخوذة عن خدمات المحمول وسوء الشبكات فى مصر،و«الشاطر» بينهم هو من يستطيع أن يجذب أكبر عدد من العملاء لاستخدمات شبكته.
1984.. إعلان آبل الذى لا يمكن أن أنساه أو ينساه متخصص، ذلك الإعلان الذى قدم جهاز الكمبيوتر الشخصى «ماكنتوش» من شركة آبل للمرة الأولى. ابتكر فكرة الإعلان ستيفن هايدن، برنت توماس.. عبقرية لا ينسيناإياها الزمن..وقوة منتج لايزال يشكل جزءاً من حياة العالم!
عزيزى «المصدر المسئول» بالشركة المصرية للاتصالات، الذى رحت تشرح دلالات شعار شركتكم «الوطنية الكبيرة».. صدقنى لم تكن فى حاجة إلى كل ذلك.. فقط قل:«تاريخ الشركة» لن يضعفه «لوجو»بين عشرات أخرى تغيرت منذ عام 1854.