بندق
القضية ليست في وجة نظرك ورؤيتك وحدها ، بل المسألة لا يجب ان تظل حكرا على ما تراه دون ما يراه غيرك ، القضية هنا أصبحت قضية وعي سلب منه على غفله او بفعل فاعل ، القضية هنا اننا أصبحنا نتوارى جميعا عن حمل مسئولية وطن لم ولن تستمر صراعاته بحكم التاريخ طويلا ، بل لا أمل يستمر في عروق مواطنيه، الإ اننا ننتظر اللحظة التي ستعلن فيه الأقدار إنتصارا على فقر وجهل ومرض وسلسله طويلة من المؤثرات السلبية التي خنقت أعناقنا جميعا حتى وصلنا اليوم لمرحلة لملمة وطن ومواطنين ، أصبحنا نؤكد صباح كل يوم لبعضنا البعض – كمن يريد أن يطمئن – أنا غدا قد يكون الأجمل والأفضل لاجيال لا ذنب لها أنها ولدت بعد أجيال من الخذلان .
بندق هو انسان وشاب جميل احب ان ألتقيه كثيرا ، نتحدث عن كل شيء وأي شيء ولكن دائما ماكانت نصيحته لي بأن اتفائل ، ان ارى من وجهة نظر تتسم ببضعا من الهدوء والأريحية ، أن اتنازل قليلا عن نظارتي السوداء حتى وان كانت رؤيتي قائمة على تحليل أرقام وليست وجهات نظر في مسائل تتقبل وتحتمل ذلك ، وعدته وها انا اوفي بوعدي ان اتخلى عن تلك النظرة ، بل وأن افتش في تفاصيل كل ما يحدث عن بارقة أمل لنتعلق بها جميعا ، وعدته وها أنا انفذ وعدي.
مصر قادرة على إنهاء عصر طويل من البطالة الحقيقة والمقنعه فقط إفتحوا المجال أمام الاستثمار الجاد في مناطق تفتقر لاستثمار الجاد ووفرة في الايدي العاملة ، فقط اعطوا مميزات لمن يستثمر في محاور الصعيد جنوبا وسيناء شرقا.
مصر قادرة على تحقيق وفر من العملة الصعبة بشكل دائم وحقيقي وسلسل فقط امنحوا لصناعتنا رؤية مختلفة تماما وليست قائمة غير على إستغلال مواردنا الحالية ، اعيدوا النظر في شركة النصر للاستيراد والتصدير التي تملك باع طويل في افريقيا وأذرع وعلاقات ممتدة وفعلوا الشركة المصرية اللبنانية التي تم فقط الاعلان عنها دون اتخاذ قرار وحيد بخطوة جادة في تحقيق اهدافها ، وتلك الشركتين قادرتين بإرادة حقيقة على إحتلال المنتج المصري كافة متاجر افريقيا في اقل من عامين ، وهو باختصار يعني صناعات صغيرة ومتوسطة وضخمه قادرة على توفير الطلب المتوقع.
استخدموا ادوات التمويل المالية الغير تقليدية – كالتمويل الغير مصرفي – في إعادة هيكلة القطاع العام ودمجه في الاقتصاد الوطني من خلال إدارات خاصة ، نعم بإمكاننا خصخصه الادارة والمشاركة في الربحية إذا كانت قادرة على تحقيق المستهدف من وجود تلك الاصول والطاقات الضخمه المهدرة في الاقتصاد الوطني.
اعيدوا النظر في برنامج الحكومة الخاص بالسياحة ، الشكل التقليدي والاسواق المستهدفة التقليدية لم تعد قادرة على جذب سياحة وهو التدفق الطبيعي للعملة الصعبة للداخل المصري ، بل يجب تطبيق الادوات المالية المستحدثة كا B.O.T وهو ما يستهدف ربط مصالح الدول الاجنبية من خلال مستثمريها في مصر في هذا القطاع وبالتالي ضمان تدفق سياحي معقول بحدوده الدنيا التي حتما ستحقق الاهداف المرجوه من هذا القطاع.
القائمة طويلة عزيزي بندق ، وكما وعدتك سأوفي حتى النهاية بوعدي وسأواصل من اليوم على تقديم حلول مبتكرة قدر ما نستطيع حتى تصبح مصر الوطن الذي نتمناه جميعا .
