عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
مواهب عبدالرحمن

خبير يضع 10 حلول لإنقاذ السياحة من الطوارئ

الميزان

أعرب الخبير السياحي والفندقي، الدكتور محمد عبد العزيز، عن غضبه من كثرة التصريحات غير الدقيقة حول حادث طعن السائحين بالغردقة، لافتا إلى الإعتداء على السياح بفندق بيلا فيستا بالغردقه منذ عام، وعانى الجميع من تضارب التصريحات حول المعتدين ودوافعهم، وتسابق الكثيرون لإعطاء آرائهم الخاصة وقاموا بالإدلاء بتصريحات عن الحادث لوسائل الإعلام والتي بدورها قامت بنشر هذه التصريحات والتي لا تمت معظمها للحقيقة بأية صلة.


أضاف «عبدالعزيز»، في تصريحات لـ«الميزان الاقتصادي»، أنه للأسف تتكرر المشهد للمرة الثانية فى اعتداء غاشم على بعض السائحين وفى غياب ملحوظ للوزير الذي يحمل مسؤولية الملف السياحي عن الحدث.


وأوضح أنه لا يوجد سيناريو محكم لإدارة مثل هذه الأزمات، ولم نتعلم الدرس من الدول الأخرى، لافتا إلى دبي التي حولت أزمة حريق الفندق في يوم رأس السنة، إلى عوامل جذب سياحي لدبي، مستعينين بأحدث الوسائل العلمية والعملية لتغيير صورة الحريق المفزع إلى صورة إيجابية كسبت تعاطف جميع دول العالم، وفي باريس شاهدنا جميعا الشموع التي أضيئت لتأبين ضحايا حادث نيس والتي جذبت أنظار العالم كله.


وتابع: "يجب أن يعي الجميع في القطاع السياحي المصري، أن السياحة صناعة هشه، تؤثر فيها هذه النوعية من الحوادث بشدة، فلن نجد أحدًا يقبل بالسفر إلى منتجع سياحي لقضاء عطلته مع أسرتة، إلا إذا ضمن عوامل الأمن والأمان، وعلى الأخص إذا كان السفر لدواع غير ملحة أو ضرورية وهذه هي الحالة التي تنطبق على السائح".


وعرض الخبير السياحي، 10 حلول للتعامل مع المواقف المشابهة وأسوة بما رأيناه في تعامل الدول السياحية الكبرى مع مثل هذه الحوادث:
1- إصدار بيان رسمى موجه بجميع اللغات لينعى الضحايا ويعزى أسرهم، ولكى يتثنى لنا منع حدوث أى تضارب فى التصاريح، ولكى يظهر إهتمام الدولة والقطاع السياحى على الأخص. "وهو الأمر الذى لم يحدث حتى الآن".
2- تحديد توقيت موحد نقوم فيه بإطفاء أنوار الفنادق لمدة زمنية ولتكن 15 دقيقة وتضاء الشموع لتأبين ضحايا الحادث ولكى نرسل رسالة للعالم بتعاطفنا مع الضحايا والمصابين.
3- إطلاق أسماء الضحايا على الشاطىء العام الذى عبر منه منفذ الحادث، مما يعطى إنطباعًا إيجابيًا لجميع دول العالم.
4- عمل وقفة من جميع العاملين بالقطاع السياحى والفندقى بالغردقة إحتجاجًا ورفضًا للحادث الغاشم ولكى نثبت للعالم أجمع بأن العاملين فى القطاع السياحى قادرون على حماية ضيوفنا من السائحين وعلى أن يقود الوقفة موظف الفندق الذى قام بالقبض على القاتل.
5- عمل ريبورتاج مصور ومترجم مع الموظفين الذين ألقوا القبض على منفذ الحادث وتسليط الضوء على موقفهم البطولى لما لذلك من أثر إيجابى عظيم على من سيشاهده.
6- توفير سيارات إسعاف للتبرع بالدم فى ميادين الغردقة، حتى يرى العالم أن أهالى الغردقة بأنفسهم يتعاطفون مع الضحايا والمصابين.
7- دعوة أهالى المصابين على نفقة الفنادق وشركات السياحة المصرية الأصيلة ليكونوا بجوار أسرهم وذلك سيعكس وبشدة للعالم هذا الموقف الإيجابى.
8- تكوين فريق مهنى قوى وتزويده بغرفة عمليات حقيقية لمتابعة الحادث وتداعياته.
9- عدم السماح بنشر أى تصريحات عن الحادث سوى من المسؤولين عن غرفة العمليات، لمنع تضارب التصريحات وانتشار الإشاعات ولأن معظم وسائل الإعلام الخارجية تعتمد على بعض وسائل الإعلام المحلية فى مدها بالمعلومات.
10- أطالب جميع العاملين بالقطاع السياحى والفندقى بالغردقه أن يساعدوا أنفسهم بأن يساعدوا الدولة بعدم نشر أى أخبار أو تصريحات مغلوطة عن الحادث الغاشم بل وعليهم أن يبعثوا برسالة إلى جميع معارفهم وأصدقائهم بالخارج عن طريق وسائل التواصل الإجتماعى بحقيقة الوضع وتكذيب أى أخبار مغلوطة عن الحادث.
وكشف الخبير السياحي عن اقترح إيهاب الخواص مدير عام أحد المنشآت الفندقية مع بعض مدراء المنشآت بالغردقة، بعمل مسيرة لتأبين الضحايا بالغردقة، وقام بالتواصل مع رئاسة هيئة تنشيط السياحة، وللأسف الشديد لم نتلق ردا منهم حتى الآن.
واستطرد: إن ما حدث كان من الممكن أن يحدث في أية دولة في العالم، ولقد رأينا جميعا حوادث مشابهة بل وأشد قسوة في عدة دول أوربية، الأهم هنا هو كيفية التعامل مع الأزمة، وهذا للأسف ما نفتقر إليه، كما يجب الإستعانة بشركة علاقات عامة في ألمانيا على الأخص لمتابعة تداعيات الحادث هناك وللمحافظة على السوق الألماني خاصة وأن جميع إستطلاعات الرأي الأخيرة كانت قد أظهرت تزايدا على الوجهات السياحية المصرية من السوق الألماني، فقد كان متوقعا تزايد الرحلات من مطارات ألمانيا والنمسا وسويسرا في الموسم القادم.

وختم كلامه قائلا: إن صناعة السياحة ليست مقصورة على العاملين بها فقط، بل هي صناعة مجتمع، يجب أن تتكاتف وتتضافر جهود المجتمع المصري من أجل عودة السياحة كقاطرة للإقتصاد القومي وذلك بنشر حملات توعية للشعب المصرى لإظهار فوائد مردود القطاع السياحي على الإقتصاد القومي ولكي يعلم الشعب المصري بأن السائح الموجود ببلدنا هو ضيفا علينا ويجب علينا المحافظة عليه بل وحمايته إذا لزم الأمر.