عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
مواهب عبدالرحمن

ملتقى الفكر الإسلامي يؤكد أهمية تطوير التعليم وربطه بسوق العمل..خالد عبدالغفار: تتوقف عليه نهضة الأمم.. طارق شوقي: ما قبل الجامعي لا يحتمل الحلول المؤقتة

صورة ارشيفية - الميزان
صورة ارشيفية - الميزان الاقتصادي

التعليم هو البوابة الوحيدة للخلاص من كل المشاكل التي تواجهها الشعوب وتنظيم دورات تدريبية تؤهل الخريج للتعامل مع التقنيات الحديثة وتوجهه إلى احتياجات سوق العمل.

وهو ما أكده ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف أهمية تطوير مع تطوير التعليم الفني ليكون موازيا للتعليم العالي والسعي لإنشاء مجمع كليات تكنولوجية لتوجيه قدرات الطالب العقلية والعلمية نحو الإبداع والابتكار.

رؤية الحكومة للتعليم

أكد الدكتور خالد عبدالغفار أن هناك رؤية واضحة للقيادة السياسية والحكومة في مصر للاهتمام بالتعليم وتوجيه كافة المسئولين بوضع قضاياه محل الاهتمام، خلال فاعليات ملتقى الفكر الإسلامي التي عقدت برعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف تحت عنوان: "دور التعليم في نهضة الأمم" بحضور الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، والدكتور أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ خالد خضر مدير مديرية أوقاف القاهرة، وجمع غفير من المشاهدين والإعلاميين.

التعليم أعلى أولويات الدول المتقدمة

ومن جانبه أشار زير التعليم العالي، خلال لقائه مع المشاركين بالملتقى، إلى أهمية التعليم بشقيه في النهوض والرخاء والتنمية، فهناك دول كثيرة اهتمت بقضايا التعليم، وذلك لأن التعليم هو البوابة الوحيدة للخلاص من كل المشاكل التي تواجهها الشعوب، لذلك تقدمت الدول عندما وضعت التعليم في الصفوف الأولية لأولوياتها، وأن التعليم العالي يمس كل إنسان في مصر، وكل المسئولين الذين تعاقبوا على الحكومات في مصر.

وأعرب عن أسفه لأن منظومة التعليم في مصر مرتكزة على الحفظ والتلقين دون الفكر والابتكار، وهي أيضا مشكلة الطالب الجامعي فبعد الانتهاء من الامتحان لا يتذكر شيئا، مشيرا إلى ضرورة إعادة النظر في التعليم قبل الجامعي، لنخرج طالبا مؤهلا للتعليم الجامعي

التدريب ودورة في سوق العمل

ومن ناحيته دعا عبدالغفار إلى وجود مناهج وخبرات تكتسب علميا وتشكل وجدان الإنسان وفكره، لأن الجامعة ليست للتعليم فقط حتى نخرج إنسانا فاعلا في المجتمع، مع عمل برامج ودورات تدريبية تؤهل الخريج للتعامل مع التقنيات الحديثة وتوجهه إلى احتياجات سوق العمل ودعم قدرته على خلق فرص عمل منافسة للسوق العالمية بما يليق بمصر وحضارتها ومكانتها بين الأمم، من خلال متخصصين يواكبون التطورات الحديثة.

وأوضح أن الجامعات المصرية تمتلك تاريخا طويلا في التدريس وطرقه مما يشكل جزءا كبيرا من التراث الإنساني، منوها بأنه من المتوقع أن يصل عدد الطلاب مستقبليا في التعليم العالي بالجامعات إلى أربعة ملايين طالب، ولا بد من التفكير في استراتيجية جديدة للتعليم الجامعي بما يحقق استيعاب تلك الكثافة الطلابية، وذلك من خلال إضافة كليات جديدة والتوسع في إنشاء معاهد متخصصة مع دخول التعليم الفني والتكنولوجي لسد الفجوة بين المهندس والفني

وأشار إلى ضرورة أن يكون التعليم الفني موازيا للتعليم العالي، مع العمل على إنشاء مجمع كليات تكنولوجية في بنى سويف، وقويسنا والقاهرة الجديدة يكون دورها النهوض بمصر في العديد من المجالات، كالطاقة المتجددة، وصناعة النسيج والمواد الإلكترونية والغذائية. وقال أن هذا جزء من رؤية كبيرة لتطوير التعليم العالي، فالبحث العلمى أساس تقدم الأمم وأن مصر لديها بنية علمية كبيرة ينقصها توجيه الطاقات العلمية لما فيه خير مصر ونمائها في مجالات الزراعة والصناعة والري للعمل على نهضة الدولة والمجتمع.

استراتيجية التعليم الفني

ومن جانبه، أكد طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن التعليم منظومة واحدة متكاملة لا ينفصل بعضها عن بعض، فهو رؤية دولة وليس رؤية أفراد، مشيدا بدور القيادة السياسية عندما أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة: "مجتمع يتعلم ويبتكر" مؤملا عودة مصر إلى ريادة الحضارة الإنسانية كسالف عهدها، مؤكدا أهمية العمل على بناء الشخصية العلمية القادرة على التفكير والابتكار.

وطالب الوزير بوضع استراتيجية جديدة وحلول جذرية لمشكلات التعليم قبل الجامعي في تلك المرحلة الحالية التي لا تحتمل الحلول المؤقتة.

وحول مشاكل التعليم الثانوي، أكد وزير التربية والتعليم أنها قائمة على استنزاف موارد الدولة وجعل جميع مؤسساتها من علمية وأمنية في حالة تعبئة واستنفار مع استنزاف أولياء الأمور ماديا، ووضع الطالب تحت ضغط نفس وعصبي من بداية العام الدراسي حتى انتهاء الامتحانات، فالثانوية العامة بها أكثر من 700 ألف طالب، وأكثر من ألف لجنة، وأكثر من 100ألف مراقب، كما تنفق حوالي 30 مليار جنيه على الدروس الخصوصية، أي ما يوازي نصف ميزانية التربية والتعليم، مما يشكل عبئا على ميزانية الدولة والأفراد.

وأضاف أنه نتيجة إخراج طالب يعتمد على الحفظ والتلقين دون الاعتماد على التفكير والابتكار، ترتب عليه تخريج دفع من الكليات غير موجهة لسوق العمل، مشيرا إلى أن الأهالي قد أصبحوا جزءا من المشكلة لا جزءا من الحل، لأنهم غيروا هدف المدرسة من تجهيز الطالب للتعليم إلى التحضير للحصول على المجموع وأعلى الدرجات، فأصبحت الشهادة هدفا بغض النظر عن الطالب الحاصل عليها هل أصبح منافسا للعلماء دوليا ومحليا.

وطالب بالقضاء على الدروس الخصوصية مع توجيه قدرات الطالب العقلية والعلمية نحو الإبداع والابتكار وعودة الثقة بين ولى الأمر والوزارة، وإزاحة الهم الثقيل عن كاهل الأهالي والقضاء على الواسطة والمحسوبية لأن مصر تستحق ما يليق بمكانتها التاريخية والحضارية.

وفي ختام الملتقى أشار الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر السابق إلى أن مواجهة مشكلة التعليم بوضوح هي طريق الحل، مشيدا بالرؤية الثاقبة لتطوير التعليم قبل الجامعي والجامعي، مؤملا عودة الريادة للعالم المصري على المستوى الوطني والعربي والدولي.