التغيرات المناخية وشهر بؤونة سبب الموجة الحارة التي تشهدها البلاد
تشهد مصر حاليا موجة شديدة الحرارة، بسبب بداية شهر بؤونة لعام ١٤٣٨ قبطيا إضافة إلى التغييرات المناخية، مما شكل معاناة على الصائمين.
ويبدأ اليوم الخميس أول أيام شهر بؤونة في التقويم القبطي/الفرعوني، السابقان للتقويمان الهجري الميلادي، وهو تقويم، وإن كان يبدو أنه يخص مصر وحدها إلا إنه يشمل بعض دول وادي النيل التي ما زالت تستخدمه حاليا، وأن لم يكن بصورة رسمية، وترتيب شهر بؤونة في الشهور القبطية البالغ عددها ١٢ شهرا هو العاشر ويقع ما بين شهري بشنس وأبيب.
ويعرف الفلاحون وعموم المصريون شهر بؤونة بخصائصه المناخية والزراعية المميزة، مثل الارتفاع الشديد في درجة حرارة فصل الصيف، حتى أصبح مرتبط بما يمكن وصفه في الأمثال الشعبية بـ"بؤونة تنشف الميه من الماعونة"، أي تتبخر المياه من الأواني من شدة الحر، وبؤونة "أبو الحرارة الملعونة"، و"بؤونة الحجر".
وحتى عقود قريبة، وربما إلى الآن ، يستخدم الفلاحون المصريون هذا التقويم في حياتهم لارتباطه بالزراعة من حيث فيضان النيل وجفافه و زراعة المحاصيل وحصدها، الأمر الذي عززته تكنولوجيات الزراعة واستخدام الآلات وتنوع المحاصيل عن المحاصيل الحقلية التقليدية، وبؤونة هو الشهر الثاني في موسم الحصاد (الشيمو) ،حيث يبدأ المصريون في جنى حصاد المحاصيل من كل الحقول والمزارع.
ويعود اسم بؤونة لكلمة "باينى" بالقبطي، وأصلها بالهيروغليفية "با أوني"، أي إله المعادن لأن فيه تستوي المعادن والأحجار ولذا يسميه العامة بؤونة الحجر نسبة لشدة القيظ، أي أن اسم الشهر مشتق من اسم رمز المعادن عند قدماء المصريين.