عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
مواهب عبدالرحمن

قطر بين غضب الخليج وحضن الملالي.. لم تقرأ درس العراق.. وكأس 2022 مهدد

الميزان

نتوء الجزيرة العربية أو الإمارة الصغيرة غير المرسومة على الخرائط، سفينة الغاز في الخليج العربي، التي تفننت في إشعال الخلافات حولها، وخاصة للدول العربية، وعلى رأسها تدخلها في مصر وليبيا وسوريا، وصلت النار إليها أخيرًا لها، وواجهت إمارة قطر خلافاتها مع محيطها العربي لأول مرة.

المملكة العربية السعودية، تعد الرحم الطبيعي للإمارة الغنية بمواردها النفطية، الفقيرة في كل شيء، راهن أمير قطر على خروج إيراني كبير للعالم، عقب اتفاقية رفع العقوبات الاقتصادية، وأن يستبدل الرحم العربي بمحيط إيراني واسع.


سلة الغذاء


تستورد قطر 90% من احتياجاتها الغذائية من السعودية والإمارات، كما يعبر نحو 300 ألف زائر حدودها مع السعودية شهريا، وتعد الحدود شريان الحياة اليومي للشعب القطري، حيث لا تتوفر أي إمكانية لتغيير الوضع الحالي بالنسبة للغذاء أو الزراعة أو المراعي.

وشهدت أسواق السلع القطرية، تكدسا من المواطنين القطريين لتخزين متطلباتهم من الأطعمة، تحسبا لتبعات القرار الذي اتخذته المملكة بإغلاق المعبر البري الوحيد الذي يربط بينها وبين قطر.

 

وتعتمد قطر بشكل رئيسي على المعبر البري الوحيد الذي يربط بينها وبين السعودية، إذ إن هذه الدولة الخليجية ليس لها ممر بري غيره لنقل الطعام والمواد الخام المطلوبة لإنجاز مشاريعها الضخمة المتعلقة بالبنية التحتية.



يمكن لقطر اللجوء في الغذاء إلى إيران، لكن الاقتصاد الإيراني يعاني بفعل طول الحصار العالمي، والإمكانات متأخرة جدًا في إيران، ومن المبكر الحكم على توجهات دونالد ترامب في الاستمرار بإقرار الاتفاقية أو التراجع عنها.







شكوك حول كأس العالم


الأسوأ لقطر أنها تستورد كامل احتياجات مشاريعها الضخمة لاستضافة كاس العالم 2022 من المصانع السعودية، مثل الحديد والأسمنت والألومنيوم، ولا تسمح الموارد البشرية لقطر أو مساحتها بالتوسع في مشاريع كثيفة العمالة.

ويؤشر قطع العلاقات وغغلاق المنافذ البحرية والجوية العربية إقامة كاس العالم من أساسه، حيث تعتمد قطر على جيرانها في توفير الاحتياجات والإمدادات المطلوية للمهمة الثقيلة، والتي يستحيل تنفيذها حال استمرار المقاطعة.





نهاية التحريض


شاركت قطر بفعالية في ثورات "الربيع العربي" فدعمت كل القلاقل بالدول العربية، مصر وسوريا وتونس، واشتركت في ضرب ليبيا، رغبة من الدولة القطرة في الوجود والفعل على محيطها، مستعينة بالمال وحده، إلا أن اللعنة انقلب أخيرا على لاعب النار تميم.
الابن العاق


قطر كانت جزءاً من السعودية، حتى 1913، باتفاقية وقعت مع بريطانيا، التي كانت تحتل الخليج العربي، ورغبت في تفتيت الخليج، لعدم سيطرة دولة عربية واحدة مقابل دولة إيران أو فارس، وبدأ التخطيط البريطاني يؤتي أكله أخيرًا.

وفي مواجهة ما يعتبره الخليج كله تحدي وجود مع الدولة الفارسية، اختارت قطر أن تصبح طعنة الظهر لأخوتها، وبعد مضي عهد أوباما المتصالح مع إيران، وبدء مرحلة جديدة من المواجهة العربية الفارسية، وضعت قطر كل ثقلها مع الجانب غير العربي.


درس العراق 


حقائق الحياة تشد قطر إلى الخليج، بينما يدفع طمع الدور الإقليمي «تميم» إلى ملالي إيران، درس العراق ليس بعيد عن قطر، لكن الأمير الشاب مزهو بغياب عناصر القوى العربية طوال الفترة التي تلت الربيع العربي، وانشغال الدول العربية بمواجهة تحديات وجود، كما في مصر على سبيل المثال.

قبل الاجتياح العراقي المشئوم للكويت، كان العراق حائط الصد العربي ضد إيران، رغم طول فترة الوفاق بين البلدين، وعلى رأسه اشتراكهما في حلف بغداد، إلا أن الأطماع الإيرانية أدخلت المنطقة أتون حرب الثماني سنوات، كان فيها العراق قادرًا على الذود عن الأمة العربية، بفعل موارد بشرية واقتصادية هائلة، وهو ما ينقص الخليج الآن.