«أمن المعلومات» في دائرة الخطر.. خبراء يطرحون خطة المواجهة.. وغياب التنسيق أزمة كبرى
بعد انتشار حرب الهجمات الإليكترونية التي اشتعلت في الأونة الأخيرة، أصبح هناك أهمية لتأمين المعلومات الخاصة بكل دولة، ومؤسساتها المختلفة، حيث أن مصر من أكبر الدول المعرضة للاختراق وسرقة بياناتها، بسبب غياب وسائل الحماية الحديثة من الشركات والأجهزة الحكومية والخاصة.
وهدد فيروس الفدية الإليكترونية نحو 100 دولة مؤخرًا، كما أعلن مصرف لبنان المركزي عن فشل محاولة لاختراق أنظمته الأسبوع الماضي، ما يضع الاهتمام بأمن المعلومات على رأس أولويات الدولة.
خطوات التأمين
في البداية، أكد عادل عبد المنعم، خبير أمن المعلومات، أن تأمين المعلومات يحتاج إلى وضع خطة شاملة للتعامل معه بشكل واضح، وتحديد نوعية المخاطر التي من الممكن أن تتعرض لها الدولة، بالإضافة إلى نوعية البيانات التي يلزم الحفاظ عليها، وتصنيفها إلى بيانات "سرية – عامة"، والأصول المعلوماتية.
وقال «عبدالمنعم»، إن الدولة عليها أن تضع نوع حماية مناسب للمعلومات، مضيفًا أنه لكي نعمل منظومة أمان ناجحة في مجال أمن المعلومات، ولا بد بالعمل على 3 محاور، وهي امتلاك تكنولوجيا مناسبة، بمعني أن نستخدم برامج حماية مثل برامج الانتي فيرس وبرامج الفير وال بالإضافة إلى أجهزة الامن كشف الهجمات "IDS"، ووجود تشريعات وقوانين وسياسات لتامين المعلومات، وتدريب وتأهيل الكوادر والكفاءات البشرية والتوعية للمستخدمين.
عدم التنسيق مكمن الخطر
وأكد «عبدالمنعم» أن هذه المحاور تتم في مصر ولكن بدون تنسيق وتناغم، حيث تستخدم بعض المؤسسات أجهزة وبرامج حماية ولكنها لا تتمتلك الكوادر الفنية، وبالتالي فهي تهدر مجهودها في تأمين المعلومات.
وأوضح أن مصر تنقسم إلى شقين في مستوى تأمين المعلومات، حيث أن هناك مؤسسات ووزارات تهتم بأمن المعلومات برؤية واستراتيجية واضحة، مثل وزارة الاتصالات باعتبار أن لديها متخصصين في هذا المجال، على عكس الوزارات التي ليس لها علاقة بالتكنولوجيا، حيث إنها لا تمتلك رؤية واضحة لإدارة تكنولوجيا المعلومات وأمن المعلومات.
وطالب «عبدالمنعم» بوضع رؤية شاملة للدولة خاصة بأمن المعلومات، وتقودها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مضيفًا أنه يجب أن يكون هناك قوة لإنفاذ القوانين والتشريعات على كافة مؤسسات الدولة.
أمن المعلومات
وعلق الخبير على قرار المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، بإلزام الجهات الحكومية بجميع مستوياتها وشركات قطاع الأعمال العام، بتنفيذ قرارات وتوصيات المجلس الأعلى للأمن السيبراني، قائلًا إنها خطوة جيدة نحو تأمين المعلومات.
ويتعلق القرار بتأمين البنية التحتية الحرجة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الخاصة بها، واتخاذ كافة الإجراءات الفنية والإدارية لمواجهة الأخطار والهجمات السيبرانية وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني.
ونصت المادة الثانية للقرار، المنشور بالجريدة الرسمية، على أن يتولى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وضع وتحديد قواعد وإجراءات تأمين البنية المعلوماتية الحرجة لقطاعات الدولة، ومتابعة تنفيذ قرارات وتوصيات المجلس الأعلى للأمن السيبراني وتطبيق أحكام هذا القرار.
دور مجلس الأمن السيبراني
وأكد أن مجلس الامن السيبراني، دوره الأساسي هو حماية البنية التحتية لشركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قائلًا: أن فيروس الفدية الذي استهدف بعض البلاد ومنهم مصر، هو أول اختبار للمجلس.
وأضاف أن المجلس أتخذ رد فعل سريع تجاه "الفيروس" من خلال التواصل مع كافة المتخصصين في أمن الدولة، بالإضافة إلى أجتماع المجلس برئاسة ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ورئيس المجلس الأعلى للأمن السيبراني، الأحد الماضي، لمتابعة آخر تطورات الهجمات الإلكترونية لفيروس «الفدية الإلكترونية» التي تعرض لها عدد كبير من دول العالم.
تحديات «الأمن السيبراني»
وأكد «عبدالمنعم» أن المجلس أمام تحدي كبير، وهو توفير الكوادر المدربة ولاسيما في القطاع الحكومي، موضحًا أن الدولة لم تكن تخصص ميزانية لأمن المعلومات، ولكنها بدأت في الاهتمام بوضع ميزانية خاصة بتأمين المعلومات، ولم تعلن عنها حتى الآن.
واضاف أن وضع استراتيجية واضحة يحتاج الى ميزانية لتأمين المعلومات، فلافائدة من ميزانية بدون استراتيجية، مضيفًا أن هناك تحرك من الدولة يتعلق بأمن المعلومات وخاصة المركز الوطني لسرعة الاستجابة نحو الهجمة الاخيرة الخاصة بفيروس الفدية، كما أن الجهاز القومي للاتصالات أصدر مؤخرًا إرشادات سريعة للمستخدمين، مما أدى إلى حماية العديد من الأشخاص والمؤسسات.
إيجابيات الهجوم الأخير
وأوضح أن للفيروس تأثير إيجابي لما ظهر من تعاون جهات عديدة في الدولة مثل التحرك الفوري للأمن السيبراني، مؤكدا أنه ليس هناك اي تقارير رسمية تفيد بإصابة أي مؤسسة من مؤسسات الدولة بالفيروس، وهناك تقارير عالمية للمؤسسات الخاصة بحماية الفيروسات، تفيد أن هناك اجهزة عديدة في مصر معرضة للفيروس، ولم تكن المرة الاولى لظهور فيروس الفدية في مصر ولكن الأخير سريع الانتشار.
خطة الدولة في التأمين
من جانبه، أكد الدكتور أيمن بهجت أستاذ الشبكات وأمن المعلومات بجامعة عين شمس، أن الدولة لديها خطة واضحة من سنوات ماضية عديدة خاصة بأمن المعلومات والجرائم الألكترونية قائلًا أن الدولة ستظل تسعى لتحقيق هذه الخطة، موضحًا أنه وبعد أن أصبح هناك أجهزة إلكترونية تدخل جسم الإنسان مثل جهاز تنظيم ضربات القلب، أصبح هناك فيروسات خاصة بتلك الاجهزة، حيث لم تقتصر الفيروسات على أجهزة الكومبيوتر والهواتف الذكية فقط.
وقال «بهجت» إن مصر لديها عدد كبير من المتخصصين والكفاءات في مجال أمن المعلومات، مشيرًا إلى أن مصر لديها فريق للرد على الهجمات الألكترونية والتي تتبع الجهاز القومي لتنظيم الأتصالات، مضيفًا أن المجلس الأعلى للأمن السيبرالي، له دور فعال وقوي في أمن المعلومات، حيث إنه يقوم بوضع الأستراتيجية العامة لتأمين المعلومات في مصر.
هجمات غير معتادة
وأشار «بهجت» إلى أن الهجمات الألكترونية أصبحت شديدة الخطورة، حيث إنها من الممكن أن تقتل وتأذي الإنسان، من خلال فيروسات على أجهزة لا يستغني عنها الانسان في حياته اليومية، مثل السيارات، حيث إنه هناك فيروسات خاصة بتعطيل فرامل العربية، خاصة بعد أن أصبح نظام السيارات إليكترونيًاا.
وأكد أن الدولة تحتاج إلى كجهود أكبر وكفاءات ومتخصصين لتأمين المعلومات، خاصة بعد أن أصبح الأنترنت لا يقتصر على الدول والمؤسسات، حيث أصبح له أهمية في كل مجالات والأحتياجات اليومية.
إنفاق الدولة على أمن المعلومات
وأوضح "بهجت» أن الدولة لا تستطيع أن تنفق مليون جنيه على شخص واحد من أجل أن يتعلم هذه التقنيات الخاصة بأمن المعلومات، من خلال دورات تدريبة متخصصة.
وعلق «بهجت» على فيروس الفدية الإلكترونى «Ransomware»k»، واالذي أصاب العديد من دول العالم ومنها مصر، السبت الماضي، مؤكدًا أن الدولة تصدت له بشكل سريع، حيث أصدر الجهاز القومي لتنظيم الأتصالات بيان به إرشادات للواقية من هذا الفيروس.
وعقد المجلس الأعلى للأمن السيبراني، اجتماعا برئاسة ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ورئيس المجلس الأعلى للأمن السيبراني، الأحد الماضي، لمتابعة آخر تطورات الهجمات الإلكترونية لفيروس «الفدية الإلكترونية» التي تعرض لها عدد كبير من دول العالم، ودور المركز المصري للاستجابة للطوارئ المعلوماتية cert لدعم التصدي لهذه الهجمات بالتنسيق والتعاون مع مختلف الجهات المعنية في القطاعات الحيوية.
وأشار «بهجت» أن مصر تعرضت لعدد كبير من الهجمات الالكترونية العالمية، ومنها الهجمات التي كانت تستهدف مصر خاصة.
وقال وليد حجاج، الملقب بصائد الهاكرز، أن مصر في حاجة لنشر ثقافة أمن المعلومات، من خلال توعية المستخدمين بصفة مستمرة، خاصة بعد إنتشار الانترنت والهواتف الذكية، مؤكدًا أنه يتم خداع المستخدمين للإنترنت بطرق بدائية.