فودافون تحجب المكافآت عن الموظفين غير الملتزمين بسياسة العودة إلى المكاتب

قررت شركة فودافون حرمان الموظفين الذين لا يلتزمون بسياسة العودة إلى المكتب (RTO) من المكافآت، وفقًا لتقرير نشره موقع The Register هذا الأسبوع.

تشديد الإجراءات وتهديد بالعقوبات

في مذكرة داخلية اطلع عليها The Register، ذكّرت فودافون موظفيها بوجوب الحضور إلى المكتب 2-3 مرات أسبوعيًا، أو ما لا يقل عن 8 أيام شهريًا. كما حذرت من أن عدم الامتثال لهذا القرار بحلول نهاية الربع الأول من العام المالي في يوليو قد يؤدي إلى إجراءات تأديبية، بما في ذلك تحذير كتابي نهائي، مما يعني عدم استيفاء الموظف للحد الأدنى من معايير الأداء، وبالتالي فقدان الأهلية للحصول على المكافآت في 2026 والسنوات اللاحقة.

يأتي هذا القرار وسط صعوبات تواجهها الشركات التقنية في إعادة موظفيها إلى المكاتب طواعية، ما دفع بعضها إلى مراقبة سجلات دخول الموظفين عبر بطاقات العمل والشبكات الافتراضية الخاصة (VPNs). وتتبنى فودافون نهجًا مشابهًا لشركة Dell، التي جعلت الموظفين العاملين عن بُعد غير مؤهلين للترقيات.

سياسة “هجينة” لكنها إجبارية

وفقًا لمصدر داخلي، فإن فودافون بدأت خلال الأشهر التسعة الماضية في فرض العودة إلى المكاتب بصرامة أكبر، حيث قال أحد الموظفين لـ The Register: “لقد أصبح الأمر إلزاميًا الآن”.

وأوضحت فودافون أن سياستها للعمل الهجين لم تتغير منذ 2021، عندما بدأت في السماح بالعمل عن بعد استجابة لجائحة كوفيد-19. لكن تقارير أشارت إلى أن الشركة تقلص مساحات المكاتب في مواقعها بنيوبري وبادينغتون، وتنقل بعض الوظائف إلى إسبانيا ورومانيا والهند ودول أخرى، ما أثار مخاوف بشأن توفر مساحة كافية للموظفين العائدين.

معضلة العودة دون مكاتب كافية

تواجه شركات كبرى أخرى مشاكل مماثلة، حيث أجبرت أمازون موظفيها على العمل من المكتب 5 أيام أسبوعيًا اعتبارًا من يناير، لكنها اضطرت في ديسمبر إلى تأجيل التنفيذ في بعض المدن الأمريكية بسبب عدم توفر مساحات مكتبية كافية.

رد فودافون

رفضت فودافون التعليق على تقارير حجب المكافآت أو أزمة المساحات المكتبية، لكنها أكدت في بيان أن سياستها للعمل الهجين قائمة منذ 2021، مشيرة إلى أن هذا النموذج يمنح الموظفين مرونة مع الاستفادة من التعاون المباشر في المكتب.

مخاطر فقدان المواهب

رغم تشديد الشركات على العودة إلى المكاتب، فإن تقارير عديدة حذرت من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى فقدان الكفاءات العليا وتراجع معدلات الاحتفاظ بالموظفين.

لطالما روّجت فودافون لمزايا العمل عن بعد، بما في ذلك تحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف وزيادة القدرة على استقطاب المواهب. ومع ذلك، فإن توجهها الحالي نحو فرض الحضور الإجباري قد يشكل تحديًا جديدًا لعلاقتها بموظفيها.