هل تصبح نيسان شريكًا لآبل؟ تحالف غير متوقع في عالم السيارات
تمر نيسان بمرحلة صعبة بعد أن خفضت وكالة موديز تصنيفها الائتماني إلى درجة غير استثمارية (Junk)، ما يعكس تراجع أدائها المالي. انسحابها من صفقة محتملة مع هوندا جعلها في وضع هش، وسط توقعات ببحثها عن شريك جديد لإنقاذها من هذه الأزمة. فهل يمكن أن تكون آبل هي المنقذ غير المتوقع؟
تحولات مفاجئة في تحالفات نيسان
شهدت نيسان تحولات دراماتيكية في الفترة الأخيرة، أبرزها:
• تفكك تحالفها مع رينو، حيث أعلنت الأخيرة نيتها تصفية معظم حصتها في نيسان.
• بقاء نيسان متحالفة مع ميتسوبيشي فقط، مع اعترافها بتحديات مالية كبيرة.
• إعلان شراكة أولية مع هوندا دون وضوح تفاصيلها.
• دخول شركة Foxconn التايوانية على الخط، حيث بدأت محادثات مع رينو لشراء حصتها في نيسان، مما أثار قلق الحكومة اليابانية.
• إعلان اندماج محتمل بين هوندا ونيسان وميتسوبيشي.
• تراجع نيسان عن الصفقة بسبب الشروط المفروضة عليها، ثم انسحاب هوندا بدورها بعد فرض شروط أكثر صرامة.
• تصريحات تفيد بأن هوندا مهتمة بميتسوبيشي أكثر من نيسان.
• تأكيد Foxconn على رغبتها في الشراكة مع نيسان، وليس الاستحواذ عليها بالكامل.
وفي ظل هذه التقلبات، خفضت وكالة موديز تصنيف نيسان، مشيرة إلى ضعف أرباحها بسبب انخفاض الطلب على طرازاتها القديمة، لا سيما في الصين والولايات المتحدة. كما حذرت من مخاطر تنفيذ خطة إعادة هيكلة الشركة، ما يزيد من صعوبة حصولها على تمويل بشروط ميسرة، رغم امتلاكها 13 مليار دولار نقدًا وخطوط ائتمان غير مستخدمة.
هل تصبح آبل شريكًا استراتيجيًا لنيسان؟
في خضم هذه الاضطرابات، يبرز تساؤل مهم: لماذا لا تستحوذ آبل على نيسان؟
رغم أن آبل لم تدخل مجال تصنيع السيارات بشكل مباشر، إلا أنها استثمرت بشكل مكثف في تقنيات القيادة الذاتية وأنظمة السيارات الذكية. وبعد فشل مشروعها “Apple Car” في الوصول إلى مرحلة الإنتاج، قد يكون الاستحواذ على نيسان خطوة ذكية تتيح لها دخول السوق بسرعة، مستفيدة من بنية تحتية جاهزة.
ماذا سيجني الطرفان من هذا التحالف؟
1. آبل تحصل على خبرة صناعية جاهزة: نيسان تمتلك مصانع وخبرات واسعة، ما يساعد آبل على إطلاق سيارة ذكية دون الحاجة إلى بناء مصانع جديدة.
2. نيسان تحصل على دعم مالي وتقني قوي: آبل يمكنها توفير استثمارات ضخمة وتكنولوجيا متقدمة تعزز قدرة نيسان على منافسة تسلا والشركات الصينية.
3. تعزيز سوق السيارات الكهربائية: آبل تسعى لدخول هذا القطاع، ونيسان تمتلك تجربة ناجحة مع طراز Leaf الكهربائي.
4. تكامل أعمق مع نظام آبل البيئي: تخيل سيارة نيسان تعمل بتكامل تام مع iPhone وApple Watch، مع أنظمة قيادة مدعومة بالذكاء الاصطناعي والمساعد الصوتي Siri.
ما العوائق أمام هذه الصفقة؟
رغم أن هذا السيناريو قد يبدو مغريًا، إلا أن هناك تحديات كبيرة:
• قد تعارض الحكومة اليابانية بيع نيسان لشركة أمريكية، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية.
• نيسان قد تفضل شراكة مع Foxconn أو هوندا بدلًا من الاندماج الكامل مع آبل.
• آبل لم تخض تجربة تصنيع السيارات من قبل، وقد يكون دخولها هذا المجال مع شركة تمر بأزمة مالية محفوفًا بالمخاطر.
مستقبل نيسان: شراكة مع آبل أم حل آخر؟
تمر نيسان بمرحلة حرجة، حيث تتغير تحالفاتها بسرعة، وسط محاولات لإيجاد حلول تضمن استمراريتها. دخول آبل على الخط قد يقلب الموازين، لكن يبقى السؤال: هل ستغامر آبل بشراء نيسان؟ أم أن الأخيرة ستجد طريقًا آخر للخروج من أزمتها؟
الأيام المقبلة ستكشف عن الإجابة، لكن المؤكد أن سوق السيارات يشهد تحولات كبرى قد تعيد رسم خريطة الصناعة بالكامل.
