عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
مواهب عبدالرحمن

«نيويورك تايمز» تكشف سر شحنة البيجرات المتفجرة في لبنان

الميزان

 

 

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن تفاصيل جديدة حول الانفجارات التي هزّت لبنان يوم الثلاثاء، عندما انفجرت أجهزة النداء اللاسلكية (البيجر) بأيدي عناصر حزب الله، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة ما يقارب 3600 شخص، من بينهم السفير الإيراني في لبنان.

ووفقًا للتقرير، تبيّن أن هذه الأجهزة تم تصنيعها في تايوان من قبل شركة "جولد أبولو"، إلا أن التحقيقات تشير إلى أن إسرائيل قامت بتفخيخ هذه الأجهزة قبل شحنها إلى لبنان، مما أدى إلى وقوع هذا الهجوم غير المسبوق.

شحنة البيجر

ذكر التقرير أن أجهزة النداء التي انفجرت في مواقع متفرقة داخل لبنان تم تعديلها بشكل متقن من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، حيث تم زرع ما يصل إلى ثلاثة غرامات من المتفجرات في كل جهاز، وهي كمية صغيرة لكنها كافية لإحداث الدمار الذي شهدته البلاد.

وأكد مصدر أمني لبناني أن هذه المتفجرات كانت مخبأة داخل اللوحات الإلكترونية للأجهزة، بحيث لا يمكن اكتشافها باستخدام الأجهزة التقليدية أو الماسحات الضوئية. وقد تم تشغيل هذه المتفجرات بشكل متزامن عبر رسالة مشفرة، مما أدى إلى انفجار ما يقارب ثلاثة آلاف جهاز في الوقت نفسه.

وأشار تقرير "نيويورك تايمز" إلى أن الطلبية التي حصل عليها حزب الله تضمنت حوالي ثلاثة آلاف جهاز من طراز "إيه بي 924"، وقد تمكنت الاستخبارات الإسرائيلية من الوصول إلى سلسلة توريد هذه الأجهزة، مما سهل عليهم زرع المتفجرات دون إثارة الشكوك.

ردود الأفعال

من جانبه صرّح هسو تشينج كوانج، مؤسس شركة "غولد أبولو" التايوانية، بأن شركته ليست مسؤولة عن هذه الانفجارات، مشيرًا إلى أن الأجهزة التي تم تفجيرها لم تصنّع من قبل شركته بشكل مباشر، بل تحمل فقط علامتها التجارية وتم تصنيعها من قبل شركة أوروبية أخرى. وأكد أن شركته أيضًا ضحية لهذا الحادث وأنهم ملتزمون بالمسؤولية.

في الوقت نفسه، حمّلت الحكومة اللبنانية وجماعة حزب الله إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه الانفجارات، رغم أن إسرائيل لم تصدر أي تعليق رسمي بشأن الحادث حتى الآن.

تكشف هذه التفاصيل عن عملية معقدة قام بها جهاز الموساد الإسرائيلي، حيث تمكن من التلاعب بعملية توريد الأجهزة لصالح حزب الله، وتحويل هذه الأجهزة إلى أدوات للدمار. يشير ذلك إلى مدى دقة هذه العملية، والتي تستدعي تحقيقات موسعة لمعرفة كيفية التسلل إلى سلاسل الإمداد العالمية وزرع المتفجرات بطريقة لا يمكن اكتشافها حتى بعد وصول الأجهزة إلى وجهتها.