الصحف العالمية تعلق علي الهدنة :هناك انقسام اسرائيلي داخلي
بالرغم من الاتفاق حول هدنة بين حماس وإسرائيل فإن الخطوة التي ستلي تلك الهدنة ليست واضحة."
في عرضنا اليومي لأصداء حرب غزة في الصحافة العالمية، نتناول بعض ما نشر في الصحافة البريطانية والإسرائيلية الصادرة عن صفقة تبادل الأسرى التي اتفقت عليها إسرائيل مع حماس.
الفترة التي ستلي الهدنة ليست واضحة
وفي زاوية الرأي في صحيفة الجارديان نطالع مقالا بعنوان "الضغط على نتنياهو يظهر أن هذه الهدنة بينت أن شيئا ما قد تغير" كتبه سايمون تيزدول.
يقول الكاتب إنه بالرغم من الاتفاق حول هدنة بين حماس وإسرائيل فإن الخطوة التي ستلي تلك الهدنة ليست واضحة.
ويرى الكاتب أنه من الخطأ الاستنتاج من موافقة نتنياهو على الهدنة أن مواقفه بدأت تلين، فهو يقول منذ البداية أن هدف إسرائيل القضاء على حماس، وهو هدف يتوقف عليه مستقبله السياسي.
الرهائن
لكن نتنياهو وحكومة الحرب قد تعرضوا لضغوط كبيرة من عائلات الرهائن، واتهمه بعضهم بالنظر إلى قضية الرهائن كقضية جانبية.
ويقول كاتب المقال إن معلقين إسرائيليين يرون أن هذا التغير في موقف الحكومة الإسرائيلية لا يعود إلى ضغوط عائلات المخطوفين فقط، بل إلى إدراك متأخر أن واجب الجيش والمؤسسة الأمنية نحو مواطنيهم يتخطى هدف القضاء على حماس.
ويشير كاتب المقال إلى تقارير عن وجود انقسام في حكومة الحرب بشأن هذه القضية منذ أسابيع، حيث يرى المتشددون وعلى رأسهم نتنياهو أن تصعيد الضغط العسكري على حماس هو أفضل طريقة لإضعافها وإقناع قائدها في غزة يحيى السنوار بأن يطلق سراح الرهائن، بينما يعتقد آخرون أن على إسرائيل القبول بما هو متاح الآن قبل أن يبدأ الضغط الدولي في التصاعد.
ويرى الكاتب بأن تأثير الصفقة التي تم الاتفاق عليها على موقف قيادة حماس وسلوك الحركة المستقبلي غير واضح، فالسنوار الذي يقود الحركة في غزة يمثل خطا متشددا، وترى بعض التقييمات الإسرائيلية أنه ليس شخصية عقلانية. وكان قد قاطع المفاوضات حول الرهائن قبل فترة قصيرة، ثم عاد واستأنف الاتصالات بعد أيام قليلة.
ويعتقد كاتب المقال أن السنوار سيقدم الاتفاق مع إسرائيل على تبادل الاسرى على أنه نصر تكتيكي، خاصة إذا تضمن هدنة، تبرر، بنظره، الحرب والبؤس والمعاناة التي تسبب به الهجوم على إسرائيل لسكان غزة.
وينهي الكاتب مقاله بالقول إن الخلافات الداخلية في قيادة حماس ومثيلتها في إسرائيل قد تفشل صفقة إطلاق سراح الرهائن أو أي صفقات أُخرى في المستقبل.
وفي صحيفة يديعوت أحرونوت نطالع مقال رأي بعنوان "إسرائيل بأكملها رهينة في غزة" يقول كاتبه: إن من يقول إن هزيمة حماس يجب أن تسبق توقيع صفقة وهو يعي بأن ذلك سوف يتطلب سنة كاملة، فإنه يعبث بمصائر الرهائن.
ويبرر الكاتب ذلك بقوله إن العشرات من الرهائن أو أكثر لن ينجوا حتى ذلك الوقت، أو سوف يقتلون حين يقترب الجيش الإسرائيلي من مكانهم. قد تنتصر إسرائيل في غزة، ولكنها ايضا سوف تخسر.
ما الأثر الصحي لتراكم الجثامين تحت أنقاض المباني في قطاع غزة؟
ويتابع رون ليشيم، كاتب المقال قائلا "بعد عقود من الآن سوف ننظر إلى الوراء وندرك أننا ضحينا بالرهائن. سوف يطاردنا شعور بالذنب والفشل. سوف يشكل مصير الرهائن شخصياتنا أكثر من ندوب المذبحة، وسوف نرى وجوههم في كل مفترق طرق. سوف نحاول إقناع أنفسنا بأنه لم يكن معنا خيار، لكن هذا كذب. نحن نقبض على مصائرهم بأيدينا المثخنة، هناك بيننا من يعتبرونهم موتى، لكنهم على قيد الحياة"، حسب كاتب المقال.
ويتابع ليشيم: "من وجهة نظر أخلاقية وحتى عسكرية، كان على إسرائيل أن تصرح أن هدف الحرب إنساني، وهو إعادة الرهائن المدنيين إلى بيوتهم، وهو فوق أي هدف آخر.
ويرى كاتب المقال أن إسرائيل كانت ستستفيد من ضغوط دولية للإفراج عن الرهائن، لأن المجتمع الدولي لن يجادل إسرائيل في مسألة إنقاذ الرهائن.
ويختم الكاتب مقاله باتهام الحكومة بأنها تعاملت مع عائلات الرهائن "بإهمال مريع"، و"سوف يتهم البعض عائلات الرهائن بأنهم "أعداء الشعب".
إلى القول إن "إسرائيل بأكملها رهينة في غزة، إلى أن يعودوا إلينا سوف لن يعود البيت كما كان. إذا تخلينا عنهم تكون حماس قد انتصرت، وغيرتنا إلى الأبد".
حكم على البرغوثي بخمسة أحكام سجن مؤبد
وفي صحيفة جيروزاليم بوست نطالع مقالا افتتاحيا بعنوان "بين البرغوثي وأوجلان -إطلاق سراح السجناء مقابل الرهائن"، بتوقيع كسينيا سفيتلوفا.
تستعرض الكاتبة في بداية المقال العلاقة الودية التي تربط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقادة حماس وحديث أردوغان لقادة حماس عن الجهود التركية المبذولة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ومطالبة أردوغان بتبادل السجناء الموجودين لدى الطرفين.
وتقول الكاتبة إنه في حال الاتفاق على إطلاق جميع السجناء والرهائن لدى الطرفين فهذا سيعني إطلاق سراح مروان البرغوثي الذي يُطلق عليه البعض لقب "مانديلا فلسطيني" والمحكوم بخمسة أحكام بالسجن المؤبد.
وتتابع الكاتبة قائلة إنه بينما يطالب أردوغان بإطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين فهناك أكثر من 38 ألف سجين كردي في السجون التركية، وفقا لكمال سيدو الذي يرأس "جمعية الشعوب المهددة" في ألمانيا، وتقول كاتبة المقال إن الكثيرين من أولئك السجناء محتجزون بدون محاكمة.
وتتساءل الكاتبة عن مصير الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، الذي، تقول الكاتبة، إنه غّير آراءه وأصبح يتبنى أشكالا سلمية للنضال السياسي، بعكس بداياته التي اتسمت بالعنف.
ويرى ملايين الأكراد وبعض الأكاديميين في العالم أن أوجلان شخصية محورية للسلام في الشرق الأوسط، كما تقول الكاتبة.
وتشير الكاتبة إلى مقابلة تقول إن أوجلان أجراها مع محطة تلفزيونية يونانية في تسعينيات القرن الماضي قال فيها إنه يعارض قصف المدنيين، وينوه بأن "حماس تضر بالفلسطينيين".
وفي صحيفة الغارديان نطالع مقالا بعنوان "الحرب في الشرق الأوسط كشفت عن أزمة هوية تصيب أوروبا بالشلل" يحمل توقيع كاترين فيشي.
تستهل الكاتبة مقالها بالقول إنه بينما يركز العالم على كيفية تشكيل الحرب بين حماس وإسرائيل للملامح الجيوسياسة للشرق الأوسط فإن القوى الغربية تواجه تأثيرها على مجتمعاتها وسياستها الداخلية.
معاداة السامية
وتشير الكاتبة إلى ما ترى أنه ارتفاع نسبة معاداة السامية في فرنسا وألمانيا وأنه يشكل مصدر قلق للحكومات.
وتتابع القول إنه "في فرنسا حيث أكبر تجمع للجاليتين المسلمة واليهودية في أوروبا، قد تؤدي الأحداث إلى وضع الأقليتين في مواجهة مع بعضهما البعض، وفي ألمانيا فإن تأثير الحرب العالمية الثانية لا يحتاج إلى تفسير".
وتتابع الكاتبة في مقالها النقاش حول التعامل الفرنسي والألماني مع الأزمة، وترى أن الارتباك في التعامل معها، بالإضافة إلى الحرب الدائرة في أوكرانيا وصعود اليمين المتطرف في أوروبا، فإن "التلاحم والقدرات الأوروبية في خطر تفاقمه الحرب الدائرة في الشرق الأوسط الآن" وترى أن سلوك القيادة السياسية في كل من فرنسا وألمانيا يصب في مصلحة القوى المتربصة.
وتختم الكاتبة مقالها بالقول "كتب الكثير عن فشل الاتحاد الأوروبي في لعب دور في الشرق الأوسط، لكن القيادة لن تنطلق من بروكسل في وقت تتردد القوى الفاعلة في الاتحاد في إعادة بناء نفسها".