عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
مواهب عبدالرحمن

المجلس الأعلى للادخار


طوال حياتنا نسمع عن المشروعات القومية سواء زراعية أو صناعية أو خدمية وهى مطلوبة في حد ذاتها لأنها في كل عصر مع الاختلاف كأنت تؤدى دورا مهما سواء بالتشغيل وتقليل مستوى البطالة أو بناء مجتمعات عمرأنية جديدة تقلل من عملية الهجرة إلى العاصمة ولكنها في حد ذاتها كأنت أقل مما يطمح إليه الشعب وهى تكون في معظمها غير مترابطة مع خطة على مستوى الدولة ولكن يبقى إحساس المواطن باهمية هذه المشروعات خاصة وإذا لم يكن يعلم بجدواها لأنها لا تمسه بشكل مباشرو لأننا لم نشركه في معلوماتنا الاقتصادية أو نشرح له أهمية وجودها وأنتظامها بسبب مركزيتنا البشعة وتعالينا في الاعلام والصحافة واهتمامنا وتركيزنا على مصطلحات اقتصادية تنفر خريج الجامعة قبل غير المتعلم، واصبحنا بسبب ذلك نتعالى على قيمة العمل وننبهر بالقيم الاستهلاكية والرفاهية وتركنا الأنتاج وحولنا أرضنا الزراعية الخصبة إلى مشروعات عقارية ومع مرور الزمن أصبحت المطاعم والكافيهات والمقاهي أكبر من عدد الورش والمصأنع وأصبحت المحلات التجارية حلم الكثير من الشباب، وتفاصيل أخرى وعذراً للاطالة ولكنها مقدمة كأنت مطلوبة لمعرفة أين نحن.. نحن أرباب أسر مصروفاتنا أعلى من إيرادتنا مع الوضع في الاعتبار أننا لا نحصل على الخدمات التى تتوافق مع هذه المصروفات ؟؟!

 

لا نحصل عليها سواء كخدمة تعليمية أو صحية أومرافق، فهل نستطيع أن نغير ذلك ؟!

 

لماذا نستبعد أن نكون نحن أحد الفاعلين في الاقتصاد وداعميه لماذا لا يتم تدشين المجلس (القومى للادخار).. نعم المجلس القومى للادخار ... لأن الاستثمار يسبقه الادخار ويجب أن نتجه جميعا إلى الادخار ولو بإرقام قليلة في نهاية كل شهر، وكمثال كم منا لو بقى معه بعض الجنيهات حتى الألف لبعض الطبقات من الممكن أن يدخرها..!


لا أعتقد في أغلب الأحوال وهذا يرجع من وجهة نظرى للنسق الاستهلاكى الذى دخل فيه هذا الجيل رغما عنه ,  سواء بحكم العمل أو مسايرة الحياة أو أو.. وليس هذا هو لب الخلاف أو الاتفاق ولكن دعونا نتفق أننا لا ندخر حتى اموالنا الضئيلة لتدور في عجلة الاقتصاد ويعزز المشروعات يكون رأسمال داعم لأى مصنع أو أى مشروع أو أى عودة للمصأنع ومجالات كثيره تحتاجها التنمية الاقتصادية للبلاد.. أنها نقود ضئيلة ولا نراها في زحمة النسق الاستهلاكى ومع سعينا لجذب كل الصناديق الاستثمارية في العالم، لماذا لا ننشىء نحن كمجتمع من خلال صندوق ادخارى صناديق استثمارية كتلك العربية والعالمية، من جهة نساعد في التنمية وشغلنا مدخراتنا التي ممكن تكون ضئيلة ولا تٌذكر ولكنها بتجميعها تصبح رأسمال لا يستهأن به .!!

 

و لذلك أدعو لتاسيس هذا المجلس ( المجلس القومى للادخار ) وأنتخاب مجلس ادارته من افضل الخبراء الاقتصاديين ( العقول موجوده ) لادارته على الوجه الامثل والمشاركة في المشروعات، ومن جهة اخرى نكون قد أنشأنا كيأن اقتصادى وحفزنا أولادنا على الادخار وعلمناهم الاستثمار بعد ما بعدنا عن تعليم أولادنا معنى الادخار بسبب أننا لم نعد مدخرين وبسبب ابتعاد الحكومة من خلال سياستها الاقتصادية على مدى عقود على تشجيع الادخار وأنتهجت الخصخصة المعتمدة على فكرة المستثمر الاستراتيجى بدلا من توسيع قاعدة الملكية من خلال مشاركة الشعب و توعيته بأوعية ادخارية ينمى بها مدخراته ويشارك بشكل مباشر في التنمية، والأن ونحن في حاجة إلى كل جهد لإخراج الاقتصاد من عثرته فلابد لنا أن ننسف الفكر التقليدى العقيم المعتمد على أن الاستثمارات الاجنبية افضل من المحلية أو أن المستثمر يجب أن يكون شخص مش مؤسسة أو شركة أو صندوق وأننا لا نستطيع أن نصنع وأن أن أولادنا ليس لديهم اختراعات أو افكار، لأننا لدينا ولكن ليست كبيرة ولكنها وبرغم صغرها نهملها، نركز عليها اعلاميا لفترة ثم ننسى أصحابها ولا نتابع هذه الافكار ومدى التعنت الحكومى والبيروقراطية التى تعوق هذه الافكار والاختراعات إلى النور مما يجعل اغلبهم للاسف اما أن يهاجروا ويستثمروا افكارهم في بلد أخرى أو يٌحبطوا ويضيع حلمهم في دوامة البيروقراطية والادراج.!

 

دعونا نجرب أن ندخر وندخل الفكرة التى لن تكلفنا الكثير ولكنها قد تساعد كثيرين من أولادنا وأصحاب المشروعات في الحصول على التمويل وبالطبع ستساعدنا على استخدام مدخراتنا الصغيرة وتحويلها من نسق استهلاكى إلى إنتاجى..... يلا نجرب ....