رشاد رفاعي رئيس «مصر للسياحة» لـ«الميزان» (2 -2 ): أزمة العمرة كبدت الشركة خسائر 10 ملايين جنيه.. ومصر متأخرة في التسويق الإلكتروني
زيادة أسعار برامج الحج هذا العام بنسبة 100%
زيادة التأشيرة السياحية قرار خاطئ
قرار تعويم الجنيه صائب اقتصاديًّا لكنه غير مدروس اجتماعيًّا
مصر متأخرة في التسويق الإلكتروني
السائح العربي أكثر إنفاقاً من الأجنبي بـ3 أضعاف
السياحة الشاطئية سياحة «رخيصة»
أكد رشاد رفاعي، رئيس مجلس إدارة شركة مصر للسياحة، أن قرار وقف العمرة وفتح الباب متأخرا بحجة دعم الاقتصاد "خاطئ"، وتسبب في إغلاق العديد من شركات السياحة، كما كبد مصر للسياحة خسائر وصلت لـ10 ملايين جنيه.
أضاف «رفاعي» خلال حوار خاص مع «الميزان الاقتصادي»، أن اتجاه القطاع السياحي لزيادة السياحة الشاطئية تسبب فى تأثير سلبي على السياحة الثقافية، والتي يتعدى ما ينفقه السائح فيها 4 أضعاف، مضيفًا أن السائح الياباني يتجه للثقافية، بينما يتجه الروس والطليان للسياحة الشاطئية.
* كيف ترى أزمة العمرة الفترة الماضية؟
قرار وقف العمرة بحجة دعم الاقتصاد، "خاطئ جدا" وأنا لست مع قرار وقفها، لأن تأخيرها أثر سلبا على القطاع السياحي، وكبد خسائر كبيرة للشركة تراوحت ما بين 9 و10 ملايين جنيه في هذا النشاط فقط، حيث إن وقفها وفتح الباب متأخرا "ضيع مصر للسياحة".
وهناك شركات قائمة على العمرة فقط، وعندما توقفت أغلقت هذه الشركات والبعض الآخر غير نشاطه، وتم تسريح الموظفين، ونحن كمصر للسياحة عندما تم فتح الباب تم سفر 5 أفواج للعمرة، كما أن هناك إقبالاً شديداً جدا على الحج والناس متعطشة للحج بسبب توقف العمرة كثيرا، ويبقى السؤال هنا لماذا تم الوقف بعد تعويم الجنيه ورفع سعر الصرف.
* ما رأيك في قرار تمديد العمرة؟
هذا القرار سعودي بحت ومصر ليست طرفا فيه، حيث إن المملكة قسمت السنة إلى 9 أشهر عمرة، وثلاثة أشهر حج، وسيغلق الحرم بعد عمرة رمضان لأعمال الصيانة الدورية استعدادا لموسم الحج، لأن تمديدها حتى 15 شوال هو الطبيعي لأن المعتمرين يذهبون يوم 5 رمضان ثم يتم ترحيلهم حتى منتصف شوال ورجوعهم.
ووضعت مصر للسياحة برنامجين للعمرة، الأول منها الاقتصادي قيمته 10 آلاف جنيه، والسياحي يبلغ 18.5 ألف جنيه شامل التذاكر الطيران.
* ماذا عن أزمة الحج والجدل الجاري حوله؟
لست مع نظام الحج الجاري الآن، حيث إن مصر لديها 90 مليونا ولها نسبة 1% لكل ألف، بما يعني أن مصر يذهب منها 90 ألف حاج لكن مصر لم تحصل على هذا الرقم بل حصلنا على 70 ألف فقط، والعام الماضي كانت هناك توسعات في الحرم فكان يخصم من الـ70 ألفا 20% والعام الجاري عاد رقم الـ70 ألفا وزاد 6% ليصبح 76 ألف حاج مصري منهم 36 ألفا لشركات السياحة "الأغنياء"، ومصر للسياحة لديها سعر أقل من القرعة، والسياحي 3 فئات منها المميز وتحدده شركات السياحة الخاص، والفئة السياحية والفئة الاقتصادية ونحن نعمل في السياحي والاقتصادي، 5 نجوم و3 نجوم وهناك شركات تعمل في حج الأغنياء وتدخل في القرعة.
ويحدد السعر حسب وزارة السياحة، وليس شركات السياحة وحتى الآن لم يعلن عن السعر، والحج السياحي يدخل تحت القرعة لأن الطلب على الحج كثيرا و30 ألفا للقرعة و10% للتضامن الاجتماعي والجمعيات الأهلية، علما بأن الحج الاقتصادي مثل القرعة مع خدمات أفضل، وهناك زيادة في أسعار برامج الحج هذا العام بنسبة 100% عن العام الماضي، ويتم تحصيلها للفنادق والانتقالات والخيم والمطوفين والدفع بالريال.
* هل أثر قرار زيادة التأشيرة السياحية في السوق؟
قرار خاطئ في وقت خاطئ، وضغط شركات السياحة تسبب في إلغائه، وهناك دول مثل تونس وتركيا الدخول مجانا، وفي ظل هذه الظروف والمنافسة الشرسة تزيد التأشيرة من 25 إلى 60 دولارا، ودون الإعداد لها، علما بأن اتخاذ القرارات ثم الرجوع فيها يعود لعدم التنسيق بين الجهات المسئولة، ويجب اتخاذ القرار مسبقا للموسم المقبل، وهذا يفقدنا كثيرا من المصداقية حيث ان الشركات حجزت وحصلت مقدمات بمبلغ معين، فلا يصح أن يزيد البرنامج فجأة.
* ما رأيك في قرار تعويم الجنيه؟
القرار من الناحية الاقتصادية "صائب"، ومن الناحية الاجتماعية "غير مدروس"، وكان يجب أن يصاحبه عدة إجراءات لمنع التضخم وانفلات الأسعار، وجاء القرار متأخرا وأثر على المواطنين كثيرا و"اتبهدلت الأمور" وانفلتت الأسعار وتم زيادة الوقود وهناك أمر غير صحيح والقرار غير مدروس، وتأثيره على السياحة كبير حيث إن السياحة تضم 14 مليون عامل، ودخل 12 مليار ونصف المليار دولار، وحتى الآن لم تصل إلى 7 مليارات دولار.
* ما أهمية التسويق الإلكتروني للسياحة؟
التسويق الالكتروني من الأمور المهمة جدا، مع التقدم التكنولوجي الحديث، ومصر متأخرة فيه جدا، لكن شركة مصر للسياحة بدأت وتم عمل تسويق وبيع الكتروني، وتم عمل "ويب سايت"، وأصبح الدفع مباشرا على النت ويستطيع السائح الحجز من أي مكان في العالم بعد مشاهدة البرنامج والحجز والدفع.
وتوجد شركات في مصر تعمل في التسويق الإلكتروني، وتحقق مكاسب كبيرة جدا، والتسويق الإلكتروني مستقبل العالم والسياحة.
* أيهما أكثر انفاقا السائح العربي أم الأجنبي؟
السائح العربي أكثر انفاقا من الأجنبي بـ3 أضعاف، لأن الأجنبي يدفع البرنامج فقط خاصة الصيني والروسي، أم الأمريكي والألماني والإنجليزي والعربي فمتوسط إنفاقهم عالٍ جدا.
* ما رأيك
في مستقبل السياحة الشاطئية؟
مصر متقدمة جدا في السياحة الشاطئية، ونحن المصريين أساتذة في شرم
والغردقة ومرسى علم، لكن للأسف على حساب الكلاسيكية وتقلصت الكلاسيكية وزادت الشاطئية،
وفي الماضي كانت السياحة الثقافية متاحف وآثار ومعابد، واليابانيون يعشقون الآثار
والتاريخ الأثري، علما بأن السائح الكلاسيكي أكثر انفاقا بأربعة أضعاف السائح
الشاطئي، أما الروس والإيطاليين والصينيين يفضلون للشواطئ.
* ماذا عن السياحة العلاجية؟
مصر للسياحة لها دور كبير جدا في السياحة العلاجية، وقد دخلنا فيها
بالذهاب لبعض المستشفيات وعمل برتوكولات، وقمنا بالتوجه إلى إفريقيا وخصوصا نيجيريا،
لكنه لم يكتمل نظرا لبعض الصعوبات بسبب الإجراءات الأمنية.
* ما رأيك في سياحة المؤتمرات؟
سياحة المؤتمرات تحقق نتائج مميزة، منها مؤتمر في فندق كبملاسكي وجاء
800 فرد للمشاركة في مؤتمر شركات الاتصالات والذي استمر لمدة 11 يوما، وتعد هذه المؤتمرات
دعاية للشركة ولمصر، ومصر واعدة في هذا المجال، ولنا باع طويل فيه.
*كيف ترى مستقبل الاستثمار السياحي؟
الاستثمار السياحي المصري تأخر كثيرا خلال الست أعوام الماضية، بسبب
الأحداث الأخيرة وكان هناك بيات شتوي، لكنه بدأ يظهر على استحياء منذ مبادرة البنك
المركزي بإعطاء قروض أصحاب لفنادق شرم الشيخ والغردقة بالتقسيط والدفع المريح، وهناك
استثمار سياحي عقاري من إقامة فنادق ومنتجعات سياحية.
لقراءة الجزء الأول من الحوار اضغط هنا