عاجل
الإثنين 16 سبتمبر 2024
رئيس التحرير
مواهب عبدالرحمن

الفسيخ.. حكاية عشق «مملح» من ممفيس إلى السيدة زينب

الفسيخ / صورة ارشيفية
الفسيخ / صورة ارشيفية

لأنهم كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم، كما وصفهم المؤرخ اليوناني «هيرودوت» في القرن الخامس قبل الميلاد، حافظ الشعب المصري على عادة استمرت لأكثر من خمسة آلاف عام، عندما احتفلوا بعيد شم النسيم، أو «شمو»، كأقدم أعياد مصر الفرعونية على الإطلاق.. ترى لماذا هذا الإصرار الغريب على أكل السمك مملحا وبنفس الطريقة التي عرفها أجدادهم، وما سر استمتاع المصريين بطعامه حتى الآن؟

كان المصريون القدماء يقدمون الفسيخ قربانًا للآلهة في معابدهم، فكانوا يستخدمون سمك قشر البياض فى إعداد الفسيخ، وامتد الطقس الديني من الفراعنة إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث يحتفل المصريون  بعيد شم النسيم يوم الإثنين التالي ليوم الأحد، الموافق عيد القيامة المجيد طبقا لتقويم الكنيسة الأرثوذوكسية وذلك في شهر «برمودة» من كل عام.


والاحتفال بشم النسيم له طقوس معينة، تبدأ مع طلوع شمس، ولا يزال المصريون يحافظون على تلك الطقوس، ومن أبرز عاداتهم الأساسية فى شم النسيم، الخروج الى المتنزهات والحدائق وتحضير الأطعمة المعروفة فى هذه المناسبة، مثل تلوين البيض وتجهيز الفسيخ والبصل.


«يأكلون السمك المملح في أعيادهم».. جملة وصف بها المؤرخ اليوناني «هيرودوت»، شعب مصر، لذا لن تجد اختلافًا كبيرًا بين العيد من آلاف السنين، وبين صورته اليوم، فلا يزال المصريون يأكلون الفسيخ والاسماك المملحة والبصل الأخضر في شم النسيم، فالمصريون القدماء قدموا الفسيخ قربانًا للآلهة في معابدهم، فكانوا يستخدمون سمك قشر البياض فى إعداد الفسيخ.


وبدأت فكرة عمل الفسيخ في مدينة أسنا، والتي تقع جنوب محافظة الأقصر 721 كم جنوب القاهرة، وهي أول مدينة تعرف صناعة الفسيخ فى التاريخ، واشتهرت المدينة بصناعة الفسيخ حتى صار السمك المجفف رمزا للمدينة فى العصر البطلمى وصار اسمها "لاثيبولس" أى مدينة سمك قشر البياض".


وعبرت العادة العصور وظلت باقية في أشهر محلات "الفسخانية" الموجودة بالسيدة زينب، فاشتهرت السيدة زينب بأجود أنواع الفسيخ لتجد طوابير طويلة تقف أمام هذه المحلات؛ لشراء الفسيخ والرنجة والملوحة، على الرغم من ارتفاع أسعاره، فيحرص المصريون على الحفاظ على الاحتفال حتى لو قللوا الكميات التي يتناولونها.