عبد العزيز السيد في حواره لـ«الميزان الاقتصادي»: نستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن.. وتوقعات بتراجع الاستهلاك خلال شهر رمضان المقبل
رمضان سيشهد مفاجأة في أسعار الدواجن
العرض والطلب هو التحكم الأول في أسعار الدواجن
لابد من إتصدار قانون يحدد هامش الربح
تعدد الحلقات الوسيطة مشكلة كبرى لأي صناعة
قال الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، إن منظومة الإنتاج الداجني بحاجة إلى إعادة هيكلة، من خلال تفعيل دور الدولة واستصدار عدة قوانين تنظم عمل هذه المنظومة، وتستطيع التحكم في الأسعار وتحديد هامش ربح معقول للمربي والتاجر للوصول إلى المستهلك بأسعار مناسبة.
أضاف «السيد» أن أسعار الدواجن محكومة بآليات العرض والطلب؛ لذا يجب أن يتغير هذا المبدأ وأن يكون تبعية السعر حسب التكلفة الحقيقية للمنتج وتحديد هامش ربح عادل للمربي، وللتاجر على أن يراعى حق المربي وأن يكون له النصيب الاكبر من هامش الربح، فالمربي هو الذي يتحمل المخاطرة ونسب النفوق، ويكون أكثر عرضة للعدوى.
وشدد على ضرورة استصدار قانون خاص بتحديد هامش ربح الدواجن وتحديد تكلفتها، للتحكم في الاسواق، والتصدي لارتفاع الأسعار، الموجود في الأسواق، ولا يمكن التصدي لهذه الأسعار إلا من خلال قانون يحدد آليات الفصل بين أسعار المزرعة والأسعار التي تصل للمستهلك على ألا تزيد عن 4 إلى 5 جنيهات، وتفعيل دور الحلقات الوسيطة التي تلعب دورًا كبيرًا في زيادة أسعارها في الأسواق.
وفي حواره لـ«الميزان الاقتصادي» كشف رئيس الشعبة عن كيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن.
ما تأثير الحلقات الوسيطة على أسعار الدواجن؟
تعدد الحلقات الوسيطة بين المربي والمستهلك هي المشكلة الأكبر التي تواجه أي صناعة، مما تؤثر على زيادة أسعارها، وتعمل الغرف التجارية على تحديد أسعار استرشادية حتى يكون الفارق بين السعر في المزرعة والذي يصل للمستهلك لا يتجاوز 4 جنيهات، لكن ما يحدث في الأسواق غير الذي تحدده الغرف التجارية لعدم وجود القانون أو التشريع الذي يحكم أسعار الدواجن، والتقصير دائما ما يقع على عاتق الجهات الرقابية لكن يجب تحديد القوانين والمعايير التى تنظم عمل هذه الجهات للوصول إلى أسعار مناسبة للمستهلك.
ما دور الغرف التجارية في إعادة هيكلة منظومة صناعة الدواجن؟
الغرف التجارية منضمة للجنة التي شكلها رئيس مجلس الوزراء، وفقًا للقرار رقم 3140 لسنة 2016 لإعداد خطة لإعادة تطوير منظومة الدواجن، وإعادة هيكلتها، من خلال الطرق العلمية لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ويتم تحقيق هذه الخطة على أرض الواقع، من خلال التناغم بين المقترحات التي خرجت بها الغرف التجارية واتحاد منتجي الدواجن، وتفعيل دور وزارة الزراعة، من خلال توفير الآليات التي تمكن من وضع هذه المقترحات موضع التنفيذ.
هل سيعود صغار المربين لمنظومة الإنتاج مرة أخرى؟
يتسبب انخفاض درجات الحرارة كل عام في خروج من 30 إلى 40% من مربي الدواجن خلال فصل الشتاء، لتحملهم خسائر كبيرة مع انتشار الأمراض الفيروسية وزيادة معدلات نفوق الدواجن خلال هذه الفترة، والتي تسببت في زيادة معدلات النفوق لتتراوح بين 5 غلى 20% من الإنتاج الداجني خلال فصل الشتاء.
ويمثل صغار المربين من 70 إلى 80% من مربيين الدواجن، وبعد مرور فصل الشتاء يعود صغار المربين مرة أخرى لمنظومة الإنتاج الداجني لتعويض خسائرهم والتي تصادف دخول شهر رمضان، والذي ترتفع فيه معدلات الطلب على الدوجن، مما يرفع أسعارها، بالغضافة إلى تراجع معدلات نفوق الدواجن خلال هذه الفترة بعد الارتفاع التدريجي في درجات الحرارة.
هل سترتفع أسعار الدواجن خلال شهر رمضان؟
معدلات استهلاك الدواجن والطلب عليها ترتفع خلال شهر رمضان بنسبة تتجاوز 30%، وخلال شهر رمضان يرتفع استهلاك الدواجن، مما يتسبب في رفع أسعارها، لذا لابد من زيادة معدلات الإنتاج الداجني خلال هذه الفترة حتى لا ترتفع أسعارها بشكل كبير خلال هذه الشهر، فالاستهلاك الشهري لشهر رمضان يصل لـ2.1 مليار طائر، في الوقت الذي يسجل فيه متوسط الاستهلاك اليومي في باقي الأشهر نحو 65 ألف طائر.
ومن المتوقع انخفاض معدلات الاستهلاك الداجني خلال شهر رمضان المقبل بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث أن ارتفاع أسعار السلع سيكون له تأثير في تقليل استهلاك الداوجن؛ نتيجة لضعف القدرة الشرائية للمستهلك، ومن المتوقع أيضأ تراجع أعداد موائد الرحمن لهذا العام التي يقيمها متوسطي الدخل وإقتصارها على الأغنياء فقط الذين يمثلون 10% من السكان.
كيف أثر ارتفاع سعر صرف الدولار على أسعار الدواجن؟
تسبب ارتفاع سعر الصرف في زيادة أسعار الدواجن المحلية بشكل واضح؛ نتيجة لاعتمادها على أكثر من 80% من مدخلات الإنتاج المستوردة من الخارج، والتي تتأثر بشكل مباشر بسعر الدولار.
كم يبلغ حجم الإنتاج المحلي من الأعلاف التي تدخل في مشروعات الإنتاج الحيواني والداجني؟
تنتج مصر ما يقارب من مليون ونصف طن من الأعلاف، في الوقت الذي تحتاج فيه مصر 7 ملايين طن، لذا يجب زراعة المليون ونصف فدان وتنقية البذور المهجنة والمنقحة، لإنتاج 5 طن من الذرة الصفراء في للفدان، بالإضافة إلى توفير الأسمدة والأعلاف، والعقود الثلاثاية بين وزارة الزراعة، والمزارع، والمصانع المتخصصة لإنتاج الأعلاف لإلزامها بشراء محصول المزارعين من الذرة الصفراء.
ما أهم المحاور التي يجب الاعتماد عليها لزيادة الإنتاج الداجني؟
لابد من تفعيل دور المجازر، ومنع تداول الدواجن الحية، لمنع انتشار الأمراض الوبائية، وخفض معدلات النفوق في الدواجن، من أجل تخفيض الحلقات الوسيطة، التي تتسبب في زيادة أسعار الدواجن، بالإضافة إلى تفعيل دور بورصة الدواجن، من خلال تنظيم الدورات الإنتاجية للدواجن، وتوفير الأعلاف، وزيادة المزارع الإنتاجية المخصصة للدواجن التي من المقرر إنشائها في الظهير الصحراوي للمحافظات.
ويجب على الحكومة ترخيص كافة المزارع القائمة بالفعل، والتي يتم إنشائها خلال هذه الفترة، وتقليل المزارع المفتوحة وتحويلها إلى مغلقة لتقليل انتشار الأمراض الوبائية، بالإضافة إلى توفير اللقاحات وتفعيل دور مراكز البحوث وتوعية المواطنين بأمراض الدواجن، وكيفية التعامل معها.
كما أن استيراد مصر من الدواجن لا يتجاوز 80 ألف طن في العام، وهذه النسبة تمثل استهلاك شهر و10 أيام فقط وليست بالنسبة الكبيرة التي يتوقعها كثيرون على عكس استيراد مصر من اللحوم والذي يتجاوز 60% من حاجة الأسواق، ويمكن من خلال تشغيل المزارع العاطلة سيكون لها دور كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليل أسعارها في الأسواق بشكل واضح خلال فترة قصيرة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن ليس بالأمر الصعب، لكن لابد من توفير الأعلاف ومستلزمات الإنتاج المحلية التي سيكون لها دور في وصول حاجة المستهلك من الدواجن بأسعار مناسبة، وتصدير دواجن للخارج بأسعار تنافسية.