بالصور والفيديو.. الوجه الآخر لمنتجع «مراسي» شتاءً بلا مصطافين!
قالوا قديماً.. المكان بناسه..لا بتخطيطه ولا إعماره.
ليس من السهل أن تصبح من رواد منتجع «مراسي سيدي عبد الرحمن» بالساحل الشمالي، فلأجل أن تتملك شاليهاً أو شقة هناك عليك أن تدفع ما يقترب من 4 ملايين جنيه كحد أدنى، أما مالكو الفيلات المميزة المطلة على خليج سيدي عبد الرحمن فأقل مبلغ يدفعونه لاقتناء هذه الوحدات يتجاوز 40 مليون جنيه!!
«مراسي».. منتجع ذاع صيته في كل مكان بمصر، سمع به شريحة كبيرة من المجتمع، إما من إعلانات الشركة الإماراتية التي تمتلكه «إعمار»، وإما من آخرين قدر الله لهم أن يدخلوه «صدفة أو بميعاد».
لك أن تتخيل عزيزي القارئ أن كل تلك الهالة التي صُنعت حول هذا المنتجع لا تتعدى كونه يطل على منطقة «خليج» على ساحل البحر المتوسط، يمتاز بمياه صافيه لا موج لها ولا تيار، لكنها لا تختلف كثيراً عن تلك الموجودة في مناطق كثيرة من سواحل البحر المتوسط وأبرزها مثلا «كل شواطئ مطروح» التي لا تبعد عن منتجع مراسي أكثر من 150 كيلو متراً.. أما التخطيط والمعمار فليس إعجازاً .. كل الشركات العاملة في هذا القطاع قادرة على تنفيذه وبجودة تضاهيه وتزيد.. إذن فلماذا كل هذا الصيت؟!
قالوا قديما في الأمثال «المكان بناسه».. ليس بمعماره ولا تخطيطه ولا مياهه الصافية.. نعم، صفوة المجتمع من رجال الأعمال والأثرياء وعوائلهم الذين قرروا أن يقطنوا «مراسي».. الصبايا الفاتنات بمايوهاتهن، وبكينيهن، وهن يتراقصن صيفاً نهاراً على شاطىء مراسي الشهير «Beach Club»، ويسهرن يومياً حتى طلوع الشمس في ديسكواته، لو قرر أولئك جميعا أن يرحلوا إلى مكان آخر لأصبح عادياً مهملاً، كما هو الحال في أسلافه «مارقيا ومارينا»!!
صدفة وبلا تخطيط استطاع «الميزان الاقتصادي» أن يرى هذا المنتجع شتاءً خاوياً بلا شباب أو شابات.. بلا بكيني أو مايوهات.. بلا ديسكوهات أو دي جي.. بلا أي شيء سوى بقايا الصيف الماضي، زجاجات فارغة ألقتها الأمواج، نباتات وحشائش نبتت بصورة عشوائية، إعلانات محطمة.. فقط رمال ومياه!
بالصور والفيديو رصدنا هذا المنتجع الشهير الذي تكاد قدماك تتعثران في رواده صيفاً إذا ما حاولت السير على شاطئه الشهير، رصدنا في سيرته الأولى بعد انقضاء الموسم الصيفي، يتشابه مع أي مكان آخر على ساحل المتوسط، وأي منطقة أخرى بالخليج المتسع، مساكن خاوية.. رمال ومياه صافية، لا دبيب لنملة!!
ما الشاهد إذن في كل ما سلف.. الشاهد هو أن الدولة التي تركت شركات التطوير العقاري والانشاءات تستأثر بهذه البقع الجميلة من الساحل، وتخص بها أصحاب «الملايين» من صفوة المجتمع، قادرة أيضاً على تطوير مناطق مماثلة ليتاح لأصحاب «الملاليم» الاستمتاع بنصيبهم في أرضهم ودولتهم، وإن لم يمكن تطويرها فلتتركوا شواطئها للفقراء يرتادوها بعيداً عن الملايين والمايوهات والديسكوهات.. هم راضون.. فقط دعوهم يقولوا «سنصيف هذا العام في الساحل الشمالي»!!