لماذا لا يغار الوزراء من سحر نصر؟!
وزيرة المهام الصعبة، أو المرأة الحديدية، لقبها كما تشاء، فهي التي تمكنت بالفعل من إثبات نظرية هامة: أن العمل يحتاج إلى فكر وشجاعة وحرص شديد لا يحتاج إلى تصنيف جنسي «رجل أو امرأة» بل يحتاج إلى إخلاص وتفان وهدف محدد، لم أكن يوما ممن يمتدحون المسؤولين أو الوزراء، ومن يتابعني جيدا يعرف أني أسلط الضوء على السلبيات في كافة الجهات دائما ليس بهدف التشويه أو أن لدي توجها معينا بل من أجل تصويب هذه السلبيات وأخذها بعين الاعتبار.
قد لا نكون في حاجة إلى سرد السيرة الذاتية لسحر نصر بل نحن بحاجة إلى تسليط الضوء على الوضع الراهن، خاصة أن نصر لم تحظ برضاء المسؤولين فحسب، بل إن هناك حالة رضاء واسعة من الشارع السياسي وحتى المواطن العادي المتابع لما يحدث في مصر الآن لتصبح أول وزيرة يرضى عنها الشارع بشكل كبير منذ ثورة يناير حتى الآن.
تمكنت نصر من تطبيق آلية العمل الغربية في الوزارة التي تولتها على الرغم من أنها تعمل وسط حكومة روتينية، إلا أنها أبت أن تردد العبارات التي يرددها معظم وزراء المهندس شريف إسماعيل «احنا بنشتغل في ظروف صعبة، انتوا مش حاسين بالمسؤولية، لو بإيدنا هنقدم أكتر بس ليس بالإمكان أكثر مما كان، عبد الناصر هو اللي دمر الصحة والتعليم بسبب المجانية، مافيش إمكانيات» كل هذه العبارات جاءت على لسان بعض الوزراء، فضلا عن الروتين القاتل الذي أصبح سمتهم بعد أن تعايشوا وتكيفوا معه، وعلى النقيض تماما ستجد امرأة أكدت بالفعل أن التاريخ لن يقف عند الـ 25 امرأة التي أثرت في تاريخ مصر وقد يعتبرها البعض مبالغة أن أضيف اسم نصر لتصبح المرأة رقم 26 التي سيكون لها أبلغ الأثر في المشهد الراهن، إلى جانب الأسماء التالية اللاتي خلدت أسماؤهن في كتب التاريخ « حتشبسوت (1508-1458 ق.م) فرعون مصر- تي (1398-1338 ق.م) زوجة ملك وأم ملك - كليوباترا السابعة (69-30 ق.م) ملكة مصر- إيزيس، إلهة فرعونية- الفلاحة المصرية، رمز مصر- شجر الدر سلطانة مصر- سهير القلماوى (1911-1997) أستاذة جامعية وصحفية- لطفية النادي (1907-2002) أول كابتن طيار مصرية- أمينة السعيد (1914-1995) كاتبه ورئيس تحرير مجلة حواء- سميرة موسى (1917-1952) أول عالمة ذرّة - مفيدة عبد الرحمن (1914-2002) أول محامية - هيباتيا (350-370 م وحتى مارس 215م)، فيلسوفة وعالمة رياضيات- الأميرة فاطمة اسماعيل (1853-1920)، راعية العلم - صفية زغلول (1878-1946) رمز ثورى عرفت بـ"أم المصريين- أم كلثوم (1898-1975) - روز اليوسف (1898-1958) ناشرة- هدى شعراوى (1879-1947) رائدة نسائية- سيزا نبراوى (1897-1985)، ناشطة نسائية- نبوية موسى (1887-1951) رائدة تعليم البنات- ملك حفنى ناصف (1886-1918)، كاتبة وناشطة- درية شفيق (1908-1972) ناشطة وكاتية- عزيزة أمير (1901-1952) ممثلة ومنتجة- فاطمة رشدى (1908 – 1996) ممثلة ومخرجة- عائشة تيمور (1840-1902) كاتبة وشاعرة- انجى أفلاطون (1924-1989) فنانة تشكيلية وناشطة سياسية.
قد يعتبرها البعض مبالغة أو تملقا لكن حقيقة سأتحمل أمام التاريخ كل حرف كتب هنا لدعم نموذج يجب أن يحتذي به كل وزراء الحكومة الراهنة التي يجب أن تغار من وزيرة جمعت بين ثلاث وزارات ومع ذلك تتمكن بالفعل من أداء مهامها بشكل أكثر من المتوقع، فهي التي ألغت العمل يوم السبت في الوزارات التي تولتها دون أن يثور عليها فريق من المسؤولين كما يحدث في بعض الوزارات إذا اتخذ قرارا يتعلق بتغيير الروتين القاتل المعتاد منذ سنوات، كما عقدت نصر في أقل من شهر نحو 150 لقاء مع كبار وصغار المستثمرين« التصنيف بحسب حجم الاستثمارات»، كما أنها لم تترك الجانب الإعلامي في واد بعيد كما يفعل الوزراء بل حرصت على إطلاعه على كافة التفاصيل، وأذكر أنها كانت تذكر لنا معلومات وتقول أنها ليست للنشر، وفي الحقيقة كان من الملفت أنه لم يقم أي صحفي بنشر هذه المعلومات لا بسبب الحفاظ على علاقته بالوزيرة، بل حرصا على مصلحة عامة كانت تجعلنا شركاء فيها، كما أنها دائما ما ترد على كافة الاستفسارات ولديها الشجاعة بالاعتراف بالتقصير إذا وجد.
نعم هي وزيرة تستحق الدعم في وقت يستحق فيه معظم وزراء الحكومة للرحيل، أتمنى أن يغار الوزراء من سيدة قد تصبح يوما على رأس الحكومة وقد نصبح في حاجة إلى وزيرات من النساء يسرن على نهج سحر نصر.