يوم بكى المصريون
رأيت الدموع تنهمر من بعض المواطنين المرابطين في ميادين مصر خلال أيام ثورة 25 يناير 2011، يوم تنحى محمد حسني مبارك، نعم بكى البعض متأثرًا، ولكن علل البعض بكاءهم بأنه بكاء الانتصار وفرحة نجاح الثورة في الإطاحة بالنظام.
إلا أنني بدافع الفضول سألت البعض منهم، ما الذي أبكاكم؟! لتكن إجابتهم الرئيس «عِشرة» وذبحنا أن يقف في هذا الموقف وهو طاعن في السن، يا ليته مات قبل هذا، لكان نَعِم بالجنازة العسكرية التي تليق به!
نظرت لهم بتعجب شديد.. ويحـــكم.. أبناء مبارك أنتم!
لماذا ثرتم وخرجتم داعين لاسقاط حكمه، أي شفقة تلك التي تبدونها على إنجازاته، كيف انهمرت تلك الدموع وأنتم ها هنا واقفون منذ ليالٍ تطالبون بالعيش الكريم، برغيف الخبز، بالعدالة، تقولون الرئيس «عِشرة عمر» وهل صان هو تلك «العِشرة» أتفق معكم أنه بشر له وعليه، ولكن هل ثقلت انجازاته لتندثر مساوئه، لا أظن وإلا ما كان الشعب خرج ليثور.
ولكن لا يمكن أن تنسى الذاكرة المصرية الوقفة الصلبة لعمر سليمان حين ألقى خطاب التنحي، حتى قال علي لسان «مبارك»: أنه في هذا الظرف الذي تمر به البلاد قرر مبارك تخليه عن السلطة وتفويض المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة البلاد.
اليوم بكى البعض فرحًا وأخرون كمدًا، المصريون جميعًا بكوا، تساقطت الدموع، فاليوم تنحى مبارك، تنحى وترك السلطة، والذي كان مكسبًا حقيقيا للثوار، لكن هل كان مكسبًا لمصر؟!
سؤال لن يجتمع المصريون على إجابة له.