إعادة هيكلة الغزل والنسيج.. «مهمة قومية»
بين الأمل فى سرعة تنفيذ إعادة الهيكلة وبين تصريحات رنانة متكررة دون تفعيل، وبين استعداد كامل للقطاع الخاص والأفراد من خلال البورصة فى تمويل إعادة الهيكلة محليًا كما فعلنا فى تجارب سابقة وناجحة بامتياز، دون انتظار تحت رحمة استثمار أجنبى متردد فى المشاركة أو لا يريدها من الأساس؛ لأسباب كثيرة، يجب علينا أن ندرك أننا لا نملك رفاهية الوقت أو رفاهية إهدار طاقتنا.
فمنذ سنوات لا نسمع غير تصريحات من المسؤولين عن أهمية وضرورة اتخاذ خطوات جدية وملموسة؛ لإعادة هيكلة وتطوير شركات قطاع الغزل والنسيج والحديد والصلب المصرية، وهى من قلاع الصناعات المصرية كثيفة العمالة، والتى نحتاجها الآن وبقوة فى ظل تردى الحالة الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر سواء من حيث ندرة الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة، وندرة العملات الصعبة، أو من حيث الحصار الاقتصادى المفروض علينا.
كما أن الوضع الاقتصادي المتردي، يجعلنا أمام خيار واحد، وهو الاعتماد على سواعدنا وطاقتنا البشرية والمادية للنهوض من كبوتنا، وبسرعة؛ لأننا لا نملك رفاهية الوقت.. فهل يدرك السادة المسؤولون أنه لا سبيل لنا إلا الخروج من مرحلة التصريحات البراقة وترجمتها إلى أعمال حقيقية على أرض الواقع؟! وهل يعى السادة المسؤولون مميزات هذه الصناعات وما تمثله؟
تلك الصناعات هي صناعات كثيفة العمالة، وتحد من مشكلة البطالة كما أنها توفر ملايين ومليارات الدولارات التى يتم إنفاقها سنويا على الاستيراد، فضلًا عن كونها تسهم في دعم القدرات التصديرية لتوفير العملة الصعبة وسد الفجوة الموجودة في الوقت الراهن، ومن خلالها يمكننا استغلال الميزه التنافسية والشهرة العالمية للأقطان والمنسوجات المصرية، وإعادتها إلى سابق عهدها ومجدها، كما أنها تساعد فى إصلاح الخلل فى عجز الموازنة العامة للدولة.
والأهم الآن أنها ترفع الروح المعنوية للشعب، وتزيد الثقة فى أنه قادر دائما وأبدا على تخطى الصعاب ومواجهة التحديات وتعطيه الأمل فى غدٍ أفضل، وأنه يشارك فى صنع المستقبل له ولبلاده من خلال مشاركته فى التنمية، ولنا تجربة ناجحة فى تمويل قناة السويس الجديدة كخير مثال على ذلك.
ومن ضمن التصريحات التي سطعت علينا في الفترة الماضية عن إعادة الهيكلة، ما صرح به وزير الاستثمار السابق، أشرف سالمان في 21 يناير 2016، بأنه تم توقيع بروتوكول وعقد تطوير واعادة هيكلة 25 شركة تابعة للقابضة للغزل والنسيج مع شركة وارنر انترناشيونال الامريكية العاملة في مجال تقديم الاستشارات المتخصصة بحضور الدكتور أحمد مصطفى رئيس الشركة.
وفى 6 ديسمبر 2016 كشفت شركة «الحديد والصلب المصرية» عن اختيارها شركة «إم سي أي الإنجليزية» (MCI) لإعداد دراسة الجدوى الفنية والمالية لإعادة تأهيل الشركة والتطوير، لافتة إلى أنها ستطرح مناقصة عالمية لتنفيذ خطة التأهيل والتطوير فور الانتهاء من إعداد كراسة الشروط والمواصفات.
ويأتي وزير قطاع الأعمال، ليختتم تلك التصريحات في 31 ديسمبر الماضي، قائلًا: «بأن عام 2017 هو عام إعادة الهيكلة للغزل والنسيج والحديد والصلب».. ونحن فى هذا الصدد لا نريد إلا تنفيذ هذا التصريح فقط، وتحويل هذا الكلام وترجمته فعليا على أرض الواقع، وألا يصبح مجرد تصريح فقط دون فعل أو تنفيذ كمثيله من التصريحات السابقة.. نتمنى ذلك..