محافظ «المركزى» فى ورطة بسبب تصريحاته.. «الحكيم»: التعويم نقل «السوق السوداء» للبنوك.. «خزيم»: القضاء علي«الموازية» يتطلب توفير الدولار.. و«الصرافات»: نبيع ونشترى بشكل طبيعى
أثارت تصريحات طارق عامر محافظ البنك المركزى، والذى أكد خلالها أن استخدام عصا التعويم السحرية لن يقضي على السوق السوداء، وأن الامر في حاجة إلى بعض الوقت، استياء قطاع واسع من المصرفيين، وأكدوا أن هذا التصريح دليل على التباس الأمور على محافظ المركزى.
وتساءلوا: إذا لم يكن هذا حلا لسعر الصرف فما هو الحل؟ واذا لم يكن «تعويم الجنيه» حلا سريعا للفترة الحالية فلماذا تم اتخاذ القرار؟
كما أكدت شركات الصرافة عدم صحة عودة السوق السوداء، وأن الصرافات تبيع وتشتري الدولار بشكل طبيعي.
وكان البنك المركزى قرر تحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الاجنبية في 3 نوفمبر 2016، وترك الحرية للبنوك في تحديد أسعار صرف الدولار، بهدف القضاء على السوق السوداء وتوحيد سعر الدولار في السوق، وارتفع سعر الدولار من 8.88 جنيه للدولار إلى 13 جنيهاً أول يوم بعد التعويم، ثم واصل ارتفاعه ليسجل 19 جنيهاً خلال الأسبوع الماضى.
توفير النقد الأجنبى
الدكتور أحمد خزيم الخبير الاقتصادي، وجه انتقادات حادة لطارق عامر محافظ البنك المركزى بشأن تصريحه حول عدم اختفاء السوق السوداء على الرغم من اتخاذ البنك المركزى قرار تحرير سعر الصرف منذ شهرين، مشيرًا إلى أن هذا التصريح يؤكد التباس الأمور على محافظ المركزى، مشيرا إلى أن القضاء على السوق السوداء يتم عند توفير النقد الأجنبي لكافة الطلبات داخل الجهاز المصرفي.
مسئولية «المركزى»
أضاف أنه كان من الأفضل إعلان محافظ البنك المركزى، أن السبب وراء انهيار الجنيه المصري وارتفاع سعر الدولار والوصول إلى 20 جنيهاً هو سياسات الحكومة بالكامل، لاسيما أن البنك المركزى هو المسئول عن إدارة النقد الاجنبي وليس توفيره، مشيرًا إلى أنه ليس غريباً على المحافظ الذى أكد في وقت سابق وصول الدولار إلى 4 جنيهات، واصفًا تصريحاته بـ«الهراء» على حد قوله.
من جانبه انتقد نبيل الحكيم الخبير المصرفي، عدم اختفاء السوق السوداء فورا بمجرد استخدام عصا التعويم السحرية قائلا: «طارق عامر بيقول أي كلام»، كما تساءل الحكيم: إذا لم يكن هذا حلا لسعر الصرف فما هو الحل؟ واذا لم يكن «تعويم الجنيه» حلا سريعا للفترة الحالية فلماذا تم اتخاذ القرار؟
حجم الجنيه الحقيقى
أضاف الحكيم، أن التعويم يهدف الى وضع الجنيه في حجمه الحقيقي، حيث يتراوح الدولار ما بين 12 إلى 13 جنيها، مشيرا إلى أن اتخاذ قرار تحرير سعر الصرف منذ شهرين، نقل السوق السوداء إلى البنوك حيث تحولت البنوك إلى سوق سوداء.
زيادة الانتاج
أوضح أن الحل لتخطى الأزمة الحالية يكمن فى زيادة الإنتاج وارتفاع حجم الصادرات، والتي سيترتب عليها زيادة تدفقات النقد الأجنبي والحد من انخفاض قيمة الجنيه، لافتا إلى أن البنوك المصرية لا تمتلك حتى الآن تمويلا كافيا لاستيراد مكونات الإنتاج.
توقيت غير مناسب
وأكد نبيل على استمرار ارتفاعات سعر صرف الدولار في الفترة القادمة، منوها إلى أن توقيت تعويم الجنيه غير مناسب وكان من الأفضل تأجيله حتى منتصف عام 2017، بالتوافق مع بدء إنتاج حقول الغاز المصرية في التصدير، علما بأنه في هذه الآونة لا توجد استثمارات في الدولة، مشيرا إلى أن الارتفاعات فى سعر صرف العملة الخضراء ترتبت على قرار التعويم.
نتائج التعويم
وكشف تامر ممتاز الخبير المصرفى، أن نتائج قرار تحرير سعر الصرف لم تظهر حتى الآن في السوق، لافتا إلى أنه بعد التعويم انتقلت الأموال من السوق السوداء إلى البنوك، خاصة بعد تراجع سعر الجنيه أمام الدولار، من 8.88 إلى 13 جنيها حتى وصل إلى 18 جنيها.
وطالب ممتاز، بضرورة توفير البنوك للدولار وتغطية كافة الطلبات للعملاء حتى يتم القضاء على السوق السوداء، مشيرا إلى أن البنوك توفر الدولار في أضيق الحدود، مما يساعد على استمرار التعامل بالسوق السوداء حتى لو كان في نطاق ضعيف، موضحا أن البنوك مازالت تعطي الأولوية في توفير الدولار وفتح الاعتمادات المستندية للسلع الأساسية وعملائها.
من جانبه كشف علي الحريري، سكرتير عام شعبة الصرافة بالاتحاد العام للغرف التجارية، عدم وجود أي نشاط للسوق السوداء في السوق، وأن كل ما يتردد عن عودة نشاط السوق السوداء عار تمامًا من الصحة، مؤكدًا أن السوق لم يشهد أي تواجد لها. موضحاً أن شركات الصرافة تبيع لعملائها دون استثناء ولم تتوقف عمليات البيع والشراء، وأن الأمور تسير بشكل طبيعى.
الاعتمادات المستندية
أضاف الحريرى، أن البنوك تفتح الاعتمادات المستندية لعملائها، كما أن الصرافات تمارس عملها بشكل طبيعي، لافتًا إلى أنه طالما تقوم البنوك بتوفير الدولار وتفتح الاعتمادات فلا يمكن أن يكون هناك سوق سوداء.
وأشار إلى أن سعر بيع وشراء الدولار في شركات الصرافة مرتبط بسعره في البنوك، لافتًا إلى أنه السعر متغير طبقًا لتغيره بالبنوك، وسجل سعر صرف الدولار في الصرافات 18.5 جنيه للشراء و19.40 جنيه للبيع، ومن الممكن أن يتغير في أي وقت.
وكان طارق عامر محافظ البنك المركزى، قد أعلن أن السوق السوداء لن تختفي فورًا بمجرد استخدام عصا التعويم السحرية بعد قرار تحرير سعر الصرف الصادر في 3 نوفمبر الماضي.