«نيويورك تايمز» ترصد احتمالات الفشل الأمريكي في الصين وكوريا
رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الأسباب التي ربما تقف وراء احتمال فشل اعتماد الولايات المتحدة على الصين في ردع كوريا الشمالية.
وقالت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الالكتروني اليوم الخميس، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لطالما قال إنه يعتمد على نظيره الصيني شي جين بينج في فعل الصواب فيما يتعلق بكوريا الشمالية، فهو تارة يشيد بالخطوات التي يتخذها شي ويحثه تارة أخرى على فرض عقوبات أكثر صرامة مع تأجيل وعوده الانتخابية باتخاذ موقف صارم فيما يتعلق بالتجارة مع الصين أملا في أن يواصل شي عمله حتى الانجاز.
وأضافت أن الزعيم الصيني قد أبدى استعداده لاتخاذ خطوات تدريجية مع التوقف دوما عن اتخاذ مزيد من التدابير العقابية التي يعتقد البيت الأبيض أنها ستهدد حقا نظام كوريا الشمالية وتجبره على التخلص من ترسانته النووية.
ورأت نيويورك تايمز أن هذا النهج مألوف، مستشهدة بلجوء رؤساء أمريكيين آخرين إلى الصين لحل مشكلة كوريا الشمالية أيضا ولكنهم أصيبوا جميعا بخيبة الأمل، غير أنه مع اقتراب بيونج يانج هذه المرة من صنع صواريخ نووية يمكنها أن تضرب الولايات المتحدة لم يعد هناك أملا في الاعتماد على هذه الاستراتيجية.
وقالت إن ترامب وصل إلى الصين أمس في مواجهة الاختبار الأشرس حتى الآن لرهانه الجريء والمتمثل في أنه من خلال تقديم تنازلات لشي مثل تأخير التحركات التجارية العقابية يمكن لترامب إقناع نظيره الصيني بالتحرك ضد كوريا الشمالية بطريقة لم يسبق لأحد من أسلافه اتباعها.
واستدركت الصحيفة الأمريكية قائلة إن كل ذلك يمكن أن يكون مجرد مقامرة تستند إلى قراءة خاطة لتأثير بكين على كوريا الشمالية ولا سيما لزعيمها الشاب كيم جونج أون الذي تدهورت في عهده العلاقات بين الدولتين الحليفتين.
ونقلت عن بعض المحللين السياسيين، قولهم إن الصين لا تملك حقا التأثير على كوريا الشمالية بالقدر الذي يعتقده ترامب. وفي السياق ذاته، قال يانج شيو المفاوض السابق لوزارة الخارجية الصينية في كوريا الشمالية: هناك اختلافات كبيرة في طريقة التفكير بين الولايات المتحدة والصين حيال كوريا الشمالية إذ يفكر ترامب في كوريا الشمالية بطريقة مبسطة للغاية ويري أنه إذا قطعت الصين النفط عنها فإن القضية النووية ستحل.
وقال مسئول بارز في الإدارة الأمريكية إن خطط ترامب لدعوة شي إلى قطع صادرات النفط عن كوريا الشمالية- ولو بشكل مؤقت على الأقل- كما يخطط لإغلاق الحسابات المصرفية الكورية الشمالية في الصين وإعادة عشرات الآلاف من العمالة الكورية الشمالية في الصين إلى بلادهم. ونقلت نيويورك تايمز عن بعض الخبراء الصينيين قولهم إن ترامب فشل في إدراك حدود النفوذ الصيني على الشمال، مشيرة إلى أنه على الرغم من قتال بكين إلى جانب بيونج يانج ضد واشنطن في الحرب الكورية التي دارت رحاها في الفترة ما بين 1950-1953 ورغم أنها لا تزال راعيها الاقتصادي الرئيسي فإن البلدين بالكاد يظلان أصدقاء.
ويطلق بعض الصينيين على هذه العلاقة "تحالفا مزيفا"، إذ أن جيشي البلدين لا تربطهما أي علاقة عمل، هذا بالإضافة إلى أنه في وقت مبكر من حكم الزعيم الكوري الشمالي، قام باعدام عمه، جانج سونج - ثايك، الذي كان بمثابة القناة الرئيسية بين الشمال والقيادة العليا في الصين.
وأفادت الصحيفة بأنه من الممكن أن يكون تأثير الصين على كوريا الشمالية قد تآكل أكثر إثر قرار شي الشهر الماضي باستعادة العلاقات مع كوريا الجنوبية وهي الخطوة التي عمقت شكوك الشمال.
واختتمت تقريرها بالقول إنه بعد موافقة بكين على فرض عقوبات أشد ضد كوريا الشمالية بات قطع النفط الخام أحد أخر السبل المتبقية من أسلحة الصين الاقتصادية المدمرة.
ويشكك بعض الخبراء فى أن تسلك الصين هذا المسلك بقطع شحنات النفط عن كوريا الشمالية إذ أن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار بيونج يانج وبالتالي إرسال لاجئين إلى الصين بل وربما يترك شبه الجزيرة الكورية تحت سيطرة كوريا الجنوبية.