رئيسة معهد «ITI»: الاقتصاد الرقمى «فريضة».. والطلاب المصريون الأفضل فى العالم
بعد أن أصبحت تكنولوجيا المعلومات هى المسيطرة على الواقع قبل المستقبل، وأصبح كل ما يحيط بنا رقمياً، وتأثر نمط الحياة الإنسانية على الأصعدة كافة.. تحول تأهيل الشباب لسوق العمل إلى تحدٍ حقيقى، ويقوم عدد من المعاهد على تحويل طلابها إلى كوادر يصلحون للعمل فى السوق المصرية والعالمية.
قالت الدكتورة هبة صالح رئيسة المعهد العالى للعلوم والتكنولوجيا ITI، فى حوارها لـ«الميزان الاقتصادى» إن الاقتصاد الرقمى أصبح يمثل عماد المجتمع حالياً، وترتكز عليه الدولة فى تقديم جميع الخدمات التى يحتاجها المواطن، وذلك بعد أن أصبح لتكنولوجيا المعلومات تأثير كبير على نمط الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فى حياة الشعوب بشكل عام.
وأكدت أن مصر لديها كوكبة من الشباب تنافس على مستوى عالمى، حيث يعمل العديد منهم لدى شركات عالمية، والبعض الآخر يستكمل دراسته من الماجستير والدكتوراه، مشيرة إلى أن المعهد يعمل على تخريج جيل من الكوادر فى جميع التخصصات.
وإلى نص الحوار..
* ما الذى تستهدفه إستراتيجية عمل المعهد؟
المعهد يقوم بإعداد كادر بشرى مؤهل فى قطاع يتغير كل ثانية, فلا بد من تغيير المناهج كل عام وتقديم أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا كل شهر تقريبا, يوجد 6 فروع للمعهد على مستوى الجمهورية (المنصورة، الإسكندرية، أسيوط، الإسماعيلية، والقاهرة يوجد بها فرعان).
ونحرص داخل معهد تكنولوجيا المعلومات على ثلاثة مؤشرات، أولاً مؤشر التوظيف المحلى والعالمى لكل خريجى المعهد, ثانياً مؤشر التكنولوجيا الحديثة وآخر ما توصل إليه العلم فى العالم, وأخيراً مؤشر المشاريع القومية، حيث يتم إعداد كوادر بشرية مؤهلة وفقاً لما يتطلبه كل مشروع.
* أين مصر من منظومة الذكاء الصناعى؟
لدينا العديد من الكوادر البشرية المتخصصة داخل وخارج مصر, وتمتلك مصر 15 ألف هاوٍ فى مجال الألعاب الإلكترونية، التى تنمو بنسبة 10% سنوياً، وحققت 100 مليار دولار على مستوى العالم، وحصل الطلاب المصريون على «جينيس ريكورد» كأول سايت يحتوى على أكبر عدد من الهواة والمحترفين فى الألعاب الرقمية، وأكبر مجموعة من الألعاب الرقمية.
* كم تبلغ نسب تشغيل الخريجين من المعهد؟
نسب تشغيل الخريجين منذ العام التالى على الثورة لم تقل عن 80%، على الرغم من معاناة قطاع التشغيل الذى تأثر كثيراً بسبب ثورة 25 يناير, وعندما تضاءلت نسب التشغيل فى محافظة أسيوط تم تقديم الدعم الكامل لهم، من خلال برامج العمل الحر لتوصيل الخريجين مع أى عميل عبر العالم عن طريق الإنترنت.
* ما شروط الالتحاق بالمعهد؟ وكم عدد المنح المقدمة؟
هناك العديد من المنح منها منحة الـ9 أشهر، وهى أكثر المنح شهرة حيث تتطلب بعضاً من الشروط كاللغة والذكاء والشخصية فقط، ومنح أخرى مكثفة تقدم للشباب على مدار 3 أشهر، فنحن فى المعهد نسعى دائماً للتنويع من خدماتنا لتوفير وسائل التعلم كافة، وأعلن المعهد عن خدمة «التعلم أون لاين» لتسهيل عملية التعلم من جانب الطلاب نظراً لبعض العوامل الجغرافية وفرصة أيضاً لكل من لم يلتحق بالمعهد.
* كم طالباً يتم تدريبهم وإعدادهم لسوق العمل سنوياً؟
القدرة الاستيعابية للمعهد كمكان ومبانٍ حوالى 3 آلاف طالب سنوياً، لكن ليس هذا كافياً لسوق العمل، حيث بدأنا فى الإعلان عن برنامج تعليمى عن طريق الإنترنت، وذلك لزيادة عدد الخريجين نظراً لحرص الحكومة على ذلك بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى.
* كيف يتم تأهيل خريجى المعهد لسوق العمل؟
يتم عمل دراسة لسوق العمل المحلية والعالمية لمعرفة ما يتم تقديمه فى الجامعات الحكومية والخاصة، لكى يتم سد الفجوة من خلال البرامج المقدمة فى المعهد، حيث نعتمد على التطبيق العملى والمهارة، وإتاحة الفرصة للطالب لمحاكاة النماذج الناجحة فى سوق العمل، ومعرفة آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا، والتواصل مع الحضانات التى تدعمها الوزارة لاحتضان الأفكار الناشئة، ويلعب المعهد دور الوسيط بين الجامعات والقطاع الخاص والمجتمع المدنى بتخصصاته المتقدمة.
* هل هناك شراكة بين المعهد وبعض الجهات لتوفير فرص عمل للخريجين؟
نحن كفريق عمل فى معهد تكنولوجيا المعلومات نقوم بمراقبة نسبة التشغيل قبل وبعد التخرج، ناتجة عن علاقات شراكة مختلفة مع الشركات فى التخصصات المختلفة, ولدينا 28 تخصصاً مثل (الألعاب الالكترونية, الواقع الافتراضى, تطبيقات المحمول, نظم المعلومات الجغرافية, البيانات كبيرة الحجم)، فوجود علاقة شراكة بين الجهات المختلفة فى كل التخصصات يعمل على تحديد عدد ونسبة العمالة بين وقت وآخر، ويقوم المعهد بمتابعة الخريجين من خلال عمل روابط بينهم على السوشيال ميديا فى كل تخصص مع وجود زيارات دائمة للمعهد. .
* ما دور المعهد فى المشروعات القومية؟
نحن فخورون بإنشاء آخر فرع لمعهد تكنولوجيا المعلومات فى محافظة الإسماعيلية منذ 3 سنوات، لخدمة شباب طلبة الجامعات لمدن القناة الثلاث بورسعيد والسويس والإسماعيلية وتقديم البرامج العلمية الحديثة داخل الجامعات الحكومية والخاصة، فضلا عن دراسة دور التكنولوجيا فى المشروعات الملاحية التى تخدم مدن القناة.
* كيف أثرت التكنولوجيا الرقمية على الوظيفة الحكومية؟
فى ظل تنامى الاقتصاد الرقمى والتكنولوجيا الرقمية تحول الأمان الوظيفى من الحكومية للخاصة وصولاً للعمل عن طريق الإنترنت نظراً لما يتميز به من عدم الالتزام بوقت معين وسهولة العمل من خلال المنزل أو أى مكان بالإضافة إلى العائد المادى المجزى.
* ما مصادر دخل معهد تكنولوجيا المعلومات؟
تقوم الحكومة متمثلة فى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بدعم المعهد بشكل قوى نظراً لما تسعى إليه من مواكبة التكنولوجيا وخلق بيئة داعمة ومحفزة للاستثمار وإعداد عنصر بشرى قادرعلى تحويل كل المدن المصرية لمدن ذكية.
كما تنفق الحكومة على كل برنامج على حدة فهناك برامج تكلف الحكومة 6000 جنيه لكل طالب، وأخرى تكلف الحكومة 40 ألف جنيه لكل طالب ويرجع ذلك على حسب طبيعة كل منحة وما يتم تقديمه فيها.
* ماذا عن مصطلح «makerspaces»؟
هو مصطلح مستحدث فى كثير من جامعات أوروبا وهو عبارة عن جراج يتم تقديم ورش عمل من خلاله فى بعض التخصصات داخل معامل مزودة بكل الأجهزة الحديثة التى تمكن المبدع من تنفيذ فكرته حيث تعتبر ورشة مجتمعية لكل الشباب وطلبة الجامعات من العاملين فى القطاع وغير القطاع, ولاقت هذه الفكرة نجاحاً كبيراً.
* ما خطة المعهد فى الفترة القادمة؟
نتطلع لعمل إتاحة لكل الطلبة للتعلم عن طريق الإنترنت لكى نصل إلى أكبر عدد من الطلاب لزيادة الفرص وهذه هى آخر ما توصلنا إليه فى معهد تكنولوجيا المعلومات.