سفير مصــر بالصين: دعوة السيسي لقمة «بريكس» تعكس متانة العلاقات بين البلدين
أكد السفير أسامة المجدوب، سفير مصر لدى بكين، أن العلاقات المصرية الصينية تحمل فى جوهرها كافة العناصر التى ترشحها لمزيد من التطور والتشعب والارتقاء سواء على المستوى الثنائى أو فى مختلف المحافل الدولية والإقليمية وغير الإقليمية كمجموعة العشرين والبريكس.
ووصف المجدوب العلاقات المصرية الصينية بأنها علاقات قديمة وممتدة وراسخة، مشيرا إلى أنها شهدت مؤخرا تطورا هائلا بعد رفعها فى عام 2014 لمستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، لتتسع مجالات التعاون فيها لتشمل نطاقا كبيرا من الأنشطة الاقتصادية والثقافية والسياحية وغير ذلك من أوجه التعاون الاستراتيجى المختلفة.
وألقى السفير الضوء على آخر الاستعدادات الخاصة بالزيارة المنتظرة التى سيقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى بكين فى مطلع الشهر القادم للمشاركة فى فعاليات الحوار الاستراتيجى حول تنمية الأسواق الناشئة والدول النامية الذى سيقام على المستوى الرئاسى على هامش قمة مجموعة "البريكس" التى تضم خمس دول ذات الاقتصاديات الأسرع نموا فى العالم وهى "الهند والبرازيل والصين وروسيا، وجنوب إفريقيا"، وتستضيفها بكين فى مدينة شيامن، إلى جانب الترتيبات الجارية لمشاركة مصر فى فعاليات الدورة الثالثة لـ "معرض بكين- الدول العربية" فى الفترة من 6 إلى 9 سبتمبر فى مدينة ينتشوان فى منطقة نينغشيا ذاتية الحكم، والذى ستشارك فيه كضيف شرف.
وقال المجدوب إن السفارة فى بكين تقوم منذ فترة بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية فى بكين ومصر للترتيب والإعداد الجيد لمشاركة الرئيس فى حوار "البريكس" مع الدول النامية والاقتصادات الناشئة على مستوى القمة، سواء من حيث الترتيبات الإجرائية أو الموضوعية للمشاركة فى هذا الحدث المهم.
ونوه بأن دعوة الرئيس الصينى شى جين بينج للرئيس السيسى للمشاركة فى هذه القمة جاءت لتعكس متانة العلاقات سواء بين الحضارتين العريقتين، أو علاقة الصداقة الراسخة بين الرئيسين المصرى والصيني، والتى سبق أن أسفرت عن دعوة السيسى للمشاركة فى قمة مجموعة العشرين تحت الرئاسة الصينية فى العام الماضي.
وأشار السفير إلى أن مصر تشارك فى معرض بكين - الدول العربية فى دورته الثالثة كدولة ضيف شرف حيث تعتبر بكين هذا المعرض بمثابة أيقونة التعاون الصينى - العربى وفى القلب منه مصر.
وأوضح انه تم تكوين لجنة وطنية فى مصر من كافة الوزارات والهيئات ذات الصِّلة لوضع ترتيبات المشاركة المصرية التجارية والثقافية والسياحية، كما شكلت السفارة لجنة متابعة مصغرة تضم أيضا المكاتب الفنية التابعة للسفارة، التجارى والسياحى والثقافى والإعلامي، مشيرا إلى أن المعروضات المصرية وصلت بالفعل إلى موقع المعرض.
وردا على سؤال حول ما إذا كان سيتم توقيع اتفاقيات بين البلدين خلال هذين الحدثين الهامين، قال السفير أسامة المجدوب، "لابد لأى اتفاقية يتم توقيعها أن تمر بمراحل فنية وإجرائية عديدة قبل ان تطرح للتوقيع، ونحن نتابع مع مختلف الوزارات فى مصر لاتخاذ الترتيبات اللازمة فى حالة وجود اتفاقيات جاهزة للتوقيع".
وأشار إلى أنه سبق بالفعل توقيع الكثير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين عبر السنوات القليلة الماضية، ويقاس حجم العلاقات ليس بكم ما تم توقيعه من اتفاقيات بل الأهم هو معدل التنفيذ، والدولة المصرية بكافة مؤسساتها تولى اهتماما كبيرا لتذليل كافة العقبات وخلق البيئة الاقتصادية والسياسية المواتية التى تشارك فى زيادة معدلات تنفيذ ما يتم إبرامه من اتفاقات.
وتناول السفير علاقة التعاون والشراكة التى تربط بين مصر والصين، قائلا إن بكين حققت طفرة صناعية وتكنولوجية هائلة تطرح فرصا غير محدودة للتوسع فى مجالات التعاون، وهناك بالفعل تعاون فى مجال السكك الحديدية وقد تم منذ ايّام توقيع عقد القطار الكهربائى "السلام - العاصمة الإدارية - العاشر" مع شركة افيك الصينية باستثمارات 1.2 مليار دولار أمريكى على امتداد 66 كم تضم 11 محطة، وهناك تعاون متواصل فى مجالات التكنولوجيا سواء فى مجال الاتصالات أو المعدات الطبية أو صناعة السيارات والعديد من المجالات الأخرى، مضيفا: "لا أبالغ فى القول ان المجالات الممكنة للتعاون بين مصر والصين لا حدود لها".
وحول الدور المطلوب من بكين بالنسبة لقضايا الشرق الأوسط، أشار السفير المجدوب إلى أنه منذ تبوء الرئيس شى سدة الحكم تبنى مقاربة إستراتيجية تقوم على الانخراط الإيجابى فى القضايا الدولية الشائكة، ومحاولة توظيف ثقل بكين الاقتصادى للمساهمة فى حل النزاعات سلميا.
ولفت المجدوب النظر إلى المبادرة ذات الأربع نقاط التى طرحها الرئيس الصينى للتسوية السياسية للصراع الفلسطينى الإسرائيلي، والتى تم إطلاع الرئيس الفلسطينى محمود عباس على تفاصيلها أثناء زيارته للصين منذ أسابيع قليلة، حيث تدعو إلى تعزيز حل الدولتين على أساس حدود 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية جديدة، ودعم مفهوم "الأمن المشترك والشامل والتعاونى والمستدام" الذى ينهى فورًا بناء المستوطنات الإسرائيلية، ويتخذ تدابير فورية لمنع العنف ضد المدنيين، ويدعو إلى الاستئناف المبكر لمحادثات السلام، وتنسيق الجهود الدولية لوضع "تدابير لتعزيز السلام تستتبع مشاركة مشتركة فى وقت مبكر"، وأخيرا تعزيز السلام من خلال التنمية والتعاون بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وقال إن طرح بكين للمبادرة هو تطور يمثل نقلة نوعية هائلة فى رؤية بكين لمكانتها فى العالم ليس فقط كعملاق اقتصادي، ولكن كقوة دولية كبرى تتحمل المسئولية.