عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
مواهب عبدالرحمن

غدا.. «الأزهر» يحتفل بالعيد المئوي لإنشاء معهد «فؤاد الأول»

الإمام الأكبر الدكتور
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب

تحتفل منطقة أسيوط الأزهرية غدًا الأربعاء فى تمام الساعة السابعة مساء الغد، بالعيد المئوى لافتتاح معهد أسيوط الدينى أو (معهد فؤاد الأول)، تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبحضور الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، والمهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط.

يعد المعهد تحفة معمارية أندلسية قيمة، حيث أنشئ إثر زيارة الملك فؤاد إلى أسيوط، بعد طلب من مشايخ وعلماء أسيوط بإنشاء معهد دينى أزهرى على غرار المعاهد التى كانت تبنى فى القاهرة آنذاك بعد أن ازدحم مسجدى اليوسفى والأموى بالوافدين من طلاب العلم من مديريات الصعيد المجاورة، فاختار لهم الملك فؤاد الأول الموقع الحالى بمنطقة الحمراء بأسيوط، وأصدر بذلك مرسوما ملكيا أن تخصص قطعة الأرض الكائنة بمنطقة الحمراء بجوار نيل أسيوط ومساحتها اربع أفدنة وثمانية قراريط وسهمان لإنشاء معهد دينى أزهرى وقام الملك فؤاد وقتها بوضع حجر الأساس للمعهد.

ترجع فكرة إنشاء المعهد إلى عام 1915 عندما اجتمع أهالى أسيوط وفكروا فى بناء معهد دينى حبا فى التعليم، وبدلا من إرسال أولادهم للدراسة بالأزهر الشريف بالقاهرة اتفقوا فيما بينهم وقاموا بجمع مبلغ من المال وعندما بلغ ذلك السلطان حسين كامل اقتنع بالأمر وأصدر أمرا سلطانيا بإنشاء معهد دينى للتدريس العلوم الدينية والشرعية.

وبعد أن أصدر السلطان حسين كامل مرسوما بإنشاء المعهد بأسيوط تم اختيار مسجد اليوسفى ليكون مقرا للمعهد، وتولى الشيخ محمد شريت مسئولية شيخ المعهد بعد افتتاحه فى نفس العام، وتقدم للدراسة به نحو 200 طالب وبعدما كثر الطلاب ضاق بهم المكان فتم ترميم المسجد الأموى القريب منه وتبرع الأهالى وقتها بنحو 9 آلاف جنيه ليستمر المعهد فى أداء رسالته، وبعدما نفدت الأموال وفى أثناء زيارة الملك فؤاد الأول لأسيوط عام 1923 علم بأن العمل بالمعهد قد توقف فأصدر قرارا بجعل نفقة البناء والترميم على الأوقاف وتكلف وقتها نحو 18 ألف جنيه. وفى نهاية عام 1923 بادل معهد أسيوط أرض الحميات بأرض خفر السواحل وكانت الحكومة قد تنازلت عن أرض الحميات لبناء المعهد.

وفى سنة 1924 بدأ تحديد معهد فؤاد الأول بمكانه الحالى، ويأتى عام 1930 ليضع الملك فؤاد الأول حجر الأساس لبناء المعهد واكتمل بناؤه فى عام 1934، وأراد أن يحضر افتتاحه ولكن حال مرضه دون ذلك فتولى افتتاحه الملك فاروق الذى اجتمع بعلماء وشيوخ المعهد، ليواصل المعهد أداء مهمته حتى الآن ليس لأبناء أسيوط وحدهم وإنما لأبناء الصعيد وبعد التوسع فى بناء المعاهد الأزهرية أصبح المعهد يخدم الآن كلا من المنيا والوادى الجديد حيث وجود شعبة الدراسات الإسلامية.

وقد تغير إلى معهد أسيوط الأزهرى للبنين بعد ثورة 1952، واستغرق 10 سنوات منذ وقت وضع حجر الاساس وحتى الافتتاح وافتتحه الملك فاروق مع مجموعة إنشاءات منها قناة أسيوط، والمجلس الشعبى المحلى، ومرت سنوات حتى صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1692 لسنة 1987 باعتبار مبنى المعهد وملحقاته أثرا تاريخيا يخضع لإشراف الآثار.

كما يفتتح الدكتورعباس شومان، وكيل الأزهر، عقب الاحتفال، فرع الرواق الأزهرى بمحافظة أسيوط بحضور المهندس ياسر الدسوقى، محافظ أسيوط، ولفيف من علماء الأزهر والوعظ بأسيوط، والدكتور محمد مهنا المشرف العام على الأروقة بالجامع الأزهر، والدكتور أبو زيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية.

يأتى افتتاح فرع الرواق الأزهرى بأسيوط بمثابة انطلاقة متميزة للرواق الأزهرى بمحافظات صعيد مصر، مؤكدًا على دور الأزهر فى نشر المنهج الوسطى المستنير للإسلام فى ربوع المعمورة، والتصدى لكل الأفكار الضالة والهدامة التى تبث من أجل زعزعة الأمن والأمان العقائدى والفكرى خاصة الشباب.

ويهدف الرواق الأزهرى إلى التوسع فى كافة ربوع مصر من خلال تدشين فروع له بمختلف المحافظات، وهو ما سبق أن حدث فى المنصورة ودمياط وبورسعيد والتجمع الخامس بالقاهرة.