«سعودي أوجيه».. إمبراطورية تنهار
«سعودي أوجيه» واحدة من الشركات العملاقة في الشرق الأوسط، لا تتوقف مشاريعها فقط على منطقة الخليج بل تصل إلى دول أوروبية عديدة، وبعد أربعين عاما من الحياة العملية الحافلة والمشاريع العملاقة التي رُسمت ملامحها في أوروبا واسيا ومنطقة الشرق الأوسط، اقتربت سعودي أوجيه من نهاية رحلتها بمديونية تصل الى ما يقارب من 15 مليار ريال سعودي بعد مفاوضات شاقة مع البنوك فشلت فيها الشركة الكبرى في التوصل لاتفاق يعيد جدولة مديونيتها، باعبتارها الشركة الأولى في المنطقة من حيث الحجم والنفوذ وقوة المشاريع.
بداية سعودي أوجيه
ولأن لكل بداية نهاية، وصلت سعودي اوجية لنهايتها بعد تفاقم مديونيتها وتعثرها في السداد، وكانت الانطلاقة الأولى للشركة عام 1978، وبدأت مرحلة الأزدهار والتوسع بالمشاريع بداية من 1980 وحتى عام 2000، تم انتقلت إلى مرحلة متقدمة في عام 2010 حيث حققت نسبة ايرادات وصلت إلى 8 مليار دولار، ووصل عدد موظفيها 56 ألف موظف، لتصبح بذلك أكبر شركة في المنطقة.
بدأت أزمة سعودي اوجية منذ عام 2015، لكن لم تكن هذه الأزمة معلنة، وحتى عام 2016 بدأت تتفاقم الأزمة وأصبح هناك تأخر في صرف الرواتب لعمالها لمدة 9 أشهر، ثم في عام 2017 كان هناك تكهنات وتوقعهات بوصول سعودي أوجية للتصفية.
مشاريع وأنشطة الشركة
أما عن النشاط التجاري لشركة سعودي اوجية طوال فترة تواجدها في السوق، حيث تنوعت الانشطة مابين المقاولات والاتصالات وبنوك وتأمين وكمبيوتر وصناعات خفيفة، لذلك حصلت على اكبر المشاريع المنفذه في المنطقة، ومن أهم المشاريع التي نفذتها مجلس الشورى في الرياض، والديوان الملكي في جده، ومركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، ومجمع المحاكم الرئيسي في الرياض، بالإضافة إلى منشات عسكرية وعدد من الجامعات.
اما عن التدخل الحكومي السعودي لازمة سعودي أوجيه، حيث وصلت الدعاوي القضائية إلى 31 ألف دعوة، حيث تم إيقاف معظم مشاريع الشركة، واكدت الحكومة السعودية على دفع 75% من مستحقات الشركة في تللك الفترة، لكن هناك العديد من الحلول التي قدمتها وزارة العمل السعودية لحل ازمة سعودي اوجيه لعمالها، حيث قدمت اقتراح بنقل العمال في شركات تعمل بنفس مجال الشركة مع تسهيل نقل الإقامات مجانًا لعمال سعودي أوجية وتسهيل أيضًا الحصول على التأشيرات خروج البعض منهم.
بداية إفلاس الشركة
سعودي اوجية في طريقها إلى الإفلاس قامت بالعديد من الخطوات، من اهمهم تسريح 40ألف موظف بالشركة، وهو يمثل 75% من العمالة بالشركة، وقامت ببيع أصول بقيمة 30 مليار ريال، وقامت بالتخارج من استثمارات سواء استثمارات خليجية او اوروبية، أما عن القروض، وصلت قروض الشركة غلى 15 مليار ريال، وتصل مستحقات العاملين بالشركة 2.5 مليار ريال.
بنوك المدينة للشركة
اما بالنسبة للبنوك التي لديها اموال للشركة، حيث هناك بنوك خليجية ولبنانية ودولية لديها ديون للشركة بقيمة مليار دولار، البنك الاهلي هو يعتبر اكبر الدائنين للشركة، اما بنك سامبا هو ثاني أكبر دائن للشركة وهو اول بنك فتح الازمة على الشركة لكبر المديونية، وبنك الاول والبنك السعودي وبنك سابا لدية 900 مليون ريال على الشركة.