هايدى فاروق.. المرأة التي هزت عرش نواب بيع "الجزيرتين"
انسحبت هايدي فاروق، مستشارة قضايا الحدود الدولية والثروات العابرة للحدود، بعد الهجوم عليها من النائبين مرتضى ومنصور، وعلاء عابد، عقب شهادتها بمصرية جزيرتي "تيران وصنافير"، كما تهكما عليها وشككا في جنسيتها ومصادر معلوماتها، لاسيما أنهما كانا من ضمن المدعين بسعودية الجزيرتين.
كان ظهور "هايدى " مفاجئا حيث قالت "إنها تحتفظ بمعلومات ومستندات عن جزيرتي تيران وصنافير، ولكنها لا تستطيع التحدث عنها أمام الإعلام لأنها وثائق سرية بحكم وظيفتها"، مؤكدة أنها دخلت مجلس النواب للإدلاء بشهادتى بدعوة رسمية.
وأضافت هايدي فاروق، مستشارة رئيس المخابرات المصرية الأسبق عمر سليمان، أمام البرلمان أمس أنه كان قد كلفها ببحث ملف تيران وصنافير لتحديد وضعهما، وأنها حصلت على 75 وثيقة من الإدارة الأمريكية كانت تحمل صفة وثائق “سرية للغاية”.. وتلك الوثائق كلها تثبت مصرية تيران وصنافير.
وكشفت هايدى" خلال الاجتماع، أمام البرلمان أن الوثائق السرية التى تمتلكها، كانت بين الملك فيصل والأمريكان، وهو الذي اعترف لهم بمصرية الجزيرتين.
وأوضحت أن من بين الوثائق مراسلات سرية تمت في عام 67 بين الملك فيصل (ملك السعودية) والإدارة الأمريكية، مفادها أن الملك فيصل كان قد طلب أن تتسلم السعودية جزيرتي تيران وصنافير، وردت عليه الإدارة الأمريكية تستفسر منه ولماذا تستلم السعودية الجزيرتين؟، فكان رد الملك فيصل أن السعودية كانت قد مارست السيادة على الجزيرتين من عام 1950: عام 1951، فكان رد الإدارة الأمريكية الواضح على الملك فيصل: إنه بعد البحث تأكد لها أن السعودية لم تمارس يوما أي أعمال سيادة.
ولفتت إلى أن كل الوثائق بالأرشيف البريطانى والأمريكى تؤكد أنهما مصريتين، وتتبعان سيناء ولم تكن تتبعان الحجاز، مشيرة إلى أنها اطلعت على الأرشيف البريطانى، ومنها وثيقة بتاريخ 4 أكتوبر 1934، متضمنة مصرية الجزيرتين.
وأكدت على أن الجغرافي "محمد محيى الدين الحفني"، أعد خريطة لسيناء إداريا وبالتضاريس، بعنوان المدخل الشرقي لمصر، وكانت تيران وصنافير بنفس لون شبه جزيرة سيناء، والجمعية المصرية للقانون الدولي، أعدت مذكرة تحدثت عن مصرية تيران وصنافير.
وقامت هايدي فاروق بتسليم مستنداتها التي تثبت مصرية الجزيرتين للبرلمان.
يذكر أن المستشارة هايدي فاروق عبد الحميد، هي باحثة في مجال المعلومات التاريخية والوثائق، وهي ضمن الباحثين في الأرشيف البريطاني والأمريكي، وعضو الجمعية المصرية للقانون الدولي، وعضو الجمعية الجغرافية المصرية.
ومن المعروف أن هايدى فاروق هى زوجة للدبلوماسي المعروف مدحت كمال القاضى والذى يعتبر أيضا من اهم وأكثر المهتمين بالخرائط وجمع التراث والحدود العالمية ويعد الزوجان من أهم الخبراء فى علم الوثائق ومتأصلين فى مجال رسم الحدود على جميع أنواعها البرية والبحرية والتقصي عن الخلافات الدولية.