سفير فلسطين بالقاهرة: التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا يمس الأمن القومي العربي
اعتبر سفير دولة فلسطين في القاهرة مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير جمال الشوبكي، إن التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا يمس بالأمن القومي العربي، حيث أن نجاح هذا التغلغل غير المتجانس مع القارة الأفريقية، يأتي حتمًا على حساب عدالة ومكانة القضية الفلسطينية في أفريقيا، مطالبا الدول العربية بالتحرك للدفاع عن أمنها القومي العربي في مقابل ما تقوم به دولة الاحتلال الاسرائيلي.
وأكد الشوبكي في كلمته التي القاها امام أعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اليوم في مقر الجامعة العربية برئاسة الجزائر، ومشاركة الامين العام للجامعة العربية، اننا نشهد في هذه الفترة محاولات إسرائيلية محمومة للقفز على هذه القيم العربية والروابط التاريخية، حيث تحاول إسرائيل تسويق نفسها كدولة طبيعية مقبولة في محيطها الجغرافي، دولة تقدم الحلول لمشاكل الجيران، بل تدّعي أنها المُنقذ والمُخلّص للدول في محيطها القريب والبعيد، وكأن إسرائيل تريد من العالم أن ينسى أنها تسببت بنكبة الشعب الفلسطيني، وأنها قوة احتلال وكأنها تريد من العالم أن يتعايش مع احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية، ويقبله.
وشدد عليعمق الروابط والعلاقات بين الشعوب والدول العربية والأفريقية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية،والعلاقات التاريخية بين حركات التحرر الأفريقية والقضية الفلسطينية، هذه العلاقات التي تأسست على القيم المشتركة المناهضة للظلم والاستعمار والتمييز العنصري، والتي شكّلت أحد الأسس للشراكة الإستراتيجية العربية الأفريقية.
وتساءل كيف لإسرائيل أن تقدم حلولًا لأفريقيا والشرق الأوسط، واحتلالها لفلسطين هو أكبر وأعقد المشاكل في العالم؟ كيف لدولة تُصر على الإستيطان والاستعمار، أن تكون صديقة وحليفة لدول عانت من الاستعمار طويلًا؟ كيف لدولة تطبق نظام فصل عنصري في فلسطين، أن تكون مُنقذة لشعوب عانت من الاضطهاد والتمييز العنصري؟ كيف لدولة تمارس الإرهاب بشكل يومي على الشعب الفلسطيني، بل وتصنع الإرهاب في محيطها، أن تكون حليفًا في الحرب على الإرهاب؟.
وقال إن المفارقة تأتي أن جمهورية توجو، وبعض الدول الأفريقية الأخرى التي عدّلت نمط تصويتها لغير مصلحة الحقوق الفلسطينية، هي دول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي أنشئت عام 1969 لحماية المقدسات الإسلامية في القدس والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وينص ميثاقها وأهدافها ومبادئها على ذلك.
وأشارالى إن إسرائيل التي نجحت في رئاسة اللجنة القانونية السادسة في الأمم المتحدة قبل أشهر، نجحت قبل أيام بالحصول على موقع نائب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي سائرة في طريق الحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن لعام 2019 و2020، وهي ذاتها دولة الاحتلال التي تحاول الحصول على عضوية مراقب في الاتحاد الأفريقي، وتقوية نفوذها هناك، مشيرا الى ان إسرائيل التي انحسر تمثيلها الدبلوماسي في القارة الأفريقية إلى خمس دول فقط عام 1974، أصبح لها اليوم علاقات دبلوماسية مع ما يقارب 45 دولة في أفريقيا.
وطالب الشوبكي الدول العربية بأن تتحرك للدفاع عن أمنها القومي العربي في مقابل ما تقوم به دولة الاحتلال، وقال «علينا أن ننظم تحركنا وأن نفعل أكثر مما نقول، هذا إذا كنا لا نرغب أن نرى إسرائيل عضوًا في مجلس الأمن، أوعضوًا مراقبًا في الاتحاد الأفريقي.
كما طالب، بمزيد من التعاون والتواصل العربي الأفريقي، سواء على المستوى الثنائي، أو على مستوى متعدد الأطراف، استكمالًا للقمم العربية الأفريقية التي انعقد آخرها، القمة الرابعة، في جمهورية غينيا الاستوائية، نوفمبر 2016.
ودعا الشوبكي، للاستمرار بوضع القضية الفلسطينية والتصدي للمحاولات الإسرائيلية للالتفاف عليها، ضمن أجندة أي تعاون أو حوار سياسي ثنائي بين الدول العربية والدول الأفريقية، وضمن خطط وبرامج أي تعاون سياسي اقتصادي وتنموي وثقافي عربي أفريقي، بما يشمل القطاعات الحكومية المختلفة، والوكالات العربية للتعاون الدولي، والصناديق والمؤسسات المالية العربية التي تعمل في مجال التعاون العربي الافريقي