عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
مواهب عبدالرحمن

غدا 17 رمضان.. ذكرى «غزوة بدر الكبرى» أولى غزوات الرسول فى الإسلام

الميزان

يحفل شهر رمضان على مر العصور بكبريات الوقائع الحربية الحاسمة فى تاريخ الإسلام، فهو شهر الجهاد والعزة ، ولعل أهم وأبرز هذه الوقائع وأولها "غزوة بدر الكبرى"، التى تحل ذكراها غدا، الاثنين، 17 رمضان، فقد كان "يوم بدر" يوما حاسما فى التاريخ الإسلامى ، وغزوته أحد أهم غزوات الرسول الكريم الذى غزى فيها بنفسه، وسجل فيها المسلمون انتصارات مكنتهم من إظهار قوتهم ونشر دينهم٠

لغزوة بدر مكانة رفيعة فى الإسلام إذا ماقيست بغيرها من الغزوات، فهى إحدى اهم معارك المسلمين التي خاضوها في عهد الرسول الكريم، ضد كفار قريش، وهى معركة إذا قيست بالمعايير المادية والمقاييس العسكرية، فإن النصر كان سيكون منطقيا للأكثر عدة وعداد وهم المشركون، لكن الله تعالى خيب ظنهم ونصر الطائفة المؤمنة عليهم، وقتل المسلمون من قادة وسندة الكفر والضلال والطغيان عددا هائلا، وكذلك قتل أغلب الذين آذوا المسلمين وآذوا الرسول، ومنعوه من إتمام دعوته التى بعث بها، ولهذه الأسباب أخذت هذه المعركة هذه الاهمية العظمى عبر التاريخ الإسلامي.

وقعت أحداث غزوة بدر الكبرى في السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة، يوم 17 رمضان، 13 مارس عام 624 ميلادية، عند بئر بدر الواقع بين مكة والمدينة، وكان عدد المجاهدين المسلمين فيها 313 مقاتلا فقط، مقابل الف من المشركين، ويرجع سببها لما دأب عليه رجال قريش من المشركين من إيذاء المسلمين حتى بعدما هاجروا إلى المدينة المنورة، فظلوا يعانون من شدة بأسهم وتعذيبهم، واستمروا فى التعامل معهم بقسوة ووحشية منقطعة النظير، وقامت قريش بنهب وسرقة أموال المسلمين وممتلكاتهم، واستمروا في مواقفهم التعسفية تجاههم، وعندما علم الرسول بأن قافلة تجارية كبرى لقريش تقدر قيمتها بخمسين ألف دينار، ستمر بالقرب من المدينة، قرر أن يقابلهم بالمثل ساعيا لاسترداد شيء مما نهبه كفار قريش من المسلمين.

أدرك أبو سفيان، الذي كان يقود القافلة بنية المسلمين، فغير طريقها وأرسل إلى قريش طالبا منها المدد والعون، فسارعت لنصرته والدفاع عن أموالها وبحوزتها جيش يضم حوالى ألف مقاتل ، وبدأ الصراع بين المسلمين وكفار قريش عند بئر بدر، وتمكن أبو سفيان من الفرار بالقافلة إلى مكة، ونجا بنفسه والأموال التي كانت معه، لكن مقاتلى قريش عزموا على قتال المسلمين، فكانت النتيجة أنهم خرجوا من تلك الغزوة التى امدها الله بجنود لم يروها مهزومين وبخسائر جسيمة، وهكذا نصر الله تعالى نبيه الكريم، وسجل التاريخ انتصارات كبيرة وبطولات لمجاهدى بدر وشهدائها، وقد خلف هذا الانتصار أثرا ايجابيا فى نفوس المسلمين، ورفع روحهم المعنوية فزاد ايمانهم ، وفى المقابل هزت الهزيمة كيان المشركين وأضعفت عزيمتهم٠

وتعرف غزوة بدر فى التاريخ الإسلامى "بغزوة بدر الكبرى"، للتفريق بينها وبين غزوة بدر الصغرى، والتى وقعت في السنة الرابعة للهجرة، كما تعرف باسم "يوم الفرقان"، لأنها فرقت الحق عن الباطل٠٠ لقد نصر الله عز وجل المسلمين في بدر واذل المشركين، ورغم هزيمتهم الساحقة لم يكفوا طوال السنوات العشر التى تلتها من مواجهات وغزوات، رسمت نتائجها ملامح دول الاسلام التى ارسى دعائمها الرسول، فكانت حياته نواة الحضارة الإسلامية، التي توسعت فى بقعة جغرافية كبيرة على يد الخلفاء الراشدين من بعده٠