سامح زكي في حواره لـ«الميزان الاقتصادي»: السوق الإفريقية مستقبل الصادرات.. ومصر لم تستفد من اتفاقيات التجارة
الصناعات الغذائية فرس الرهان للصادرات
20 % زيادة في حجم الصادرات المصرية بعد التعويم
الاستيراد أكثر القطاعات تضررًا من التعويم
مصر لم تستفد من اتفاقيات التجارة بالشكل الأفضل
الصادرات قضية حياة أو موت
شهد قطاع الصادرات المصرية طفرة بعد تعويم الجنيه، وتحرير سعر الصرف لترتفع لأكثر من 20%، بالإضافة إلى فتح أسواق جديدة في إفريقيا، وزيادة القطاعات التي دخلت السوق الإفريقية من المنتجات المصري، وأوضح المهندس سامح زكي، نائب رئيس شعبة المصدرين بغرفة القاهرة التجارية، أن التعويم أعطى ميزة تنافسية للمنتج المحلي، خاصة في الأسواق الإفريقية، معتبرًا أنها فرصة لزيادة الصادرات.
أشار «زكي»، في حواره لـ«الميزان الاقتصادي» إلى أهمية زيادة الإنتاج المحلي للاستفادة من الميزة التي أضافها التعويم للصادرات المصرية، وإن لم يحدث أى زيادة في الإنتاج ستنخفض قيمة الصادرات لأكثر من 50%
وإلى نص الحوار..
* بعد مرور 6 أشهر على التعويم كيف تأثرت الصادرات المصرية؟
التعويم أعطى قيمة نسبية وميزة للصادرات المصرية؛ نتيجة لانخفاض سعر الجنيه أمام الدولار، مما أدى إلى زيادة حجم الصادرات المصرية للخارج، والدخول إلى عدد كبير من الأسواق الجديدة خاصة في السوق الإفريقية، كما ارتفع حجم الصادرات بنسبة وصلت إلى 20%.
ويجب زيادة الإنتاج المحلي للاستفادة من الميزة التي أضافها التعويم للصادرات المصرية، وإن لم يحدث أى زيادة في الإنتاج ستنخفض قيمة الصادرات لأكثر من 50%، وسيصل قيمة الصادرات إلى 11 مليار دولار بعد أن كانت تسجل 19 مليار دولار، كما يجب إدخال قطاعات جديدة للقطاعات الحالية لزيادة حجم الصادر والاستفادة من الميزة التنافسية للمنتج المصري في السوق العالمي مما يزيد الحصيلة الإجمالية للصادرات المصرية.
* ما هي أكثر القطاعات المصدرة في مصر؟
تأتي الحاصلات الزراعية على قائمة القطاعات التي تدخل في التصدير للخارج، وتحظى بالنسبة الأكبر من حجم الصادرات، وتدخل الصناعات النسيجية، والصناعات الغذائية، والتي ارتفعت خلال الفترة الأخيرة بنسبة كبيرة، مما يعطي أملاً في زيادة مستمرة في قطاعات جديدة غير الموجودة حاليًا، وزيادة الإنتاج المحلي من المحاصيل الزراعية مما يزيد حجم الصادر.
* ما أكثر القطاعات تضررًا من التعويم؟
الاستيراد هو أكثر القطاعات تأثرًا بقرار التعويم، وارتفاع سعر الدولار، والدولار الجمركي، مما أثر بالسلب على تراجع حجم المستورد، ونقص في المعروض؛ نتيجة لارتفاع الأسعار لأكثر من 100%، والمستورد يحسب التكلفة قبل الاستيراد، فإذا كانت مرتفعة بالمقارنة بتراجع المبيعات خلال الفترة الأخيرة، وانخفاض حجم الاستهلاك المحلي من السلع؛ نتيجة لهذه الزيادة.
* ما الأسواق الجديدة التي يستهدفها المصدرون خلال الفترة الأخيرة؟
السوق الإفريقية هي السوق الأهم الذي يستهدفه المصدرون المصريون خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد تراجع الاستهلاك المحلي، وزيادة حجم الإنتاج، والسوق الإفريقية هي الامتداد الطبيعي للسوق المصرية، لزيادة حجم الصادرات المصرية، والرفع من جودة المنتج المحلي للقدرة على غزو إفريقيا خاصة في قطاعات الصناعات الغذائية التي تحظى بفرصة جيدة في هذه السوق، كما ارتفع حجم الصادرات المصرية من مواد البناء، مثل الأسمنت البورتلاندي، والأبيض، للصومال وأرتيريا وجيبوتي.
* هل مصر مستفيدة من اتفاقيات التجارة العالمية التي تشارك بها؟
لم تستفد مصر بهذه الاتفاقيات بالصورة الأفضل ولم يلق السوق الإفريقي اهتماما من قبل الشركات المصرية لعدة عقود، لذا يجب الاستفادة من هذا السوق الجيد، بالإضافة إلى أهمية التوسع في الدول العربية، وزيادة القطاعات التصديرية لهذه الدول من خلال اتفاقيات التجارة مع هذه الدول والميزة التنافسية للمنتج المصري بهذه الأسواق.
وتوجد عدة اتفاقيات قديمة وجيدة في نفس الوقت ولم تكن مفعلة لكن تم تفعيلها، وهي إتفاقية المركسير مع دول أمريكا اللاتينية مع دول مثل البرازيل، والأرجنتين والمكسيك، وإعطاء أفضلية لمنتج الدول المشاركة في الاتفاقية من أهم البنود الموجودة فيها، بالإضافة إلى التسهيلات الجمركية.
* هل مصر مستفيدة من اتفاقية «المركسيور»؟
لا يوجد أي توازن في التبادل التجاري بين مصر والبرازيل، التبادل التجاري قائم بالفعل من خلال استيراد مصر لكميات كبيرة من اللحوم، ولا يوجد أي وجه للمقارنة بين صادراتنا للبرازيل والواردات، لذا يجب زيادة حجم الصادرات المصرية للدول المشاركة في اتفاقية «المركسيور».
* توجد زيادة كبيرة في أسعار التوابل فما السبب وراء هذه الزيادة على أبواب شهر رمضان؟
السبب الرئيسي في زيادة أسعار التوابل هو الاعتماد على الاستيراد، فمصر تستورد 100% من القرفة من دول سريلانكا والهند، وهي أكثر الدول التي نستورد منها التوابل، بالإضافة إلى ضعف الإنتاج المحلي من الكمون فمصر تنتج 50% فقط من الكمون، وتستورد الكميات الأخرى من سوريا.
وتستورد مصر 90% من العرقسوس، والإنتاج المحلي ضعيف جدًا ولا يكفي حاجة السوق المحلي، كما تستورد مصر 100% من جوز الطيب، كما تستورد مصر 100% من الفلفل الأسود من فينام وجزء آخر من الهند، وتستورد أيضًا الشطة، والروز مارى.
* كيف تأثرت شركات الاستيراد عقب قرار التعويم؟
تراجع هامش ربح التاجر والمستهلك بعد قرار التعويم، نتيجة لارتفاع سعر الدولار وارتفاع تكلفة الاستيراد في الوقت الذي تراجع فيه حجم المبيعات، فالتاجر إن كان يتاجر في سلعة فهو مستهلك في باقي السلع، والمبيعات تأثرت وتراجعت على مستوى عدة قطاعات لأكثر من 50% خاصة في السلع الاستهلاكية والكماليات.