محمد فريد: مجابهة تغير المناخ معركة وجود..

ألقى الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، كلمة رئيسية خلال فعاليات منتدى شهادات الكربون واقتصاد المحبة للتنمية الثقافية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية، والذي استضافته جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة بالتعاون مع الجمعية المصرية للزراعة الحيوية.

وشهد المنتدى مشاركة أربعة محافظين، وتسليم عوائد بيع شهادات خفض الانبعاثات الكربونية لعدد من المزارعين من مختلف المحافظات، تكريمًا لدورهم في جهود خفض الانبعاثات.

مخاطر المناخ وسوق الكربون الطوعي

أكد الدكتور محمد فريد أن مجابهة مخاطر تغير المناخ تمثل معركة وجود لتحقيق حياة أفضل، مشيرًا إلى تسارع آثار تغير المناخ وضرورة تعزيز قدرات المؤسسات المالية على إدارة هذه المخاطر.

وأضاف أن الهيئة عملت على تقديم برامج تدريبية للمؤسسات المالية، عبر المركز الإقليمي للتمويل المستدام (RCSF)، لرفع الوعي والمساهمة في بناء قدرات إدارة المخاطر المناخية.

وشدد فريد على أهمية سوق الكربون الطوعي المنظم كأداة رئيسية لخفض الانبعاثات الكربونية، لما له من دور في اجتذاب التمويل المُيسر من المؤسسات الدولية، ودفع عجلة الاستثمار نحو المشروعات الصديقة للبيئة.

بنية تحتية قوية وشهادات عالية الجودة

أوضح رئيس الهيئة أن نجاح سوق الكربون يتطلب توفر شهادات خفض انبعاثات عالية الجودة وبنية تحتية قوية، مع ضرورة دقة البيانات والإفصاحات.

وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزًا مكثفًا على رفع الوعي والمعرفة حول أهمية سوق الكربون وكيفية استفادة الكيانات الاقتصادية منه، مؤكدًا اعتماد الهيئة للأسس الفنية للسوق وفقًا لأفضل الممارسات الدولية.

خطوات تأسيس أول سوق كربون طوعي بمصر وأفريقيا

استعرض الدكتور فريد رحلة تأسيس أول سوق كربون طوعي منظم بمصر وأفريقيا، بدءًا من قرار رئيس مجلس الوزراء بإدراج شهادات خفض الانبعاثات ضمن الأدوات المالية بقانون سوق المال، مرورًا بتأسيس منصة تداول في البورصة المصرية، وإنشاء لجنة إشراف مختصة.

كما أشار إلى إصدار الهيئة لقواعد قيد وشطب شهادات خفض الانبعاثات، واعتماد سجلات الكربون الطوعية، إلى جانب وضع قواعد التداول والتسوية الخاصة بالسوق الجديد.

تسريع وتيرة العمل وبناء قاعدة بيانات زراعية

لفت الدكتور فريد إلى أن الهيئة العامة للرقابة المالية مستمرة في تسريع تفعيل سوق الكربون الطوعي لما له من أهمية كبرى في دعم التوجه نحو الاقتصاد منخفض الكربون.

وأكد على أهمية بناء قاعدة بيانات محدثة للقطاع الزراعي بشكل خاص لدعم اتخاذ قرارات مبنية على أسس سليمة تدعم سياسات خفض الانبعاثات، مشددًا على ضرورة التحوط من مخاطر المناخ والطبيعة.

تكريم المزارعين وأبطال المناخ

من جانبه، أكد الأستاذ حلمي أبو العيش، رئيس مجلس أمناء جامعة هليوبوليس، أهمية هذه الفعاليات التي تحتفي بالمزارعين الذين ساهموا فعليًا في تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ عبر التحول إلى الزراعة الحيوية.

وأشار إلى أن الزراعة الحيوية لا تقتصر على خفض الانبعاثات الكربونية فحسب، بل تساهم أيضًا في الحفاظ على صحة التربة والمواطنين عبر إنتاج غذاء صحي مستدام.

وشدد أبو العيش على ضرورة تعزيز التعاون بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة لتحقيق هدف الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية.