عاجل
السبت 26 أبريل 2025
رئيس التحرير
مواهب عبدالرحمن

الجارديان : محمد صلاح..أيقونة ليفربول الذي تجاوز حدود الملاعب وألهم المدينة بروحه

محمد صلاح
محمد صلاح

الجارديان : محمد صلاح.. أيقونة ليفربول الذي تجاوز حدود الملاعب وألهم المدينة بروحه


في شوارع ليفربول، تنتشر روايات عن ظهور خاطف لمحمد صلاح؛ لمحة من وجهه أثناء خروجه من سيارة، أو مشهد له يدخل أحد المساجد. يُشهر أحدهم هاتفه بسرعة، وتنتشر الشائعة كالنار في الهشيم. سرعان ما تتحول تلك اللحظات إلى أساطير حضرية، أشبه بلمسات إلهية: مرة سدد فيها ثمن وقود الجميع في محطة بنزين، وأخرى لطفل اصطدم بعمود إنارة أثناء ملاحقة سيارة صلاح، ليحظى بصورة معه وأنف ينزف وفخر لا يقدر بثمن.

 

قبل أسابيع قليلة، ومع تأخر تجديد عقده، ترددت شائعة أنه يصور محتوى لنادي ليفربول في الميناء. وكالعادة، حين يصل الجمهور، يكون قد اختفى. بالنسبة لأهل ليفربول، محمد صلاح ليس نجمًا يظهر على الدوام، بل طيف، لمحة، وهم من الضوء. وإن كان ذلك جزءًا من طبيعة الشهرة، فهو أيضًا انعكاس للطريقة التي يراها مدافعو الدوري الإنجليزي حين يواجهونه هذا الموسم.

 

“صلاح لا يؤدي للجمهور.. بل يحدّق فيه”

ثمانية أعوام قضاها صلاح في ليفربول، حصد خلالها الجوائز والأهداف والقلوب. رفع درع الدوري، وهو في طريقه لثانية، ووقع لتوه عقدًا جديدًا يمتد لعامين آخرين. لكن ما يجعل صلاح رمزًا شخصيًا عميقًا للكثيرين يتجاوز الأرقام والألقاب، فهو يمثل التقاءً نادرًا بين الإعجاب والعبادة، بين التشجيع والانتماء، بين المصالح الرياضية والقيم الإنسانية.

 

يقول نيل أتكينسون، مقدم بودكاست “أنفيلد راب”:

“لن أحظى أبدًا بفرصة محاورة صلاح، لكن لطالما راودتني رغبة في سؤاله: ماذا رأى حين سجل هدفه ضد مانشستر سيتي في دوري الأبطال عام 2018، ووقف يشاهد الجماهير تشتعل؟ لم يركض. لم يحتفل. فقط وقف يحدّق. كأنه يرى المشهد من الفضاء”.

 

“أطفالي أصبحوا من سكان ليفربول”

حين وقع صلاح على عقده الجديد هذا الشهر، لم يكن السبب فقط النادي، بل المدينة. دفؤها، وترحابها، واحتضانها لعائلته. “أطفالي أصبحوا سكان ليفربول الآن”، قال مازحًا في مقابلة حديثة.

 

يعلّق عمدة منطقة ليفربول، ستيف روذرهام:

“ليفربول ليست مدينة عادية، بل مدينة بروابط عميقة، وحين يُحتضن شخص كصلاح بهذا الشكل، تتجاوز العلاقة كرة القدم. لا يمكن لمس الجماهير إلا بمن يشاركهم القيم”.

 

جامع الرحمة.. حيث تنعكس صورة المدينة

في مسجد الرحمة في منطقة توكستث، حيث تُقام صلاة الجمعة، يحكي الدكتور بدر عبد الله، رئيس الجمعية الإسلامية في ليفربول، كيف أصبح صلاح رمزًا جامعًا:

 

“محمد صلاح ليس فقط لاعبًا رائعًا، بل قدوة حقيقية. يُصلي، يصوم، ويسجد بعد تسجيل الأهداف. جعَل الأطفال المسلمين في المدارس يشعرون بالفخر. أصبحوا يُقبلون على الصلاة والصيام بثقة. صلاح يشبهنا، لكن العالم كله يحبه”.

 

ويتابع:“في ظل خطاب عالمي يربط المسلمين بالعنف، فإن وجود شخصية مثل محمد صلاح - تجمع بين الموهبة والأخلاق والروحانية - هو رسالة قوية”.

 

التأثير الحقيقي لصلاح.. ما بعد المستطيل الأخضر

حين خاض محمد صلاح نهائي دوري الأبطال لأول مرة عام 2018، كُتبت تقارير عن تأثيره الإيجابي في تقليص جرائم الكراهية ضد المسلمين، وتعزيز التماسك المجتمعي. ومع أن البعض رأى في ذلك مبالغة، إلا أن صلاح، بوعيه وإنسانيته، نجح في كسر الصورة النمطية، دون أن يطلب ذلك منه أحد.