حوار || سامسونج مصر: نُنتج لا نُجمّع.. والذكاء الاصطناعي أصبح قلب منتجاتنا

تُعد شركة “سامسونج إلكترونيكس مصر” واحدة من النماذج الصناعية الرائدة التي استطاعت أن تثبت حضورها القوي في السوق المحلي والعالمي في وقت قصير نسبيًا، ليس فقط من خلال حجم الإنتاج والتصدير، بل عبر الاعتماد على الابتكار وتوطين التكنولوجيا الحديثة.
في هذا الحوار، نستعرض مع الدكتور أيمن بكري، رئيس قطاع التجزئة والتسويق للأجهزة المنزلية والتلفزيونات بالشركة، أهم ملامح هذه الرحلة، واستراتيجية سامسونج في تعزيز مكانتها في السوق المصرية وتوسيع أفقها مستقبلاً.

تصنيع لا تجميع.. ما الحقيقة داخل مصنع سامسونج في مصر؟
بدايةً.. ما الذي يميز مصنع سامسونج إلكترونيكس مصر عن غيره؟
هناك خلط شائع بأننا فقط نقوم بتجميع المنتجات، لكن الحقيقة أن مصنعنا في بني سويف هو منشأة إنتاج متكاملة. نحن لا نصنع فقط الأجهزة المنزلية، بل لدينا خطوط لتصنيع مكونات دقيقة مثل أشباه الموصلات، يتم توريدها إلى كبرى شركات السيارات في العالم، إلى جانب المساهمة في تطوير برمجيات متقدمة لسيارات ألمانية.
التصدير بوابة للاستقرار والنمو المحلي
كيف ساعدت صادراتكم في استقرار أعمالكم محليًا؟
نُصدر 90% من إنتاجنا إلى 60 دولة، وهذا عزز قدرتنا على توفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد المواد الخام والمكونات. هذه الديناميكية سهلت علينا الاستمرار في الإنتاج ومواصلة ريادتنا في السوق المحلي لأكثر من 19 عامًا دون انقطاع، رغم التحديات العالمية.

هل تختلف المنتجات الموجهة لمصر عن نظيرتها العالمية؟
من حيث المكونات الأساسية وجودة التصنيع لا يوجد أي فرق. ما يختلف أحيانًا هو بعض البرمجيات أو الخصائص التي تُضبط بناءً على القوانين المحلية أو تفضيلات المستهلك. نحن نحرص على أن يحصل العميل على ما يناسب احتياجاته الفعلية دون تحميله تكلفة خصائص لا تُستخدم في مصر.
من الأجهزة الذكية إلى الشاشات المستقبلية.. كيف يتجسد الذكاء الاصطناعي في منتجاتكم؟
بشكل واضح، الذكاء الاصطناعي أصبح العمود الفقري لمنتجات سامسونج، من الشاشات إلى الغسالات والثلاجات. نحن نستثمر في هذه التقنية لإنتاج أجهزة ذكية تتفاعل مع المستخدم، وتقدم حلولاً عملية وسهلة. قريبًا سنبدأ في إنتاج شاشات Neo QLED 8K في مصر، وهي تمثل طفرة في تكنولوجيا الصورة والصوت.
ما بعد البيع.. الثقة لا تتوقف عند الشراء
كيف تديرون علاقة ما بعد البيع مع المستهلك المصري؟
نعتمد على منظومة متكاملة تشمل 27 مركز صيانة، وسيارتين متنقلتين لخدمة الأعطال السريعة، إضافة إلى دعم مباشر عبر واتساب طوال اليوم. هذا النظام عزز ثقة العملاء في منتجاتنا وكرّس ولاءهم لعلامتنا التجارية.
حدثنا عن استثمارات سامسونج العالمية في البحث والتطوير
سامسونج ضخت 23 مليار دولار في البحث والتطوير خلال 2024، أي نحو 5% من إجمالي إيراداتها. نمتلك 14 مركزًا عالميًا و7 مراكز مخصصة للذكاء الاصطناعي. هذه الاستثمارات تُترجم إلى تقنيات تُغيّر تجربة المستخدم فعليًا، وتضعنا في موقع الريادة عالميًا.
Quantum Dots.. قصة نجاح بدأت منذ 2001
ما الذي يميز تقنيات شاشات سامسونج؟
نحن رواد تقنية “النقاط الكمومية – Quantum Dots”. بدأنا الأبحاث فيها منذ 2001، وطورنا أول مادة بلورية نانوية خالية من الكادميوم، مما يمنح المستخدم تجربة مشاهدة آمنة وغنية بالألوان. هذه التقنية مُعتمدة من معهد SGS السويسري وتلتزم بمعايير الاتحاد الأوروبي للسلامة البيئية.
ننتج وفقًا لما يحتاجه السوق المصري
ما حجم تنوع منتجاتكم المحلية؟
نصنع أكثر من 62 طرازًا من أجهزة التلفزيون، إلى جانب 5 أنواع من الثلاجات، و4 أنواع من الغسالات، ومنتجين من الميكروويف، وآخرين من المكانس الكهربائية. وكل منتج نضيفه يأتي بعد دراسة دقيقة لاحتياجات المستهلك المحلي.
من الأجهزة إلى السيارات؟ رؤية مستقبلية منفتحة
هل يمكن أن نرى سامسونج مصر في صناعات أخرى؟
لا نستبعد ذلك. سامسونج العالمية تمتلك خبرات كبيرة في مجالات مثل السيارات الكهربائية. التوسع في هذه المجالات داخل مصر مرهون بدراسات الجدوى واحتياجات السوق، ونحن منفتحون على ذلك مستقبلًا.
دعم حكومي عزز خطط التوسع
كيف انعكست استراتيجية توطين صناعة الإلكترونيات على الشركة؟
استراتيجية الدولة في هذا الملف كانت محفزًا كبيرًا لنا ولغيرنا من المستثمرين. نحن استفدنا من الحوافز الحكومية، وعلى رأسها “الرخصة الذهبية” التي حصلنا عليها مؤخرًا، مما فتح آفاقًا أكبر للتوسع والابتكار.