مرسيدس تتعاون مع “Hesai” الصينية لتطوير سيارات ذكية للأسواق العالمية

تعتزم شركة مرسيدس-بنز تطوير سيارات ذكية مزودة بتقنية مستشعرات “ليدار” من شركة Hesai الصينية للأسواق العالمية، في خطوة غير مسبوقة بالنسبة لشركة تصنيع سيارات أجنبية تعتمد على هذه التكنولوجيا الصينية خارج الصين، وفقًا لمصدر مطلع.
يأتي هذا القرار وسط تصاعد التوترات التجارية، حيث تكثف الولايات المتحدة جهودها للحد من استخدام المكونات والبرمجيات الصينية في السيارات المطورة عالميًا. وفي المقابل، تسعى الشركات الألمانية إلى تعزيز قدرتها التنافسية، لا سيما في ظل التحديات التي تواجه الاقتصاد الألماني.
قرار استراتيجي وسط مخاطر جيوسياسية
ووفقًا للمصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فقد استغرقت مرسيدس أشهرًا من المداولات قبل اتخاذ هذا القرار بسبب المخاطر القانونية والجيوسياسية، لا سيما في ظل موقف الإدارة الأمريكية المتشدد تجاه الصين. ورغم ذلك، فضلت الشركة في النهاية شركة Hesai – أكبر مصنّع ليدار في الصين – بسبب تكلفتها المنخفضة وقدرتها على الإنتاج على نطاق واسع.
أسهم Hesai تقفز بعد الإعلان
لم تصدر مرسيدس تعليقًا رسميًا على القرار حتى الآن، إلا أن أسهم Hesai المدرجة في الولايات المتحدة قفزت بنسبة 36.6% في تعاملات الصباح المبكرة. كما توقعت الشركة تحقيق إيرادات صافية تتراوح بين 3 إلى 3.5 مليار يوان (415-484 مليون دولار) في 2025.
وكانت Hesai قد أعلنت يوم الإثنين عن توقيع عقد حصري لعدة سنوات لتوريد مستشعرات الليدار إلى إحدى شركات السيارات الأوروبية الرائدة، دون الكشف عن اسمها.
دور “ليدار” في تطوير القيادة الذاتية
تعتمد تقنية Lidar على استخدام الليزر لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد لمحيط السيارة، ما يساعد في تحديد العقبات وتوجيه المركبة بفعالية. وتُعد هذه المستشعرات عنصرًا أساسيًا في العديد من أنظمة القيادة الذاتية التي تعمل شركات السيارات على تطويرها.
وفي تعليق على الصفقة، قال المدير المالي لشركة Hesai، أندرو فان، في مقابلة مع رويترز عقب إعلان نتائج الشركة الفصلية، إن القرار كان تجاريًا بالكامل من جانب الشريك، لكنه رفض الإفصاح عن اسم الشركة المتعاقدة.
يؤكد هذا التعاون بين مرسيدس وHesai على التغيرات الكبيرة في قطاع السيارات الذكية، حيث تتخطى الشركات الكبرى الحدود التقليدية للتصنيع، رغم التحديات الجيوسياسية.