تقدم ملموس في أعمال الإنشاءات بمحطة الضبعة النووية

تقدم ملموس في أعمال الإنشاءات بمحطة الضبعة النووية
أعلنت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء عن إنجاز جديد في مشروع المحطة النووية بالضبعة، حيث تم أمس الانتهاء من تركيب المستوى الثاني من وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل في الوحدة النووية الثانية، وذلك قبل الموعد المحدد، في خطوة تعكس التقدم السريع في تنفيذ المشروع وفق الجدول الزمني المحدد.
تفاصيل الإنجاز الهندسي
تمت عملية التركيب تحت إشراف متخصصين من شركة أتوم ستروي إكسبورت الروسية، المقاول العام والمصمم للمشروع، وبمشاركة مهندسين وخبراء من هيئة المحطات النووية المصرية.
وعاء الاحتواء الداخلي هو هيكل أسطواني ضخم يحتضن المفاعل النووي ومعدات الدائرة الأولية لمحطة الطاقة النووية، ويتكون المستوى الثاني منه من 12 شريحة، صُنعت محليًا داخل منشأة التصنيع بالموقع. ويبلغ طول كل شريحة 12 مترًا، وارتفاعها 14 مترًا، ويتراوح وزنها بين 60 و90 طنًا.
بدأت أعمال تركيب هذا المستوى في 16 فبراير 2025، حيث عمل فريقان متخصصان، يضم كل منهما أكثر من 80 خبيرًا، على تنفيذ العملية باستخدام رافعة عملاقة. وبعد اكتمال التركيب، أصبح مبنى المفاعل للوحدة الثانية أحد أطول الهياكل في موقع الضبعة بارتفاع تجاوز 20 مترًا.
إنجاز يعكس التعاون المصري-الروسي
أكد الدكتور محمد دويدار، رئيس هيئة المحطات النووية، أن هذا الإنجاز لا يمثل فقط تقدمًا في المشروع، بل هو دليل على قدرة الخبرات المصرية في تحقيق نجاحات كبرى في مجال الطاقة النووية. وأضاف:
“النجاح في تركيب المستوى الثاني من وعاء الاحتواء الداخلي يعكس التعاون الوثيق بين الفرق المصرية والروسية، ويمثل خطوة مهمة في تحقيق رؤية مصر 2030 في مجال الطاقة النظيفة.”
من جانبه، أوضح أليكسي كونونينكو، نائب رئيس شركة أتوم ستروي إكسبورت ومدير مشروع الضبعة النووي، أن إنجاز التركيب قبل الموعد المحدد يعكس استخدام تقنيات هندسية متطورة أسهمت في تسريع جداول الأعمال. وأضاف:
“هذا التقدم يفتح المجال لبدء عمليات التدعيم والتركيب القادمة، والتي ستتبعها أعمال الصب الخرساني وفق الجدول الزمني لعام 2025.”
محطة الضبعة النووية: مشروع استراتيجي لمستقبل الطاقة في مصر
تمثل محطة الضبعة النووية أحد أهم المشروعات الاستراتيجية في قطاع الطاقة بمصر، حيث تهدف إلى تعزيز قدرات الدولة في إنتاج الطاقة النظيفة والمستدامة، وتعد جزءًا من رؤية مصر لتطوير البنية التحتية للطاقة وفق أحدث المعايير الدولية.
يأتي هذا الإنجاز في وقت تتسارع فيه وتيرة العمل لإنجاز مختلف وحدات المشروع وفق المخطط الزمني، ما يؤكد قدرة مصر على تنفيذ مشروعات الطاقة العملاقة بالتعاون مع الشركاء الدوليين، وترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للطاقة في المنطقة.