السعودية تمنع بث ونقل صلاة التراويح عبر التلفزيون وتحظر التصوير بهواتف المحمول

في خطوة مفاجئة وغير متوقعة، أعلنت الجهات الرسمية في المملكة العربية السعودية اليوم عن قرارها بمنع بث ونقل صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك.
يأتي القرار ضمن سلسلة من الإجراءات التنظيمية الجديدة التي تهدف إلى ضبط المحتوى الديني المقدم عبر وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، وذلك وفق رؤية تهدف إلى الحفاظ على النظام والتركيز على التوجهات الدينية الأساسية.
تفاصيل القرار وتطبيقه
صدر القرار في بيان رسمي عن وزارة الإعلام السعودية، حيث أوضح المسؤولون أن جميع الجهات التي تقوم ببث فعاليات صلاة التراويح سواء عبر القنوات التلفزيونية أو الإذاعية، بالإضافة إلى منصات التواصل الاجتماعي، سيتعين عليها الالتزام بالتوقف عن نقل هذه الفعالية خلال شهر رمضان الجاري. وأكد البيان أن القرار يهدف إلى إعادة هيكلة طريقة تناول المحتوى الديني، مع ضمان تقديمه بأسلوب يتماشى مع السياسات التنظيمية الجديدة التي وضعتها الجهات المعنية.
وأوضحت الوزارة أن القرار لم يُتخذ بهدف التضييق على حرية التعبير، بل هو جزء من جهود شاملة لتطوير البث الإعلامي الديني وضبطه بما يحقق المصلحة العامة، كما ستقوم الجهات الرقابية بمراقبة التنفيذ لضمان الالتزام التام بالتعليمات الصادرة.
ردود الفعل والتحليلات
أثارت الخطوة ردود فعل متباينة بين شرائح المجتمع، حيث عبر بعض المتابعين عن استيائهم من القرار معتبرين أنه يحرمهم من فرصة متابعة صلاة التراويح عبر وسائل الإعلام التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تجربتهم الرمضانية. وفي المقابل، رحب آخرون بالخطوة واعتبروها محاولة لضبط المحتوى الإعلامي وتنظيمه بما يخدم القيم الدينية والهوية الثقافية.
وأكد أحد خبراء الإعلام الديني أن هذا القرار قد يمثل تحولًا في طريقة تناول المحتوى الديني في المملكة، مشيرًا إلى أن “تنظيم البث خلال الشهر الفضيل قد يساعد في التركيز على نقل رسالة روحية خالصة بعيدًا عن المزايدات التنافسية التي قد تشوش على الهدف الأساسي للبرامج الدينية”.
تصريحات المسؤولين
في تصريح صحفي، أوضح أحد المسؤولين في وزارة الإعلام:
“إن قرار منع بث ونقل صلاة التراويح جاء في إطار سعي المملكة إلى تطوير مشهد الإعلام الديني، وتوفير بيئة إعلامية متوازنة تخدم المصلحة العامة وتراعي الأطر التنظيمية الجديدة. نؤكد لجميع القنوات ومزودي الخدمات ضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة والعمل مع الجهات الرقابية لضمان تطبيق القرار بشكل سلس دون التأثير على روحانيات الشهر الكريم.”
وأضاف المسؤول أن السلطات ستقوم بإجراء تقييم دوري لتأثير القرار على الجمهور، مع إمكانية مراجعة التوجيهات إذا ما استدعت الظروف ذلك.
توقعات وآفاق مستقبلية
من المتوقع أن يشهد المجتمع الإعلامي في السعودية تغييرات ملحوظة في أسلوب تقديم البرامج الدينية خلال رمضان المقبل، حيث سيتحول التركيز من البث المباشر لصلاة التراويح إلى توفير بدائل إعلامية تتيح للجمهور متابعة فعاليات رمضانية مميزة بطريقة منظمة. كما سيعمل المسؤولون على تعزيز التعاون مع مقدمي الخدمات الرقمية لضمان استمرارية تقديم المحتوى الديني بجودة عالية تتماشى مع الرؤية الوطنية الجديدة.
يترقب الجمهور والمحللون نتائج هذا القرار ومدى تأثيره على تجربة المشاهدين خلال الشهر الفضيل، فيما يستمر النقاش حول توازن حرية التعبير وتنظيم المحتوى الإعلامي في ظل التطورات التقنية والاجتماعية الراهنة.