عاجل
السبت 22 فبراير 2025
رئيس التحرير
مواهب عبدالرحمن

اندماج محتمل بين “بي بي” و”شل” لمنافسة عمالقة النفط العالميين

اندماج محتمل بين
اندماج محتمل بين “بي بي” و”شل”

اندماج محتمل بين “بي بي” و”شل” لمنافسة عمالقة النفط العالميين

 

يعمل كبار المصرفيين الاستثماريين على هندسة صفقة اندماج بين شركتي النفط العملاقتين “بي بي” و”شل”، بهدف إنشاء كيان وطني قوي قادر على منافسة كبرى الشركات العالمية مثل “توتال إنرجي” الفرنسية و”إكسون موبيل” و”شيفرون” الأمريكيتين.

 

تأتي هذه الخطوة وسط ضغوط متزايدة تواجهها “بي بي”، خاصة بعد إعلانها عن تراجع حاد في أرباحها. كما زادت الأمور تعقيدًا مع قيام المستثمر الأمريكي الناشط “إليوت إنفستمنت مانجمنت” ببناء حصة تقارب 5% في الشركة. ويواجه الرئيس التنفيذي لـ”بي بي”، موراي أوشينكلوس، تحديات كبيرة قبل اجتماع حاسم للمساهمين في 26 فبراير الجاري، حيث يتوقع المستثمرون أن يطرح خطة استراتيجية واضحة تعيد الشركة إلى مسارها الصحيح.

 

في المقابل، تواصل “شل” تعزيز مكانتها تحت قيادة رئيسها التنفيذي، وائل صوان، الذي نجح في تقليص ديون الشركة، مما وفر لها سيولة كبيرة. وقد ارتفعت أسهم “شل” بنسبة 9% خلال العام الماضي، ليصل تقييمها السوقي إلى 164 مليار جنيه إسترليني، مقارنةً بـ74 مليار جنيه فقط لـ”بي بي”. ومع ذلك، لا تزال “شل” تواجه تحديات، إذ هدد صوان بنقل الإدراج الرئيسي للشركة إلى الولايات المتحدة إذا لم يتحسن تقييمها السوقي.

 

يعتقد المصرفيون الاستثماريون أن الاندماج بين الشركتين سيكون منطقيًا، إذ سيؤدي إلى إنشاء كيان ضخم يضم 180 ألف موظف، مع مشاريع استكشاف مشتركة في العراق وخليج المكسيك، إضافةً إلى وحدات تجارة عالية الأداء. كما أن حجم الكيان الجديد سيوفر له ميزة تنافسية كبيرة في قطاع النفط، حيث تُعد القدرة على تأمين رأس المال اللازم للتنقيب والاستخراج عاملاً حاسمًا في نجاح الشركات.

 

من جانبه، قال غراهام أشبي، المدير في “شرودرز” التي تمتلك حصصًا في الشركتين، إن الحجم هو العنصر الأكثر أهمية في قطاع النفط، مشيرًا إلى أن الدول الكبرى مثل السعودية والولايات المتحدة تعتمد على شركات ضخمة لضمان استمرارية الإنتاج وتحقيق الأرباح.

 

وعلى صعيد الاستراتيجية، قد تعلن “بي بي” عن خطط لبيع بعض أصولها، مثل وحدة النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة وأعمال زيوت التشحيم “كاسترول”، التي استحوذت عليها مقابل 4 مليارات جنيه في عام 2000. كما تتزايد التكهنات حول إمكانية بيع قطاع محطات الوقود التابع لها.

 

ويطالب المستثمر الناشط “إليوت” بتخفيض إنفاق “بي بي” على الطاقة المتجددة، وبيع جزء كبير من أصولها الخضراء، بل إنه قد يسعى إلى الإطاحة برئيس مجلس الإدارة، هيلج لوند. تأتي هذه الضغوط بعد تولي موراي أوشينكلوس منصب الرئيس التنفيذي عقب استقالة سلفه برنارد لوني بسبب علاقات غير معلنة مع موظفين داخل الشركة.

 

وبينما تترقب الأسواق ما ستؤول إليه هذه التحركات، يبدو أن قطاع النفط قد يشهد تغيرات جذرية في الفترة المقبلة، ليس فقط في بريطانيا، بل على مستوى الصناعة العالمية ككل.