تباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحدة خلال يناير.. والبطالة عند 4.0%

شهد سوق العمل الأمريكي تباطؤًا ملحوظًا في يناير، حيث أضاف الاقتصاد 143 ألف وظيفة فقط، مقارنة بـ 307 آلاف وظيفة في ديسمبر، وفقًا لتقرير وزارة العمل الأمريكية. 

جاء هذا التراجع بعد أداء قوي في نوفمبر وديسمبر، مما يشير إلى بداية العام بوتيرة توظيف أبطأ من المتوقع. 

رغم ذلك، فإن معدل البطالة استقر عند 4.0%، وهو أدنى مستوى له منذ مايو، مما قد يمنح مجلس الاحتياطي الفيدرالي مبررًا لتأجيل أي خفض لأسعار الفائدة حتى يونيو على الأقل.

تأثيرات محتملة على قرارات الفيدرالي

يعتمد مجلس الاحتياطي الفيدرالي في قراراته على بيانات سوق العمل، حيث إن أي تباطؤ حاد قد يدفعه إلى تسهيل السياسة النقدية، بينما استمرار قوة التوظيف ونمو الأجور قد يجعله يحافظ على موقفه الحالي. وبالفعل، أظهر التقرير ارتفاعًا في متوسط الأجر بالساعة بنسبة 0.5%، وهو أعلى معدل زيادة في خمسة أشهر، ما يعكس استمرار الطلب القوي على العمالة. كما ارتفعت الأجور بنسبة 4.1% على أساس سنوي، ما يعزز القدرة الشرائية للمستهلكين ولكنه قد يُبقي التضخم ضمن دائرة الاهتمام.

تحديات سياسية واقتصادية

هناك مخاوف من أن بعض السياسات الاقتصادية للإدارة الأمريكية الحالية، مثل تشديد قوانين الهجرة وفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات، قد تعرقل سوق العمل خلال الأشهر المقبلة. وفي حين قررت الإدارة تعليق فرض رسوم بنسبة 25% على السلع المستوردة من كندا والمكسيك حتى الشهر المقبل، فإن حالة عدم اليقين قد تدفع الشركات إلى التريث في خطط التوظيف والاستثمار، مما قد يؤدي إلى مزيد من التباطؤ في نمو الوظائف.

أداء متفاوت للقطاعات

حقق قطاع الرعاية الصحية أكبر زيادة في الوظائف بإضافة 44 ألف وظيفة، موزعة بين المستشفيات ومرافق الرعاية طويلة الأجل وخدمات الرعاية المنزلية. كما شهد قطاع تجارة التجزئة انتعاشًا بإضافة 34 ألف وظيفة، معظمها في المتاجر الكبرى، بينما ارتفعت الوظائف في قطاع المساعدات الاجتماعية بمقدار 22 ألف وظيفة.

على الجانب الآخر، سجل قطاع المطاعم والحانات انخفاضًا بمقدار 15,700 وظيفة، وهو ما يُعتقد أنه تأثر بحرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا والطقس البارد في عدة مناطق. ولم يطرأ تغير كبير على التوظيف في قطاعات البناء، التصنيع، النقل، والتمويل، مما يشير إلى أن بعض القطاعات لا تزال حذرة في التوسع وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي.

الفيدرالي يبقي على موقفه

مع بقاء سوق العمل قويًا نسبيًا رغم التباطؤ في معدل التوظيف، قرر الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة في نطاق 4.25%-4.50%، بعد أن خفضها بمقدار 100 نقطة أساس منذ سبتمبر. وتوقع المستثمرون أول خفض للفائدة في يونيو، لكن استمرار نمو الأجور والتوظيف قد يدفع البنك المركزي إلى التريث أكثر قبل اتخاذ أي خطوات جديدة.

ورغم أن مراجعات بيانات التوظيف أظهرت أن عدد الوظائف التي أُضيفت خلال العام الماضي كان أقل بنحو 598 ألف وظيفة مما كان مقدرًا سابقًا، فإن سوق العمل لا يزال يتمتع بالمرونة، ما قد يساهم في استمرار التوسع الاقتصادي خلال 2025.