عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
مواهب عبدالرحمن

مفاجأة محزنة .. « توشيبا » تخرج نهائياً من سوق الالكترونيات

شركة توشيبا
شركة توشيبا

أعلنت شركة "توشيبا" أحد عملاقة صناعة الإلكترونيات في اليابان والعالم، إنهاء وتصفية كافة أعمالها في سوق الإلكترونيات العالمية، بعدما كانت الشركة أحد رموز هيمنة اليابان في مجال الإلكترونيات، وبالفعل تم شطب الشركة رسميًّا من بورصة طوكيو.

 

كانت توشيبا أحد العلامات البارزة في صناعة الإلكترونيات في العالم خاصة في تصنيع أجهزة التلفزيون أو الكمبيوتر أو مكبرات الصوت وغيرها من السلع الإلكترونية الاستهلاكية.

القصة كاملة

بدأت قصة سقوط "توشيبا" عام 2015، عندما تم الكشف عن الممارسات المحاسبية الخاطئة عبر أقسام متعددة، وكان العديد منها يتعلق بالإدارة العليا؛ حيث تم اكتشاف أنه لمدة سبع سنوات، بالغت شركة توشيبا في تقدير أرباحها بمقدار 1.59 مليار دولار.

 

وفي عام 2020، اكتشفت توشيبا المزيد من المخالفات المحاسبية، وكانت هناك أيضًا ادعاءات تتعلق بحوكمة الشركات وطريقة اتخاذ قرارات المساهمين.

 

وخلص تحقيق أجري في عام 2021 إلى أن توشيبا تواطأت مع وزارة التجارة اليابانية -التي اعتبرت توشيبا أصلًا استراتيجيًّا- لقمع مصالح المستثمرين الأجانب.

 

وفي ذلك الوقت، قال الخبراء إن هذا جعل المستثمرين الأجانب غير متأكدين بشأن الاستثمار في الأسهم اليابانية؛ مما يجعل الأمر لا يمثل مشكلة توشيبا فحسب، بل مشكلة لسوق الأسهم اليابانية بأكملها.

 

وفي أواخر عام 2016، قالت توشيبا إنها ستتولى مسؤولية عدة مليارات من الدولارات تتعلق ببناء محطة للطاقة النووية كانت الوحدة الأمريكية وستنجهاوس إلكتريك قد اشترتها قبل عام.

 

وبعد ثلاثة أشهر، تقدمت شركة وستنجهاوس بطلب لإشهار إفلاسها؛ مما جعل شركة توشيبا تواجه انهيار أعمالها النووية والتزامات تزيد على ستة مليارات دولار.

لقد باعت عددًا كبيرًا من الشركات بما في ذلك الهواتف المحمولة والأنظمة الطبية والسلع البيضاء.ثم اضطرت إلى عرض وحدة الرقائق الخاصة بها "توشيبا ميموري" للبيع؛ وهي الصفقة التي تأخرت لعدة أشهر بسبب نزاع مع أحد شركائها.

 

وفي الوقت الذي كانت فيه الشركات تستثمر بكثافة في مستقبل التكنولوجيا والابتكار، اضطرت توشيبا إلى بيع أصولها الثمينة لجمع الأموال.

 

وتمكنت شركة توشيبا من تأمين ضخ نقدي بقيمة 5.4 مليارات دولار في نهاية عام 2017 من مستثمرين خارجيين؛ مما ساعدها على تجنب الشطب القسري.

 

ولكن هذا يعني أن المساهمين الناشطين كان لهم رأي أكبر في اتجاه الشركة.

 

وأدى ذلك إلى معارك طويلة أصابت الشركة المصنعة للبطاريات والرقائق والمعدات النووية والدفاعية بالشلل.

 

وبعد قدر كبير من الجدل حول ما إذا كان ينبغي تقسيم الشركة إلى شركات أصغر، شكّلت توشيبا لجنة لاستكشاف ما إذا كان من الممكن تحويلها إلى شركة خاصة.

 

وفي يونيو 2022، تَلَقّت توشيبا ثمانية عروض شراء.

 

وفي وقت سابق من هذا العام، أكدت الشركة أنه سيتم الاستحواذ عليها من قِبَل مجموعة من المستثمرين اليابانيين بقيادة مؤسسة الاستثمار اليابانية (JIC) المدعومة من الدولة مقابل 14 مليار دولار.

 

وليس من الواضح كيف يخطط الملاك الجدد لتغيير توشيبا، لكن رئيسها المنتهية ولايته قال إن الخدمات الرقمية ذات الهامش المرتفع ستكون موضع التركيز.

 

وتتمتع JIP بسجل حافل في اقتطاع الأعمال من الشركات المصنعة الكبرى بما في ذلك قسم أجهزة الكمبيوتر المحمول في شركة Sony ووحدة الكاميرا في شركة Olympus.

 

وبعد الاستحواذ على أعمال أجهزة الكمبيوتر المحمول Vaio من سوني في عام 2014، ساعدت الشركة على تحقيق مبيعات قياسية في العام الماضي.

 

ولكن توشيبا شركة أكبر بكثير والمخاطر كبيرة؛ حيث توظف توشيبا حوالى 106 آلاف شخص، ويُنظر إلى بعض عملياتها على أنها مهمة للأمن القومي.