إقتصاديات الأزمة
مر العالم خلال العامين الماضيين بمحنة وأزمة عالمية والمعروفة بأزمة ( كورونا المستجد ) ومازلنا نعاني من تبعات تلك الأزمة وإتباع إجراءات إحترازية لتشكل تحدياً نحو عودة الحياة لطبيعتها ولكن أصبحنا نتأقلم مع الأزمة ونتعايش لنجد حلولاً غير تقليدية لتسيير الحياة بشكل أفضل.
وفي خضم تلك المحنة تأثرت قطاعات كثيرة علي مستوي العالم نتيجة تداعيات الأزمة وخصوصاً القطاعات التي تعتمد علي الإتصال المباشر بالمستفيدين والتواجد الفعلي للمستهلك او طالب الخدمة وهنا يتعاظم دور قطاع هام وهو الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات لنجد هذا القطاع الهام هو الوحيد الذي استطاع ان ينجوا ولا يتأثر بتلك الأزمة بشكل كبير والسبب هو الإعتماد علي تقنيات الاتصالات عن بعد والتوجه نحو العمل من المنزل ليصبح الممر الآمن لكثير من القطاعات فنجد أن نسبة استخدام تطبيقات المؤتمرات عن بعد زادت بنسبة تصل ل٣٠ ٪
وحققت منصات التجارة الإلكترونية ارباحاً قدرت في العام ٢٠٢٠- ٢٠٢١ بقيمة ٢٦ تريليون دولار وحققت منصات المؤتمرات عن بعد نسبة نمو بزيادة وصلت ١٩٪ في العام ٢٠ - ٢٠٢١ ومتوقع أن تحقق نسبة عائدات تصل ٥٠ مليار دولار بحلول العام ٢٠٢٦ ونجد في خضم تلك الأزمة اتجهت الكثير من دول العالم إلي بناء المنصات التعليمية وانتاج المحتوي التعليمي واتاحته من خلال منصات التعلم عن بعد حيث نجد ان ثقافة التعلم عن بعد اثبتت نجاحها في النجاة من تلك الأزمة وتطوير آليات التفاعل وإضافة ميزات جديدة تساعد في محاكاة الفصل الدراسي وزيادة التواصل والتفاعل المرئي عن بعد.
ونجد في مصر انه تم اعتماد نماذج تدمج ما بين الحضور الفعلي والافتراضي واتاح الفرصة لعدم ضياع العام الدراسي والتأقلم والتعايش مع الأزمة.
وظهر حجم التعامل من خلال منصات التجارة العالمية وبالتأكيد الأكثر حظاً واللاعب الرئيسي هو ( التكنولوجيا المالية )fintech والتي وجدت الفرصة سانحة خلال تلك الفترة للنمو بعد زيادة الإقبال علي التجارة الالكترونية والتي أوضحت التقارير والمؤشرات الي زيادة الاستخدام واتمام عمليات الشراء بنسبة وصلت الي ٥٦٪ عبر منصات التجارة الالكترونية ،حيث اوضحت تلك المؤشرات ان اكثر مستخدمي تلك المنصات من فئات العمرية بين ٢٥ وحتي ٣٥ عاماً والنسبة الأكبر تذهب لعمليات شراء أجهزة الهواتف المحمولة وشراء الأثاث المنزلي.
ووفقاً للعام ٢٠٢٠ - ٢٠٢١ نجد أن أكثر من ٣ مليون مستخدم لطلبات الطعام باستخدام تطبيقات طلبات الطعام بما يحقق قيمة عائدات متوسط ٨١ مليون جنيهاً.
كل تلك المؤشرات توضح أن الأزمات هي فرص ذهبية وأن الاستثمار في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو الأكثر نمواً ومصر الأن تحتل مكانة متميزة فيما يخص تهيئة المناخ الاستثماري والارتقاء بالبنية المعلوماتية وتعظيم الاستفادة من نمو الشركات العاملة بقطاع تكنولوجيا المعلومات ودفعها نحو العمق الأفريقي وتعظيم الدور الريادي لمصر والتشارك في تسريع الأعمال والتعاون مع كافة القطاعات علي مستوي انتاج البرمجيات وبناء الكوادر البشرية وتقديم حلول تكنولوجية بأيادي مصرية.
