الضرب في المواطن.. «مش حرام»
الأعذار باتت لا قيمة لها؛ في خضم أيام أحلك من ظلمات البحر؛ الحال لم يعد يطاق أو يحتمل.. يوما بعد يوم يزداد الأمر سوءًا؛ والخاسر الوحيد، المواطن، الذي يستنشق التراب، ويشرب العلقم، وينام على الأشواك.
الحلول التي يضعها من يمتلكون "لجام" البلد بمثابة سيف يمزق جسد المواطن، دون النظر لأي حلول أخرى من شأنها رفع المعاناة على ذلك التعيس، الذي لا ذنب له إلا أنه يحمل الجنسية المصرية، ولا مناص له إلا البقاء بين جدرانها.
القرارات التي تتخذها الحكومة يوميًا شأنها شأن حالات الاغتصاب لا فارق بينهما؛ فكلاهما بالإكراه، فعندما تقرر أن ترفع الدعم عن المواطن وتبدأ في هذه الإجراءات دون أي دراسة، ودون أن تعطي المواطن حقه، ومن أين سيحصل على ما يمكنه من البقاء على قيد الحياة، فأنت ظالم.
عندما ترفع قيمة كل ما يقابلك لعجزك عن التفكير ولو قليلًا، في استحداث أمور من الممكن أن تجر نفعًا؛ بعيدًا عن أن تستقطب ما تريد بـ"العافية" من المواطن الذي لا يملك أصلًا قوت يومه. الحل الأول عند من لهم حق وضع الحلول رفع قيمة الخدمات أو السلع، دون النظر لأي اعتبارات، وآخر الأمور التي اتخذها هؤلاء؛ رفع قيمة تذكرة المترو للضعف، والحجة أن المترو يخسر، ما هذا الشلل الفكري؟ هل لا يمتلك من لهم حق اتخاذ الأفكار سوى فكرة رفع تذكرة المترو من أجل تعويض الخسائر؟
ألم يأت لأي منهم فكرة جلب مزيد من المعلنين داخل مكان يعج بالمواطنين من الخامسة والنصف فجرًا، حتى الواحدة من بعد منتصف الليل، أعتقد أن هناك الآلاف من الأفكار التي لو طبقت بطريقة سليمة ستجعل من مترو الانفاق منظومة ناجحة مثلها مثل قناة السويس، ولكن نظرًا لأن من يمتلك زمام القرارات كسول فلجأ إلى اغتصاب المواطن المجبر على تنفيذ القرار لأن ليس لديه فم يستطيع أن يقول "كفااااااااااااااااااية".
المواطن أصبح لا يعرف السبيل إلى الخروج الآمن من تلك الفاجعات والضربات التي يتلقها يومًا بعد يوم، فهو يحيا بـ"البركة"، راتبه كما هو وكل ما حوله يرتفع سعره، بداية من رغيف العيش، مرورًا بوسائل المواصلات، والأدوية، والمأكل، والملبس، والمشرب، وغيرها من الأمور التي لا تعد ولا تحصى.
الحكومة تقرر رفع الأسعار والمتضرر الأول والأخير المواطن فقط لا غير؛ ويبدو أن الحكومة التي من شأنها في الأساس حماية المواطن، هي التي "تشويه على نار هادئة"، مستخدمة المثل الدارج بعد أن غيرته هو الآخر "الضرب في المواطن.. مش حرام".
في النهاية لنا الله فيما يفعل بنا..
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ